الرؤية الاستشرافية للمستقبل تحددت من هنا وبالأحرى من أرض الكرامة وأرض الشهداء والحرية، من الإمارات أرض المستقبل، التي وضعت محاور ورُؤى تجعل منها دولة ذات اكتفاء ذاتي في جميع المجالات.
الرؤية الاستشرافية للمستقبل تحددت من هنا وبالأحرى من أرض الكرامة وأرض الشهداء والحرية، من الإمارات أرض المستقبل، التي وضعت محاور ورُؤى تجعل منها دولة ذات اكتفاء ذاتي في جميع المجالات.
كانت لنا حوارات في المنتدى الإماراتي للروّاد، والذي يقام للمُبتعثين خارج الدولة بغرض الدراسة وطلب العلم، لأن تنمية المجتمع ومستقبل أبنائه يعتمد على شبابها وعلى مدى المحافظة على الإنجازات ومواجهة التحديات وتحمّل المسؤولية، فهم سفراء لبلدهم في الخارج ويُمثّلونها في المحافل الدولية.
كان هذا المنتدى بمثابة حفل وطني يغرس في شبابنا العزيمة لمواجهة الصعاب والاعتماد على المهارات المكتسبة من وجودهم في الخارج، علاوة على الظفر بآخر تطورات العلم لخدمة الوطن مستقبلاً، وهذا الحقل لا يُثمر ولا يُؤتي ينعه إلّا بجهود مبذولة من قادة محفّزين يدفعون لمسيرة العلم و التعلّم داخل الدولة وخارجها، ولقد راعى قادتنا مسألة التوازن بين ثقافة الشعب الإماراتي وحضارته، وتواصلها مع ثقافة الدول الأجنبية ومنافستها في شتى العلوم، فالنخبة من شباب الوطن المُبتعثين يتميّزون بتوجهّات حديثة لصنع تحديات واقعية تُبرز آليات المستقبل وتحديد مصيره، من خلال العلم الذي سيحملونه لبلدهم والنفع الذي سيعودون به، وما يتكللّ به من نجاح ودفع للحركات التعليمية المبتكرة مُستقبلاً.
تُتابع دولتي الصعود على صهوة خيل العلم والثقافة والابتكار، وتنفرد بتقييم نتاجاتها من خلال ما تعقده من منتديات تُساهم في رِفعته، فلم تنس دور الزراعة كنموذج مدروس لخدمة التنمية الزراعية وتطويرها، من خلال عقد تلك الملتقيات والمؤتمرات المتعلقة بالأمن الغذائي، وهذه المنتديات لها بالغ الأهمية في مجال الاقتصاد والمسارات الجديدة التي سُتحّقق التنمية الزراعية وتعالج التحديات المناخية وقضايا الطاقة المستدامة وخلق فرص للاستثمار لتوفير اقتصاد أخضر، وهو مشروع المستقبل لأهمية الطبيعة الجغرافية للإمارات، وتعدّ هذه المنتديات بمثابة البيئة البِكر على مستويات عالمية لاحتضان كبار الشركات الزراعية وجميع المهتمين بالقطاع الزراعي والمناخي.
كما أن النظرة المستقبلية للاقتصاد تهدف إلى تغيير في مسارات التنمية وتُقلّل من تأثير الأزمات العالمية والتي أودت ببعض الدول إلى الحضيض، إذ تهدف إلى إقامة المنتديات وحضور المؤتمرات الخاصة بهذا المشروع لأهمية الاستناد على ركائز تدعم البلاد اقتصادياً، ولله الحمد فإن دولة الإمارات تتمتّع بمناخ ملائم لخلق بيئة مستدامة وتعزيز السياسات والممارسات السليمة لدعم الأمن الغذائي وبيئة صديقة، وهذا الاقتصاد الذي ظهر توجهّه لحماية البيئة والتنمية الاقتصادية يُؤكدّ حقيقة أن التنمية المستقبلية لها علاقة وطيدة بالبيئة واعتبارات الاقتصاد الأزرق ، وهذا ما يدعو له المعنّيون للاقتصاد في دولة الإمارات لتنفيذ سياسات ورؤى اقتصادية وإيجاد مصادر أكثر ديمومة للمساهمة في رفع مستويات النهوض بالاقتصاد الوطني المحلي.. وهذا ما هَدفَ إليه المنتدى بالتعاون والشراكة بين الدول في إتاحة الفرصة للترويج لتك الفرص إقليمياً وعالمياً ، وظهر ذلك جلياً في قمة الاقتصاد الأزرق الذي عُقد اجتماعه في بداية العام 2014 في أبوظبي للتحديات البيئية والمناخية وما سبقه من قمة ريو دي جانيرو في البرازيل في 2012، واستكمالاً لهاتين القمتين توالت المنتديات المهتمة بالبيئة المستدامة .
