"في حب مصر".. هل تنجح في جذب السياحة العربية؟
في ظل تراجع معدلات السياحة المصرية.. هل تنجح مبادرة "في حب مصر" في جذب السياح العرب لإنعاش القطاع؟
مؤامرة.. مقاطعة.. سوء إدارة، كل مستثمر في قطاع السياحة المصري يلقي بأحد هذه الكلمات باللوم على حال القطاع والقائمين عليه.
ورغم المحاولات التي تقوم بها الحكومة المصرية لدعم القطاع، الذي كان يدر مليارات الدولارات على البلاد، وصُنف في عام 2010 أنه ثاني أكبر إيرادات دولارية للبلاد ويوازي ضعف ما تجنيه قناة السويس، إلا أن سواحل مصر ومعابدها تخلو تقريبًا من السياح بسبب الاضطرابات الأمنية خاصة في شبه جزيرة سيناء، ومقاطعة عدد من شركات الطيران بعض المطارات المصرية مثل مطار شرم الشيخ والذي كان قبلة لأهم فئة للسياح بمصر ألا وهم الروس.
ووسط كل هذا جاءت انطلقت محاولة جديدة لإحياء القطاع عبر تنشيط السياحة العربية تحت شعار "في حب مصر".. فهل تحقق أهدافها وتنعش القطاع؟
الواقع الأليم
ووسط أزمة الاشتراطات الأمنية، والتي أكدت مصر أنها أوفت بها بشكل دقيق وأنفقت الملايين من أجل تعزيزها، إلا أن هذا الأمر لم يكن له مردودًا كبيرًا عن الدول الأوروبية وروسيا، وهو ما ترجم إلى استمرار تراجع معدلات السياحة في البلاد.
وكشف تقرير أصدره البنك المركزي عن تراجع الإيرادات السياحية بمعدل 40.5% مسجلة 3.3 مليار دولار في الـ 9 أشهر الأخيرة من العام المالي الماضي، مقابل 5.5 مليار دولار في نفس الفترة من العام المالي قبل الماضي، بفارق 2.2 مليار دولار.
وسجلت الإيرادات السياحية تراجعًا في الربع الثالث من العام المالي الماضي بنسبة 43.9% مقارنة بالربع الثاني من نفس العام، مسجلة 550.5 مليون دولار مقارنة بـ 981.1 مليون دولار، بفارق 430.6 مليون دولار.
"في حب مصر"
وبدأ مساء الجمعة الماضي أولى رحلات مبادرة "في حب مصر" لدعم السياحة العربية، وانطلقت أولى الرحلات من العاصمة السعودية الرياض إلى شرم الشيخ، ومن المقرر أن يعقب ذلك رحلات من جدة إلى شرم الشيخ والغردقة بمعدل 22 رحلة أسبوعيًّا من السعودية عبر عدد من شركات الطيران الخاصة والحكومية.
وقال رئيس شركة الطيار والمنسق العام للمبادرة أشرف شيحة، إن الجسر الجوي بدأ بطائرتين من كل من جدة والرياض بطاقة 200 راكب لكل طائرة وبمعدل عشر رحلات أسبوعيًّا حتى الآن تزيد فيما بعد وفقًا لحجم الطلب على زيارة منتجعات شرم الشيخ.
وأضاف شيحة أن المبادرة ستمتد إلى دول عربية أخرى مثل الكويت والإمارات والبحرين بهدف زيادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر إلى كل من شرم الشيخ والغردقة طوال الموسم الصيفي الحالي.
ويشارك في المبادرة عدد من شركات السياحة والطيران بالقطاع الخاص، منها تحالف يضم "شركة الطيار" و "آير ليجر" و "لاكى تورز"، وسيتم تشغيل طائرات شارتر من الرياض وجدة إلى شرم الشيخ والغردقة.
