أمين نايفة: فيلم "العبور" قصة شخصية.. وأستعد لإنجاز "200 متر"
اختار الجدار العازل بطلا لفيلمه "العبور"، ليعبّر من خلاله عن معاناة الفلسطيني، وكيف أسهم الجدار في تقسيم العائلات الفلسطينية
ثلاث سنوات تفصل بين فيلمي "زمن مُعلق" و"العبور" للمخرج الفلسطيني أمين نايفة، وعلى الرغم من الفاصل الزمني بينهما فإن الفلسطينيين ومعاناتهم ظلت القاسم المشترك بين التجربتين.
ففي حين آثر نايفة مع ثلة من أقرانه المخرجين تقديم الوضع الفلسطيني من وجهة نظرهم في "زمن مُعلق"، نجده قد اختار الجدار العازل بطلاً لفيلمه "العبور" ليعبّر من خلاله عن معاناة الفلسطيني، وكيف أسهم الجدار في تقسيم العائلات الفلسطينية، لتظل تشرب من كأس المعاناة سنوات طوال.
وعلى رغم من أن فيلم "العبور" قصير، بحيث لا تتجاوز مدته الـ20 دقيقة، فإن أمين نايفة تمكن من تحميله بجرعة عالية من المشاعر والأحاسيس التي ضرب على وترها، فأوجع كل مَن يشاهد الفيلم، الذي حمل بين طياته مشاهد بصرية عميقة جداً، تظهر الواقع الفلسطيني على ما هو عليه.
وظل "العبور" بالنسبة لنايفة بمثابة جسر يمر عليه نحو باكورة أفلامه الروائية الطويلة، التي بات يستعد لها، وفق ما قاله في حواره مع "العين الإخبارية"، ليحمل العمل الجديد عنوان "200 متر"، حيث يتغلغل فيه نايفة بالجدار العازل وما خلفه من معاناة حقيقية على الأرض.
يقول المخرج أمين نايفة عن فيلم "العبور": "في الواقع إن قصته تم اختيارها من بين 5 قصص، وأعترف أنها قصة شخصية جداً، وبرغم ذلك حاولت أن أقدم من خلالها ما الذي يجري على أرض الواقع في فلسطين، وكيف قسم الاحتلال الأرض ووزع تضاريسها، من دون أي اعتبارات إنسانية، وفرض علينا التعامل مع هذه التقسيمات، ومع هذا الوجع الذي نعيشه يومياً كفلسطينيين، وهو ما قد يفسر ما يحمله الفيلم من مشاعر عالية جداً".
وأضاف: "الحكاية تدور حول 3 أشقاء يحلمون بزيارة جدهم الذي يعيش خلف الجدار ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وقد ارتسم الفرح على ملامحهم بعد حصولهم على تصريح يمكّنهم من اجتياز الجدار العازل، إلا أنه سرعان ما يتبدل الفرح حزناً بعد اكتشافهم رحيل جدهم عن الدنيا، دون أن يتمكنوا من رؤيته ووداعه".
المتابع لفيلم أمين نايفة، يشعر بجرعة المشاعر المكثفة التي تحملها مشاهده، ليبدو أن المخرج استطاع اللعب على وتر الوجع الإنساني.
واعتبر نايفة أن سرده لقصة شخصية كان نوعاً من الجرأة الحقيقية، قائلًا: "أعترف أنني حاولت مرات كثيرة الهرب من هذه القصة، لكونها شخصية جداً، وقبولي تنفيذها كان لكونها الأفضل من بين الحكايات الخمس التي عاينتها لإنجاز هذا الفيلم، فضلاً عن كونها ستكون معبراً لي، لأتمكن من بناء حكاية فيلمي الطويل، الذي يدور حول التقسيم الذي فرضه الاحتلال على الأراضي والعائلات الفلسطينية".
وعن فيلمه "200 متر"، قال إن أحداثه تدور حول عائلة فلسطينية، قسمها الجدار العازل، لتصبح الأم والأبناء في جانب، والأب في الجانب الآخر، ونتابع من خلال الأحداث رحلة التواصل بين أفراد العائلة، وتأثير الجدار العازل عليها، مبيناً أن الفيلم يتضمن تفاصيل كثيرة، وسيكون محملا بالمشاعر الإنسانية.
من جانبها، بدت منتجة الفيلم الفلسطينية مي عودة، متحمسة جداً لفكرة "العبور" وسيناريو "200 متر"، على الرغم من أن تبنيها لمخرج جديد يعد مغامرة قوية.
وعلقت قائلة: "عادة يكون الفيلم القصير أشبه بهوية تعريفية لأي مخرج، و(العبور) كان كذلك بالنسبة لأمين نايفة، والذي أؤمن بأنه يمتلك موهبة تستحق المغامرة من أجلها، خاصة أن لديه الكثير من الحكايات التي يود تقديمها إلى الجمهور".
وعن مستوى السينما الفلسطينية حالياً، قالت: "صناعة السينما في فلسطين هي عبارة عن مواجهة دائمة مع الواقع، ورغم ذلك لا يزال لدينا الكثير من المواهب السينمائية التي تحتاج فقط إلى فرصة حتى تتمكن من الظهور إلى السطح، وبالنسبة لي، أعتبر أمين أحد هذه المواهب، والتي أتوقع أن يتمكن مستقبلاً من النهوض بالسينما الفلسطينية ونقلها نحو مستويات جديدة".