محمد رمضان: شجيع السيما بين "الأسطورة" و"نسر الصعيد"
ما زال محمد رمضان يكرر فكرة "شجيع السيما" خصوصا في عملين مستنسخين هما الأسطورة ونسر الصعيد.. تعرف على أوجه التشابه والاختلاف.
المؤلف واحد وكذلك المخرج والبطل، ورغم مرور عامين إلا أن نسر الصعيد لم يكن سوى استنساخ للأسطورة التي جمعت محمد رمضان ممثلاً ومحمد عبدالمعطي مؤلفاً وياسر سامي مخرجاً مع فارق جوهري هو تحول البلطجي لضابط ليضفي مشروعية علي نجوميته ومواقفه ولفتتاته وانتقامه والحالة الشعبية الملائمة تماماً للمرحلة.
في عام 2016 قدّم الثلاثي السابق مسلسل (الأسطورة) في شهر رمضان أيضاً، وكان المسلسل يدور في أحد الأحياء العشوائية، ليستعرض لنا قصة شقيقين توأمين هما ناصر الدسوقي، ورفاعي الدسوقي، قام بالدورين محمد رمضان بالطبع، الأول تخرج في كلية الحقوق ويسعي ليصبح وكيل نيابة ويفشل بسبب شقيقه الثاني تاجر السلاح الذي تطارده سمعته الملطخة.
ويقع ناصر في هوي فتاة غنية جداً ويتعرض لصدمة كبيرة بعد رفض أهلها لزواجه منها، فيسافر إلى دولة عربية كي يعمل في حقل الاستشارات القانونية، ويفشل للمرة الثانية فيتورط في الجرائم،مع شقيقه المجرم الذي يقتل فيتقمص ناصر شخصية شقيقه رفاعي كي ينتقم ممن قتلوه.
أما مسلسل (نسر الصعيد) فسوف نلمح شخصيتين أيضاً لمحمد رمضان الأب وابنه، والأب (صالح القناوي) كبير الصعيد وحلال المشاكل في الجلسات العرفية يتم قتله من قوي الشر المتمثلة في تاجر الآثار (هتلر)، بينما الابن ضابط الشرطة يريد بدوره أن ينتقم من الأشرار مع الحفاظ على مخزون أخلاقي يرث به حل مشاكل الصعيد المتمثل في محافظة قنا مركز أهم ومعظم المسلسلات التي يتم صناعتها عن الصعيد مثل مسلسل سلسال الدم الذي يعرض بالصدفة الجزء الخامس منه أيضاً في شهر رمضان.
نحن إذن إزاء شكل من أشكال الإستنساخ في حالة المواجهة والانتقام والصراع بين الخير والشر، مع قلب العملة للوجه الأخر ليتحول البلطجي المظلوم في (الأسطورة) لضابط مظلوم أيضاً لكنه كالنسر يواجه هذا الظلم بسيف العدل والقانون ولا ينكفأ على ذاته وإنما يصبح مطلوباً منه أن يحقق العدل على مستوي بلدة كاملة من أكبر وأهم مدن الصعيد، وكأنها مثال للوطن كله وكذلك أهمية تكريس بطل شعبي ومخلص، على غرار أبوزيد الهلالي ونجوم كل الأساطير الشعبية وإن كان هذه المرة يرتدي البزة العسكرية، ويستخدم آيات القرآن الكريم عن العدل والدفاع عن المظلومين.
وإذا كان الاستنساخ من حيث الشكل الخارجي على هذا المستوى بين العملين للثلاثي رمضان وعبدالمعطي وسامي، فإن الكثير من التفاصيل سوف يتكرر بين العملين مثل فكرة استكمال المسيرة بين الأخ وشقيقه والأب وابنه، وكذلك وجود فتاة من عائلة ثرية ومستوى اجتماعي مختلف، يقرر رمضان الارتباط بها في المسلسلين لكن الأهل يرفضون، مع وجود فتاة تعشق بطلنا من طرف واحد في العملين أقرب للبلهاء من حيث وقوعها في العشق من طرف واحد بينما يراها بطلنا مثل أخته في العملين بل ويكرر بوضوح أنها عبيطة وبلهاء.
وسوف نكتشف أنه حتى مشهد دفاع رمضان عن حبيبته عندما يعاكسها أحد الأشخاص مكرر بنفس الحركات والألفاظ وأسلوب الأكشن نفسه بينما ينفض بطلنا يده بعد المعركة بطريقة أفلام الثلاثينيات بل والخمسينيات، وكأن الأمر بالنسبة له تافه فهو شجيع السيما الذي لا يقهر ، وهي لازمة صناعة البطل علي مدار تاريخ السينما من أيام فريد شوقي وحتى الآن.
أما الصراع الدموي بين الخير الممثل في رمضان وبين الشر الممثل في هتلر هنا ورفاعي الدسوقي في الأسطورة فحدث ولا حرج، وهو ما يتوقع أن يتصاعد في الحلقات المقبلة، لتتأكد حالة الاستنساخ مع تعديلات شكلية وقانونية وفنية وإعلامية تلائم المشهد الحالي.