ومن المقرر أن يتم منح التأشيرات للمقيمين من جميع الجنسيات بدول الخليج العربي شريطة أن تكون مدة إقامتهم لا تقل عن 6 أشهر بمطاري شرم الشيخ والغردقة من خلال شركة "لاكي تورز".
وقال شيحة، إن الحملة تستهدف شرائح جديدة من السائحين العرب مع التركيز على الأجانب المقيمين بدول الخليج وعددهم يتجاوز 15 مليون.
وأشار إلى وجود شرائح سعرية مختلفة لزيارة مصر أقلها يعد أضعاف ما تباع به البرامج في الأسواق الأخرى كافة، وتم إنشاء حساب بنكي لتوريد العملات الأجنبية في الحساب حتى يستفيد الاقتصاد المصري منها في دعم العملة المحلية، على أن تسدد الشركات للفنادق مستحقاتها المالية بالجنيه المصري، ويسدد العملاء ثمن الرحلة بالعملات الأجنبية.
وأضاف أن سعر البرنامج يبدأ من 1800 ريال أو ما يعادلها بالعملات الأجنبية، ويصل إلى 6 آلاف ريال لمدة 7 أيام بالإفطار فقط على أن ترتفع قيمة البرنامج وفقًا للخدمات التي يطلبها السائح العربي، لافتًا إلى أن المبادرة سيتم إطلاقها أيضًا في الكويت والبحرين والإمارات، متوقعًا أن تزداد أعداد السياح الوافدين إلى مصر خلال الفترة المقبلة.
مؤشرات ايجابية
ويبدو أن مؤشرات السياحة العربية إلى مصر في تصاعد، حتى قبل البدء بتلك الحملة التي تستهدف دول الخليج والمقيمين بها. وقال أحمد حمدي نائب رئيس هيئة التنشيط السياحي، إن هناك مؤشرات إيجابية على تزايد الحركة السياحية الوافدة لمصر من السوق العربي، لافتًا أن مصر استقبلت 722 ألف سائح عربي خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الجاري بزيادة 7٪ عن نفس الفترة من العام الماضي.
وأضاف حمدي أن السعودية كان لها النصيب الأكبر من السياحة العربية الوافدة لمصر، بواقع 164 ألف سائح العام الماضي، و187 ألف سائح العام الجاري، بزيادة 14٪، وتوقع استقبال بلاده مليون ونصف المليون سائح سعودي بنهاية العام الجاري.
وأشار إلى أن مصر تستهدف جذب 2.5 مليون سائح عربي خلال عام 2016، مقارنة بنحو 1.7 مليون سائح عربي زاروا مصر العام الماضي، بدعم من الحملة الدعائية التي أطلقتها في نوفمبر الماضي والتي تصل تكلفتها إلى 4 ملايين دولار.
ورغم التركز على السياحة العربية، إلا أنها لن تكون بديلًا للسياحة الأوروبية، وفقًا لحمدي، مؤكدًا إلى أن بلاده تعمل في مسارات متوازية لزيادة معدلات السياح الوافدين، ورفع مستوى الإشغالات الفندقية في البلاد.
وقال محمد أيوب، رئيس غرفة المنشآت الفندقية، إن هناك زيادة كبيرة من خلال حجوزات مؤكدة في السياحة العربية الوافدة إلى مصر اعتبار من 15 يوليو/ تموز الجاري، وذلك إلى جميع مناطق مصر السياحة وخاصة القاهرة وشرم والغردقة.
وأضاف أن هناك عددًا كبيرًا من الفنادق تلقت حجوزات من شركات عربية ومصرية وسائحين عرب، وأشار إلى أن السياحة العربية التي تتميز بطول مدة الإقامة وارتفاع معدل الإنفاق سوف تسهم في تخفيف حده الأزمة السياحة التي تعاني منها الفنادق في مختلف مناطق مصر السياحية.
aXA6IDMuMTUuMTQxLjE1NSA= جزيرة ام اند امز