احتفالات جنونية للجزائريين بتتويج البرتغال نكاية في فرنسا
فرحة عارمة عمت الشوارع الجزائرية بعد هزيمة المنتخب الفرنسي وفوز المنتخب البرتغالي في نهائي كأس أمم أوروبا، وتتويجه بأول لقب في تاريخه
عمّت فرحة عارمة الشوارع الجزائرية، احتفالا بهزيمة المنتخب الفرنسي في نهائي كأس الأمم الأوربية، وبدا الجزائريون صفا واحدا مع المنتخب البرتغالي كما لو أن منتخبهم الوطني هو الذي يخوض المباراة.
وشجعت الجماهير الجزائرية أمس "برازيل أوروبا" بجنون، وتفاعلت مع أطوار المباراة النهائية لحظة بلحظة حتى الدقيقة الأخيرة التي شهدت إعلان فوز البرتغال لأول مرة في تاريخها بكأس أمم أوربا.
وفور نهاية المباراة، خرجت الجماهير الجزائرية إلى الشوارع الرئيسية بالمدن الكبرى احتفالا بهذا الفوز، حيث اصطفت طوابير طويلة من السيارات حاملة الرايات الجزائرية، وهناك من استطاع الحصول من الجماهير على الرايات البرتغالية.
وأظهرت الصور التي التقطت في ساحة "موريس أودان" الشهيرة في قلب العاصمة الجزائرية مشاهد شبيهة بالاحتفالات التي تقيمها عادة الجماهير الجزائرية بعد فوز منتخبها بالمباريات الحاسمة.
ولم يكن تشجيع المنتخب البرتغالي حبّا فيه، رغم أن له عشاقا من الجزائريين، لكن ذلك جاء نكاية في المنتخب الفرنسي الذي تكن له الجماهير الجزائرية عداء كبيرا لأسباب تتجاوز منطق التشجيع الرياضي إلى أخرى لها علاقة بالتاريخ والسياسة.
وقال الشاب شكيب محمد، وهو طالب بالقسم النهائي للثانوية العامة بالبليدة غرب العاصمة، لـ"بوابة العين الإخبارية"، إنه يشعر بفرحة غامرة بعد فوز المنتخب البرتغالي، لأن "الفرنسيين عنصريون ويستحقون الخسارة".
وربط كثيرون، مثل الشاب شكيب، تشجيعهم للبرتغال بإقصاء المنتخب الفرنسي لكل اللاعبين العرب من صفوفه، خاصة اللاعب ذي الأصول الجزائرية كريم بنزيمة الذي أبعده المدرب ديديه ديشامب – حسبهم - دون مبرر.
وعلى فيسبوك، تلونت حسابات الجزائريين قبل المباراة بألوان البرتغال الخضراء والحمراء، ووضع بعضهم صورة الجزائر مصبوغة بعلم البرتغال مكتوبا عليها بالإنجليزية "ألجيريا ناو".
كما بلغت حالة التشفي أوجها في المنتخب الفرنسي، حتى من إعلاميين ومثقفين تفاعلوا بحرارة مع المقابلة وأطلقوا "بوستات" الانتصار عقب انتصار منتخب البرتغال الذي وصفوه بـ"الشقيق".
وكتب الإعلامي حمزة عتبي على حسابه: "جميلة كرة القدم.. البرتغال يفوز والجزائر تحتفل"، بينما اعتبرت الصحفية مسعودة بوطلعة في حسابها أن "العدالة الإلهية انتصرت لرونالدو.. مبروك للبرتغال".
وحاول الكاتب والروائي بشير مفتي تفسير حالة الفرح العارم من زاوية أخرى قائلا: "خروج الجزائريين إلى الشارع فرحانين بفوز البرتغال ليس إلا مناسبة ليخرجوا ويفرحوا.. لا يوجد إلا الكرة التي تسمح لهم بتصريف بعض المشاعر المكبوتة كالصراخ العالي مثلا في الهواء..".
وعزت أغلب منشورات الجزائريين حالة العداء للمنتخب الفرنسي بسبب استمرار احتفاظ الذاكرة الوطنية بجرائم الاستعمار الفرنسي الذي مكث في الجزائر 132 سنة كاملة، إلى جانب ازدياد العنصرية ضد الجالية الجزائرية في فرنسا، فضلا عن توتر العلاقات السياسية بين البلدين عقب حادثة نشر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس صورة للرئيس بوتفليقة وهو في حالة تعب شديد.
aXA6IDMuMTQ1LjE2OS4xMjIg
جزيرة ام اند امز