معارض إيراني لـ"العين": طهران لا تعترف بحرية الرأي أو الصحافة
عباس: رقابة على جميع الصحف بلا استثناء
عبدالله عباس قال إن النظام الإيراني لا يسمح بوصول الحقائق للشعب ويخفي الكثير من المعلومات فيما يتعلق بالحكومة
تعتبر إيران أكثر الدول قمعا للصحفيين والإعلاميين في العالم ولا يعترف قياداتها بحرية الإعلام؛ حيث احتلت المرتبة 173 من بين 180 دولة في مجال حرية الإعلام، حسب ما أفاد أحدث تقرير صادر عن منظمة مراسلون بلا حدود لعام 2015.
وكان آلاف الإيرانيين احتشدوا في قاعة بورجه الشهيرة في العاصمة الفرنسية باريس يوم السبت، للمشاركة بالمؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية، احتجاجًا على أوضاع حقوق الإنسان وقمع المعارضة وتكبيل وسائل الإعلام.
وعلق المعارض الإيراني عبدالله عباس على مجيء بلاده في ذيل الدول التي تؤمن بحرية الإعلام وعمل الصحفيين، بالقول إن النظام الإيراني لا يسمح بوصول الحقائق للشعب، ويخفي الكثير من المعلومات لا سيما فيما يتعلق بالحكومة، مشيرًا إلى أن النظام له سجل حافل بإغلاق وسائل الإعلام خاصة الصحف التي تتخذ خط المعارضة.
وأضاف عباس في تصريحات خاصة لبوابة "العين" الإخبارية، أن قانون النشر في إيران يفرض رقابة دستورية على جميع الصحف بلا استثناء، موضحًا أن القانون الذي تم تفصيله من قبل النظام يصنف المعلومات المنشورة في الصحف والمعلومة التي يرى أنها تسيء له بأنها تضر بالأمن القومي الإيراني.
ولفت إلى أن المحاكم الإيرانية تستخدم هذا القانون بشكل مبالغ فيه حتى تجعل الصحفيين والإعلاميين يرضخون للنظام ولا يقومون بنشر أخبار وتقارير عن الأوضاع السياسية والاقتصادية في إيران، موضحًا أن ذلك يظهر جليًّا في "قضايا النشر التي يتلاعب فيها القضاة من خلال إطالة المحاكمات وتغليظ الأحكام ضد كتاب الرأي".
وفي عام 1989 وخلال تعديل الدستور تم إدراج المادة 24 في الدستور الإيراني والتي تنص على أن الصحافة والمطبوعات حرة ما لم تخل بالقواعد الإسلامية والحقوق العامة على أن يحدد القانون تفاصيل ذلك.
لكن عباس قال إنها مادة مطاطة للغاية، والنظام يستخدمها لإغلاق الصحف وحبس الصحفيين مثلما حدث في الواقعة الشهيرة عام 2009 حينما أغلق النظام صحيفة "همشهري" التي تعد من أوسع الصحف الإيرانية انتشارًا بسبب نشرها صورة لمعبد لإحدى الديانات الأخرى ضمن إعلان لتشجيع السياح لزيارته".
وعن أوضاع الصحفيين في إيران قال: "الصحفي الإيراني يعيش في بيئة مهنية متدهورة للغاية، فحالات إغلاق الصحف واعتقال الصحفيين كثيرة، ووصلت هذه الأوضاع إلى اعتقال مدوني الإنترنت، لفرض الرقابة الشديدة عليه"، فضلاً عن توجيه اتهامات معدة مسبقًا للصحفيين والإعلاميين التي تأتي من قبل الإساءة للدين الإسلامي أو تشويه صورة النظام والاتصال بجهات أجنبية.
وبالنسبة لأوضاع الصحافة الإلكترونية في إيران، أكد المعارض الإيراني أن النظام يمنع بصرامة نشر موضوعات يصفها بالمنافية للقيم الدينية والإساءة إلى الخميني أو المرشد الأعلى، مشيرًا إلى أن المادة 175 من الدستور الإيراني تنص على "يتم تعيين رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في إيران وإقالته من قبل القائد، ويقوم مجلس مؤلف من ممثلي رئيس الجمهورية ورئيس السلطة القضائية ومجلس الشورى الإسلامي لكل شخصين بالإشراف على هذه المؤسسة، ويحدد القانون نهج المؤسسة ونوع إدارتها وكيفية الإشراف عليها".
واختتم عباس تصريحاته بقوله إنه "أثناء الحملة الانتخابية لحسن روحاني أسرف في الوعود المتعلقة بالإفراج عن الصحفيين المعتقلين، ما أدى إلى قيام عدد كبير من الصحفيين بمساندته ولكنه فوجئ الجميع عقب توليه مقاليد الحكم بإنكاره وجود أي معتقل في السجون الإيرانية على خلفية عمله كصحفي أو مدون أو إعلامي".
ويشارك في مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس يوم السبت/الأحد العديد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية في العالم، ويأتي تحت عنوان "تحرير إيران".
وظهر الإيرانيون في هذا المؤتمر مرتدين سترة صفراء موحدة تحمل صورة مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي نظم تلك الفعالية الضخمة خلال اليومين.
ورفع الآلاف منهم لافتات تحتج وتعترض على النظام الإيراني الحاكم، معلنين من خلالها استنكارهم وإدانتهم الشديدة للإعدامات والعديد من انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام.