لاجئون سوريون بلبنان يواجهون زمهرير الشتاء بخيام مهلهلة
في مخيم للاجئين السوريين بسهل البقاع يستخدم حسين الحمود عصا مكنسة لدعم عمود سقف خيمة تؤويه بعد انكساره جراء تساقط ثلوج كثيفة هذا الشتاء
في مخيم للاجئين السوريين بسهل البقاع يستخدم اللاجئ حسين الحمود عصا مكنسة لدعم عمود سقف خيمة تؤويه بعد انكساره جراء تساقط ثلوج كثيفة هذا الشتاء.
ويستخدم الحمود (37 عاما) الذي فر من الحرب المستعرة في بلاده منذ أكثر من خمس سنوات، كل ما يتيسر له من مواد لحماية أطفاله وعددهم 12 طفلا من زمهرير الشتاء.
وقال أخوه عبد الله الحمود الذي لديه ستة أطفال؛ إنهم يحاولون تدفئة الخيام بإشعال حطب ليتسنى لأطفالهم النوم في ليالي الشتاء الباردة.
أضاف عبدالله الحمود (40 عاما): "عم نقضي برد وولاد وخيم متل شوفة عينك، عم نجيب حطب، الكل قاعد وأعطي النار للصوبا (المدفأة) مشان الولاد يظلوا نايمين من البرد."
وقال الشقيقان وهما من حلب؛ إنهما لم يتلقيا مساعدات تُذكر في فصل الشتاء قارس البرودة.
وأردف حسين الحمود: "خيي والله المساعدات خفيفة عم تجينا بها الشتاء، لا بطانيات لا فرشات، الثلج كسر الخيمة علينا، الثلج نزل على الخيمة، كسر الجسر النصاني (الأوسط)، دعمناها من جوة، مساعدات ما عم تجي خالص بالشتاء خالص."
ويقضي أكثر من مليون سوري شتاءً جديدا كلاجئين في لبنان.
وبينما ذابت الثلوج في مخيم حسين وعبد الله الحمود في بر الياس بالبقاع، تنفذ مياه المطر من البلاستيك المهلهل الذي يغطي خيامهم فلا يحمي من يقيمون فيها من الطقس البارد.
ويمكن رؤية الجليد يغطي قمم جبل لبنان القريب من المخيم الذي يضم نحو 30 خيمة، يفصل بينها طريق ترابي يتحول إلى طريق موحل في فصل الشتاء، وهذا المخيم واحد من بين نحو ثلاثة آلاف مخيم مثله تتناثر في أنحاء لبنان.
وتخشى لاجئة سورية من إدلب تُدعى أُم خلف من أن يُدمر المطر خيمتها تماما.
قالت أُم خلف: "ما عندنا مازوت، ما حد يعطينا مازوت، والمي هيك هيك (تشير بيدها) بالبراكية (الخيمة)، دوما يبكوا يقولوا "ليش هيك". نقول: يدبرها الله. شو بدنا نساوي يا بابا."
ويزيد الطين بلة أن اللاجئين المقيمين في مناطق نائية تحاصرهم الثلوج فلا يستطيعون الوصول إلى متاجر لشراء احتياجاتهم من طعام وماء.
وقال متحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين: إن المفوضية أمدت اللاجئين بمواقد وبطاطين وحشايا ومواد عازلة للمطر.
وتقول الأمم المتحدة: إن 70 في المئة من اللاجئين السوريين في لبنان (نحو مليون لاجئ) يعيشون في فقر مدقع.
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuNTIg جزيرة ام اند امز