المعارضة ترد على حصار حلب بهجوم مضاد
فصائل من المعارضة السورية تشن هجوما واسعا ضد مواقع سيطرة قوات النظام في مدينة حلب، شمالي سوريا.
شنت فصائل من المعارضة السورية هجوما واسعا ضد مواقع سيطرة قوات النظام في مدينة حلب، شمالي سوريا، ردا على إغلاق الأخيرة الطريق الوحيد المؤدي الى الأحياء الشرقية التي تعاني نقصا متزايدا في المواد الغذائية والأساسية.
وترافق الهجوم مع إطلاق عشرات القذائف على الأحياء الغربية، التي تسيطر عليها قوات النظام ما أسفر، وفق التلفزيون الرسمي السوري، عن سقوط "ثمانية شهداء وأكثر من 80 جريحا".
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس، "شنت الفصائل المعارضة هجوما واسعا على أربعة محاور ضد نقاط التماس مع النظام داخل مدينة حلب".
ودارت صباح الاثنين، وفق مراسل لفرانس برس في الأحياء الشرقية، اشتباكات عنيفة داخل المدينة لا سيما في منطقة حلب القديمة التي تتقاسم قوات النظام والفصائل المعارضة السيطرة عليها.
وشملت المعارك، وفق المرصد، منطقتي سيف الدولة وبستان القصر، وهما خطا تماس في الجزء الجنوبي من المدينة.
وأفاد المرصد أن الفصائل أطلقت "منذ فجر اليوم حوالى 300 قذيفة على الأحياء الغربية، وبينها السريان والميريديان والمشارقة وغيرها".
وقال أحمد، أحد سكان حي السريان بعدما تعرض منزله للقصف ولم يعد صالحا للسكن، لفرانس برس "انهالت القذائف على الأحياء الغربية منذ الساعة الرابعة والنصف فجر الاثنين".
ووصف الوضع بـ"المحزن".
وتجمع أهالي حي السريان في منطقة الدمار يرفعون الأنقاض ويساعدون سكان المباني المتضررة على جمع أغراضهم والبحث عن مكان آخر يلجأون اليه، وفق أحمد.
وأظهرت صور التقطها مراسل فرانس برس شارعا في حي السريان وقد ملأه الحطام، وعلى جانبيه سيارات مدمرة أو محترقة بالكامل، وامرأة تقف على شرفة منزلها المتضرر جراء القصف.
ولم تحقق الفصائل أي خرق، وفق عبد الرحمن الذي أشار الى أن ذلك "يعود بشكل خاص الى القصف الجوي لقوات النظام على مناطق الاشتباك" وعلى أحياء أخرى في الجهة الشرقية.
وتعرضت المدينة القديمة منذ العام 2012 لدمار كبير نتيجة المعارك طال أسواقها المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، فضلا عن تجمعات سكنية تعود الى سبعة آلاف عام، وتتقاسم قوات النظام والفصائل السيطرة على أحياء مدينة حلب.
وجاءت التطورات العسكرية بعد إعلان الجيش السوري السبت "تمديد مفعول نظام التهدئة لمدة 72 ساعة في سوريا"، إلا أن الهدنة لم تسر على منطقة حلب.
وأوضح عبد الرحمن أن هجوم الاثنين يأتي "ردا على تقدم قوات النظام شمال مدينة حلب باتجاه طريق الكاستيلو"، المنفذ الوحيد المتبقي للأحياء الشرقية.
لا خضار ولا محروقات
وأكد محمود أبو مالك، من المكتب الإعلامي لحركة نور الدين الزنكي المقاتلة المعارضة في حلب، أن "كتائب الثوار استخدمت في هجومها على وسط مدينة حلب كافة أنواع المدفعية الثقيلة والرشاشات"، مشيرا الى أن الهدف من الهجوم "تخفيف الضغط عن جبهة الملاح وحندرات"، في إشارة الى المعارك الدائرة في منطقة الكاستيلو.
وأغلقت قوات النظام الخميس طريق الكاستيلو بعدما تمكنت من السيطرة عليه ناريا وواصلت التقدم باتجاهه لتصبح حاليا على بعد حوالى 500 متر منه.
وطريق الكاستيلو هو طريق الامداد الوحيد للأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وهو يربط هذه الأحياء بريف حلب الغربي ومحافظة إدلب وصولا الى تركيا.
وبدات أزمة النقص في المواد الغذائية تتفاقم، وأظهرت صور التقطها مراسل فرانس برس أسواقا فارغة بمعظمها من المواد الغذائية والخضار.
ويعيش نحو مئتي ألف شخص في أحياء حلب الشرقية، وتسعى قوات النظام الى تطبيق حصار كامل عليها.
وأشار مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية الى نقص أيضا في المحروقات، البنزين والمازوت والغاز للاستخدام المنزلي.
وقال أحد السكان بلال طرقجي "ذهبت اليوم لتعبئة دراجتي النارية بالبنزين ولم أجد، بحثت كثيراً دون جدوى".
وكان عدد كبير من السكان سارعوا مع بدء المعارك الى شراء المواد التموينية بكثرة، لذلك فرغت الأسواق من المنتجات.
كذلك، فرغت الشوارع من المواطنين الذي فضلوا البقاء في منازلهم تفاديا للقصف.
وقال أبو محمد، بائع خضار في حي بستان القصر، لفرانس برس "الخضار قليلة اليوم لأن طريق الكاستيلو مقطوع"، مشيرا الى ان الخضار المتوافرة من "باذنجان وكوسى تزرع حولنا داخل المدينة".
ويقف أبو محمد، أمام عربة عليها كميات قليلة من الباذنجان والكوسى والبصل، ويقول "لو أنه لا يتم زرع الباذنجان والكوسى داخل المدينة لما رأينا الخضار أبدا".
aXA6IDE4LjExNy43Mi4yNCA= جزيرة ام اند امز