السيسي في الخرطوم.. فصل جديد من التعاون بين مصر والسودان
زيارة السيسي حظيت باهتمام وترحيب واسع بالسودان، وأكد خبراء أنها تؤسس لفصل جديد من التعاون وتعزيز الثقة بين البلدين الشقيقين.
وصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى العاصمة السودانية الخرطوم، مساء الخميس، في زيارة رسمية تمتد ليومين، يجري خلالها مباحثات مع نظيره السوداني عمر البشير، لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
زيارة السيسي التي حظيت باهتمام وترحيب واسع بالسودان، وأكد خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" أنها تؤسس لفصل جديد من التعاون وتعزيز الثقة بين البلدين الشقيقين، وستكون فاتحة لوحدة أكبر بين مصر والسودان.
وقال الخبراء إن التحولات التي شهدها الإقليم، لا سيما التقارب الإثيوبي الإريتري، عجلت بقمة السيسي والبشير في الخرطوم، بغرض إعادة ترتيب الأوراق على ضوء هذه المتغيرات السريعة والمهمة.
وينتظر أن يبحث السيسي مع البشير المهددات الإقليمية والأمن المائي وأمن البحر الأحمر، وملف سد النهضة الإثيوبي، بجانب قضايا السلام في جنوب السودان وسوريا والقضية الفلسطينية، وقضايا الجاليتين وعدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وأبدى نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية ببرلمان السودان، متوكل محمود التجاني، ترحيب المؤسسة التشريعية الواسع بزيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى البلاد، مؤكداً أنها "تأتي في توقيت بالغ الأهمية بالنسبة للبلدين الشقيقين".
وقال التجاني لـ"العين الإخبارية" "نثمن هذه الزيارة التي نرجو منها الكثير، في ظل العلاقات المتطورة بين السودان ومصر، والعوامل المشتركة التي تربط البلدين من تاريخ وثقافة وعلم ومياه ومصالح".
وأضاف "إن الزيارة سيكون لها دور في دفع المصالح الاقتصادية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين"، وتابع "نحن ننظر للزيارة بسعادة وتفاؤل كبير"، مشدداً على أن البرلمان السوداني يتمتع بعلاقات ممتازة مع مجلس الشعب المصري والبرلمان العربي.
من جانبه، اعتبر أسامة عبدالماجد، رئيس تحرير جريدة "آخر لحظة" السودانية، أن الزيارات المتكافئة بين الرئيسين السيسي والبشير ولقاءتهما التي بلغت أكثر من 20 لقاءً، تعكس مدى تطور علاقات البلدين وسيرها نحو الأفضل.
وقال عبدالماجد لـ"العين الإخبارية" إن الزيارة المفاجئة للرئيسي السيسي إلى السودان، ربما استدعتها التحولات التي حدث بالمنطقة وبالتحديد التقارب الإثيوبي الإريتري، وفي تقديري فإن القاهرة والخرطوم ترغبان في إعادة ترتيب أوراقهما على ضوء ما حدث من متغيرات.
ورأى أن "كلمة السر" في تقدم العلاقات بين السودان ومصر يكمن في مؤسستي الرئاسة والأمن بالبلدين، التي قادت خطوات خلال الفترة الماضية مكنتهما من السيطرة على الملفات التي دائماً ما تعكر صفو العلاقات الثنائية، من بينهما ملف مثلث حلايب وشلاتين واتفاقية الحريات الأربع وحظر المنتجات المصرية من جانب الخرطوم.
وقال إن القاهرة تبنت الكثير من الخطوات الإيجابية؛ من بينهما منع زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي من دخول أراضيها، ومنع وسائل الإعلام من توجيه النقد الحادة للسودان وقيادته، مما كان له وقع طيب لدى الخرطوم وأدى لدفع العلاقة إلى الأمام.
بدوره، يرى آدم محمد أحمد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الزعيم الأزهري السودانية، أن زيارة الرئيس المصري للسودان في هذا التوقيت الذي يشهد تحولات إقليمية، تعلن مرحلة جديدة في مسار العلاقات الثنائية وتعزز الثقة بشكل كبير بين الطرفين.
وقال آدم خلال تعليق لـ"العين الإخبارية"، إن التحديدات والمهددات التي تواجه الإقليم تدعو لمزيد من التقارب السوداني المصري وتوطيد العلاقات بالصورة المرجوة، والتعامل مع الذرائع كافة التي من شأنها تعكير صفو العلاقة تحقيقاً لمصلحة الشعبين.
وشدد بأن زيارة السيسي لم تكن مهمة لتعزيز العلاقات مع السودان فحسب، وإنما ستكون لها انعكاسات إيجابية على محادثات سلام دولة جنوب السودان التي تستضيفها الخرطوم، من خلال دور توفيقي ينتظر أن يقوم به الرئيس المصري مع فرقاء الدولة الوليدة.