وفي الجانب الإعلامي أُقيم مؤخرا المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في الإمارة الثقافية (الشارقة)، والذي يهدف لخلق بيئة إيجابية في المجتمع بين الحكومة والشعب في أجواء وطنية تنبذ السلبية في الممارسات والأفكار، وعقد حلقات شبابية توعوية تتحدث عن المشاركات الفاعلة والمتميزة لنشر الأخبار التي تُحفّز العيش بإيجابية رغم الأزمات العالمية وطرد كل فكر سلبي ومُتطرّف، للبحث عن الجوانب المُضيئة لإيجاد تواصل داخلي بين الطرفين، بالإضافة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست أرضية لعرض آراء الناس فقط، بل هي وسيلة واعية لتفاعل الشباب مع الإعلام وتغذية عقولهم بضرورة التمتّع بالوعي الكافي بجعل هذا التواصل المنصّة الثقافية لإفراغ طاقات الشباب كبديل من الفراغ العقلي بدلاً من تصّيد الإرهاب لهم، وجميع هذه المنتديات صقلت أصالة وثقة قادتنا بالشعب وغرست سياسة حزم الأفكار الذهنية ترددت مسامعها للعالم، وجاء كعصف ذهني واقعي بأدوات قوة وتفكير إيجابي في تحويل آراء الشباب لخدمة الوطن بكفاءة في صورة مشروع مستقبل الإمارات .
كل هذه المنتديات واللقاءات تعتبر تركيبة وقوة اقتصادية وسياسية وعلمية لمشروع أقوى لتغيير مسار التعليم والاقتصاد والبيئة وشتى مجالات الحياة، في رؤى استشراف وصنع للمستقبل الإماراتي من خلال مشروع مئوية 2071 ، وما يترتب عليه من بُعد تنموي لمستقبل الامارات خلال السنوات القادمة ، وكانت جميع السياسات السابقة ذكرها من منتديات علمية واقتصادية وبيئية وثقافية تؤول إلى هذا المشروع الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ونظرته الثاقبة لمستقبل واعد في مئوية وضع لها أربعة محاور مهمة وهي: التعليم والاقتصاد والتطّور الحكومي والتماسك المجتمعي، لتحلق دولتي الغالية بركب التطور العالمي .
مئوية 2071 هي التحدّي الأكبر للمستقبل والتي تؤسس لريادة إماراتية مستدامة وتترجم حرص قادتنا على التعزيز من دور الإمارات وقوتها في العالم.
وإطلاق هذ المئوية تُمثّل القوى الاقتصادية والمستقبلية للإمارات وتسعى في أهدافها إلى الاستثمار في شباب الوطن وصنع قادة منهم يحملون راية المستقبل وفق مقاييس ومعايير أخلاقية لعقول مُتفتّحة وترسيخ تلك القِيم لجعل مجتمع الإمارات متماسكا وراسخا حضارياً وتاريخياً وعلمياً والارتقاء بتطوير شامل بحلول المئوية على قيام الاتحاد في عام 2071.
وبذلك تكون دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا العام قد حققت وحازت كل مُقوّمات السعادة والرخاء الاقتصادي، وهذا البُعد التنموي في نظرة قادتنا يجعل هذا الشعب يعيش في أمن فكري راق لا يأبى الفشل أو الخذلان، لهذا نحن شعب لا نرضى إلا بالرقم واحد كما يريدون لنا شيوخنا ذلك، فحقاً دولتنا سُتبهر العالم في المئوية وتُعلن قيام اتحاد مائة عام من التقدم والتطور لينقل ما صنعه أجيال الشباب اليوم لأجيال الغد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة