2019 في بريطانيا.. عام "العثرات" والبريكست
سنة "مليئة بالعثرات" كما أقرت ملكة بريطانيا في خطابها التقليدي بمناسبة عيد الميلاد، داعية البريطانيين لتجاوز الانقسامات
بين قصص عديدة هزت العائلة الحاكمة في بريطانيا ومساعي خروج عسير من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، يتجه عام 2019 بالمملكة إلى الأفول، محمّلا بأحداث غير مسبوقة.
سنة "مليئة بالعثرات"، كما أقرت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في خطابها التقليدي بمناسبة عيد الميلاد، داعية البريطانيين إلى تجاوز انقساماتهم.
وذلك في اعترافات تقول وسائل إعلام محلية إنها تختزل الواقع القوي لأحداث العام الجاري على ملكة متشبثة بالصمود، ونادرا ما اهتزت منذ وفاة الأميرة ديانا قبل 20 عاما.
وبالنسبة للملكة البالغة من العمر 93 عاما، لم تكن بداية 2019 جيدة عائليا على الأقل، فلقد استهلتها بحادث سير لزوجها الأمير فيليب ودخوله المستشفى.
وخلال العام الجاري أيضا، ظهر اسم ابنهما الأمير أندرو في قضية استغلال قاصرات، بينما كشف الأمير هاري مشاعره ومخاوفه تحت ضغط الإعلام.
ورغم "العثرات"، فإن الملكة إليزابيث حاولت شحن خطابها بنفحات تفاؤل، أملا بتجاوز كل الانقسامات، قائلة إن "خطوات صغيرة تم القيام بها بإيمان وأمل يمكن أن تسمح بتجاوز الخلافات لجلب الانسجام والتفاهم".
وأضافت: "بالتأكيد الطريق ليس سهلا دائما وكان مليئا بالعثرات، لكن خطوات صغيرة يمكن أن تحدث فروقا كبيرة".
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن قصر باكينغهام أن الأمير فيليب دوق أدنبرة تعرض لحادث مرور أثناء قيادة سيارته قرب مزرعة ساندرينغهام شرق إنجلترا.
ومؤخرا، انضم الأمير فيليب إلى العائلة المالكة قبل حلول عيد الميلاد في قصر ساندرينغهام، وذلك عقب مغادرته مستشفى إدوارد السابع بالعاصمة لندن، بعد "مشكلات صحية".
لكن أكثر ما أربك الأسرة المالكة في 2019 كان على ما يبدو الصداقة التي ربطت في الماضي بين الأمير أندرو ورجل الأعمال الأمريكي جيفري إبستين، الذي انتحر في السجن عقب اتهامه باستغلال قاصرات جنسيا لسنوات.
وتتهم أمريكية الابن الثاني لإليزابيث بإقامة علاقات جنسية معها، وهو ما نفاه الأمير أندرو في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
لكن رغم إنكاره، فإن الإعلام المحلي اعتبر أنه لم يكن مقنعا للرأي العام، ما أثار جدلا واسعا دفعه للانسحاب من الحياة العامة.
وعلاوة على ذلك، طالت الانتقادات ميغان زوجة الأمير هاري.
وقام الابن الأصغر للأمير تشارلز بمقاضاة العديد من الصحف الشعبية بتهمة اضطهاد زوجته الممثلة الأمريكية كما فعل مع والدته ديانا، متحدثا عن ضغط إعلامي في فيلم وثائقي.
وفي خضم ذلك، قرر الزوجان قضاء عيد الميلاد مع طفلهما آرتشي في كندا، بعيدا عن العائلة الملكية والإعلام البريطاني.
ولخصت الصورة التي يتم ترتيبها بعناية كل عام حول الملكة بمناسبة إلقاء كلمتها، الوضع داخل العائلة المالكة، حيث غاب أندرو وهاري وميغان وحضر فيليب وتشارلز وابنه الأكبر وليام، محاطا بزوجته وأطفاله.
أزمة "بريكست"
في كلمة ألقتها مؤخرا أمام برلمان بلادها، قالت ملكة بريطانيا إن أولوية حكومتها في الوقت الحالي تكمن في تحقيق الخروج من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/كانون الثاني المقبل.
وأشارت إلى أن "الوزراء سيقدمون تشريعات لضمان خروج المملكة المتحدة في ذلك التاريخ، وتحقيق الاستفادة القصوى من الفرص التي يوفرها ذلك الخروج لجميع أقطاب المملكة المتحدة".
وتأتي تصريحات الملكة بعد فوز المحافظين بالانتخابات المقامة مؤخرا بالمملكة، بأغلبية مريحة تمكن الحزب من قيادة الحكومة بمفرده وتمرير بريكست بعد أكثر من عام من الجمود بسبب إعاقة البرلمان.
لكن رغم أن الفوز يسمح بالبدء في التفاوض على صفقة تجارية مع الاتحاد الأوروبي، فإن مراقبين لا يستبعدون حصول مفاجآت تتعلق بأكثر المعطيات إثارة للجدل بمسألة بريكست، ألا وهي الحدود مع أيرلندا الشمالية.
aXA6IDUyLjE1LjY4Ljk3IA== جزيرة ام اند امز