ديشامب يتطلع للتتويج الأوروبي كمدرب بعدما حققه كلاعب
ديدييه ديشامب، مدرب فرنسا، يتطلع لقيادة منتخب بلاده للتتويج بكأس أمم أوروبا كمدرب بعدما سبق له فعل الأمر ذاته كلاعب.
سمح ديدييه ديشامب لشعره بأن يتحول للون الرمادي بشكل طبيعي منذ حصوله على لقبه الأخير في بطولة أمم أوروبا قبل 16 عاما.
ولم يكن ديشامب، صغير الحجم، لاعبا مذهلا في يوم من الأيام كزين الدين زيدان، وبالتأكيد لا ينتمي إلى مدرسة جوزيه مورينيو التدريبية المميزة بالتصريحات المثيرة.
لكن المدرب الفرنسي صاحب الصوت الخافت قاد الدولة المضيفة إلى النهائي أمام البرتغال، بعد غد الأحد.
ولا يخشى ديشامب هذه المباراة المهمة التي ستقام باستاد فرنسا؛ إذ كان يرتدي شارة القيادة في فوز فرنسا بكأس العالم 1998 على الملعب ذاته، ومرة أخرى بعد عامين في الانتصار في بطولة أوروبا في روتردام.
وكان هو القائد أيضا لأولمبيك مارسيليا عندما أصبح أول نادٍ فرنسي -والوحيد حتى الآن- يحرز لقب دوري أبطال اوروبا في ميونيخ عام 1993.
وقال لاعب الوسط المهاجم، ديميتري باييه: "حقيقة أنه فاز بكل الألقاب تمثل أفضلية لنا، يعرف بالضبط متطلبات الفوز لأنه فعل ذلك من قبل."
واتبع ديشامب -الذي كان لاعب وسط يبذل جهدا كبيرا وصاحب قدرات قيادية في فترته كلاعب- نهجا براجماتيا في التدريب شبيها بالمدرب الفائز بكأس العالم 1998 إيميه جاكيه.
وقال جاكيه عن ديشامب في مقابلة مع موقع الاتحاد الدولي (الفيفا): "مر بهذا الموقف كقائد للفريق معي.. وأستطيع التأكيد أنه يتحكم في كل شيء ببراعة من خلف الكواليس. ديدييه يعرف كل ما يجب أن يعرفه."
وأظهر مدرب فرنسا قدراته في اتخاذ القرارات قبل بداية البطولة حين تعامل بحذر مع موقف صعب.
واستبعد ديشامب كريم بنزيمة بعد تورط مهاجم ريال مدريد في فضيحة ابتزاز، ولم يعر فرانك ريبيري أي اهتمام رغم تلميح جناح بايرن ميونيخ بأنه قد يرغب في العودة.
وقال ديشامب عقب اختيار التشكيلة النهائية: "هدفي ليس اختيار أفضل 23 لاعبا، لكن الاعتماد على مجموعة لاعبين يستطيعون معا الذهاب لأبعد مدى في البطولة."
ومنذ بداية البطولة فعل مدرب فرنسا كل شيء بشكل صحيح، فأجرى تغييرات خططية ذكية، وأعطى تعليماته للاعبين من خارج الملعب في الوقت المناسب.
وكانت هناك بعض المقامرات من ديشامب في مشوار البطولة، مثل قراره باستبعاد أنطوان جريزمان وبول بوجبا من التشكيلة الأساسية في مباراة دور المجموعات ضد ألبانيا.. وجنى ديشامب ثمار ذلك.
واستخرج ديشامب أفضل ما عند كل لاعب، واستطاع أن يحول مجموعة من الأسماء الكبيرة إلى فريق متماسك أظهر الكثير من التضامن داخل وخارج الملعب.
وكان نجاح طريقة ديشامب واضحا خلال الفوز 2-صفر على المانيا أمس الخميس في قبل النهائي.
ولم يرتق جريزمان فقط لمستوى التوقعات بتسجيل هدفين، لكن الدفاع الفرنسي - الذي كان ينظر إليه باعتباره نقطة ضعف الفريق - ظهر بشكل صلب تحت الضغط القوي من أبطال العالم.
وقال ديشامب قبل إبلاغ لاعبيه بأهم رسالة على الإطلاق بشأن ما يعنيه ارتداء قميص فرنسا "هذا الفوز بفضل اللاعبين، لكن الأمر لم ينته بعد. ما زالت أمامنا مباراة واحدة. ارتداء قميص فرنسا أفضل شيء حدث لي. ارتداء القميص يمنحك مسؤولية كبيرة. ربما لم يكن الأمر كذلك دائما لكن هؤلاء اللاعبين يدركون ذلك وجعلوني في غاية الفخر".
aXA6IDMuMTUuMjExLjU1IA==
جزيرة ام اند امز