بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن وبدعم عربي ودولي وأممي قوي، بدأت في السادس والعشرين من مارس 2015 عملية "عاصفة الحزم" بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة قوية من دولة الإمارات العربية المتحدة
بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن وبدعم عربي ودولي وأممي قوي، بدأت في السادس والعشرين من مارس 2015 عملية "عاصفة الحزم" بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة قوية من دولة الإمارات العربية المتحدة، والآن وبعد مضي عامين بأكملهما على هذه العملية التي تحققت أهدافها واستكملت مقاصدها بعملية "إعادة الأمل" في الحادي والعشرين من إبريل 2016؛ الآن ربما يكون من الأجدى والأجدر استراتيجيا التأكيد على أهم الثوابت التي لم ولن تتنازل عنها قوات التحالف العربي من أجل نصرة الشعب اليمني الشقيق وضمان أمنه واستقراره.
بداية ينبغي علينا جميعاً أن نتذكر أن عملية "عاصفة الحزم" لم تكن سوى استجابة لنداء الشعب والحكومة الشرعية في اليمن الشقيق، بعد توغل جماعة الحوثي وميليشيات المخلوع صالح، وقفزهما على الشرعية الدستورية، ومحاولتهما الاستيلاء بالقوة على السلطة، فالبادئ بالاعتداء والبغي هو الطرف الذي ظل طيلة عامين كاملين على تعنته ورغبته الحثيثة في كسر إرادة الأمة اليمنية بأكملها.
لكن الانتصارات العسكرية الكبيرة التي حققتها قوات التحالف العربي، تنطوي على العديد من الرسائل، أولها منع السيطرة الإيرانية على الأراضي اليمنية، فقد بددت عمليتا "عاصفة الحزم وإعادة الأمل" الأحلام الإيرانية التوسعية في اليمن الشقيق، رغم سعيها الدؤوب لتقديم كافة أشكال الدعم لجماعة الحوثي، بدءاً من إرسال المستشارين العسكريين، مروراً بتقديم الأسلحة والمعدات العسكرية وإرسال المقاتلين، وانتهاءً بتقديم كافة أوجه الدعم المالي والسياسي والإعلامي السخي واللامحدود لهذه الجماعة الإرهابية، إلا أن قوات التحالف العربي والجيش الوطني اليمني كانوا لها بالمرصاد؛ حيث منيت هذه الجماعة ومن عاونهم بهزائم فادحة ومتتالية، حتى باتت قوات التحالف على أبواب صنعاء، كما قضت "عاصفة الحزم" على خطط إيران الهادفة إلى إيجاد موضع قدم لها في اليمن لتهديد أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي، وابتزاز المجتمع الدولي بتهديد سلامة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب.
أما الرسالة الثانية فتتعلق بتجنب وقوع اليمن بين براثن الإرهاب، فقد بذلت قوات التحالف العربي كل ما تملك من أجل حماية اليمن من تنظيمات الإرهاب، وفي مقدمتها جماعة الحوثي التي كانت تسعى لفرض المشروع الطائفي في اليمن، إلا أن "عاصفة الحزم" استطاعت أن تدفن هذا المشروع قبل مولده.
الرسالة الثالثة، تتمثل في تفادي اليمن النزاعات الأهلية، التي كان من شأنها إغراق هذا البلد العربي الشقيق والمنطقة العربية في دوامة لا نهاية لها من الحرب والعنف، فقد بذلت دول التحالف العربي -ولا تزال- كل الجهود لحماية الدولة والحفاظ على وحدة وسلامة اليمن.
الرسالة الرابعة، بسط الطريق أمام الحل السياسي، فقد كانت قوات التحالف منذ بداية عملية "عاصفة الحزم" -ولا تزال- تستهدف الوصول إلى الحلول السياسية كخيار أول ورئيسي لتحقيق الاستقرار في اليمن، إدراكاً من دول التحالف العربي لضرورة استعادة الأمن والاستقرار في اليمن.
الرسالتان الخامسة والسادسة، فتتمثلان في إعادة إعمار البلاد، وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين في مختلف المناطق والمدن اليمنية، فقد عملت -ولا تزال- قوات التحالف العربي على المساهمة وبقوة في إعادة إعمار مختلف المدن اليمنية المحررة.
بعد عامين من بدء العملية العسكرية في اليمن، استطاعت دول التحالف العربي تحقيق سلسلة من الأهداف التي حددتها منذ بداية العمليات العسكرية كحماية الشرعية في اليمن، وردع تهديدات مليشيات الحوثي ضد المواطنين اليمنيين، ومنع المليشيات الحوثية من تهديد دول الجوار، وتحقيق السيطرة على المجال الجوي في اليمن، والحد من خطر الصواريخ البالستية، والحد من الإمداد والتموين والتحركات لجماعة الحوثي، وحماية مدينة عدن من دخول المليشيات الحوثية لها والاستيلاء عليها.
كما استطاع التحالف العربي تحقيق سلسلة من المكاسب على الأرض، حيث تم تأسيس وتدريب جيش وطني يمني، كما انتظم عمل الحكومة من العاصمة المؤقتة، وخضع الانقلابيون للحلول السياسية، وتم تحرير أهم المدن اليمنية، واستعادة ميناء المخا على البحر الأحمر، واستعادة حقول النفط والغاز في مأرب وشبوة، وعرقلة محاولات إيران إعادة تموين الحوثيين.
وبعد عامين من تدخل التحالف العربي انتصاراً للشرعية الدستورية وتنفيذاً للقرارات الدولية ذات الصلة، فإن الأوضاع الإنسانية والجهود الإغاثية تحتل صدارة اهتمام دول التحالف العربي، ولاسيما دولة الإمارات العربية المتحدة، التي قدمت لليمن الشقيق خلال الفترة من أبريل 2015 حتى مارس 2017 مساعدات تقدر بنحو 7.3 مليار درهم، في إطار دورها الإنساني والإغاثي والتنموي الفاعل من أجل نصرة أبناء الشعب اليمني الشقيق، والتزاماً "بفزعة الإخوة" التي دفعتنا منذ البداية لتلبية نداء الأشقاء.
لقد دفعت دول التحالف العربي -ولاسيما دولة الامارات- أغلى ما تمتلك من دماء أبنائها وأرواحها طيلة العامين الماضيين، وستظل هذه التضحيات خير شاهد على وفاء الإمارات لعروبتها ومبادئها وقيمها الأخلاقية والإنسانية.
نقلا عن درع الوطن
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة