بريطانيا 2019.. بريكست يتخطى المجهول والخلاص خلال 2020
الاقتصاد البريطاني واجه المجهول في 2019 بسبب الخلاف حول اتفاق بريكست لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وشروطه.
عصف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" في عام 2019 برؤساء أحزاب وتيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، وتسبب في إجراء أكثر من انتخابات بسبب الخلاف حول اتفاق بريكست وشروطه.
ولم يرض 2019 أن يمر والاقتصاد البريطاني يواجه المجهول؛ ففاز بوريس جونسون رئيس حزب المحافظين، في شهر ديسمبر/كانون الأول، بأغلبية مطلقة تتيح له تمرير اتفاق بريكست الذي توصل له مع الاتحاد الأوروبي.
وشهد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" منذ استفتاء 23 يونيو/حزيران 2016، مراحل عديدة؛ كان أبرز هذه المراحل في عام 2019.
رفض البرلمان
رفض النواب في يوم 15 يناير/كانون الأول 2019 بأغلبية ساحقة اتفاق بريكست الذي توصلت له الحكومة مع الاتحاد الأوروبي في نهاية 2018.
في اليوم التالي، نجت الحكومة بفارق ضئيل من مذكرة بحجب الثقة تقدمت بها المعارضة العمالية.
وعقدت محادثات جديدة مع بروكسل التي رفضت إعادة التفاوض بشأن الاتفاق، فيما رفض النواب مجددا اتفاق بريكست يوم 12 مارس/آذار 2019.
وفي اليوم التالي، صوتوا على خروج من الاتحاد من دون اتفاق، فيما منح الاتحاد الأوروبي البريطانيين مهلة جديدة للموافقة على اتفاق بريكست تنتهي يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول.
واضطرت تيريزا ماي إلى تنظيم انتخابات أوروبية يوم 23 مايو/أيار 2019، وفي اليوم التالي أعلنت أنها ستستقيل يوم 7 يونيو/حزيران 2019 بعدما اقترحت دون جدوى تسوية أخيرة على النواب.
انتخاب جونسون
اختار حزب المحافظين بوريس جونسون لخلافة تيريزا ماي في رئاسة الحكومة، وذلك في يوم 23 يوليو/تموز 2019، وهو مؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2019 مع أو بدون اتفاق.
وأعلن رئيس الوزراء الجديد في يوم 28 أغسطس/آب 2019 تعليق أعمال البرلمان اعتبارا من الأسبوع الثاني في سبتمبر/أيلول حتى 14 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أي حتى قبل أسبوعين من موعد بريكست؛ ما أثار معارضة مؤيدي الخروج مع اتفاق.
نكسات متتالية
خسر جونسون، يوم 3 سبتمبر/أيلول 2019، الغالبية المطلقة بعد انشقاقات وطرد نواب من حزبه، وتخلى عنه أعضاء من حكومته بينهم شقيقه جو.
كما وافقت الملكة إليزابيث الثانية، في يوم 9 سبتمبر/أيلول 2019 على قانون يرغم رئيس الوزراء على طلب إرجاء بريكست من الاتحاد الأوروبي في حال لم يحصل على موافقة على بريكست بحلول 19 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي 10 سبتمبر/أيلول 2019 علقت أعمال البرلمان، وأكد جونسون أنه لن يطلب "إرجاء جديدا"، وأنه سيسعى للتوصل إلى اتفاق بحلول القمة الأوروبية يومي 17 و18 أكتوبر/تشرين الأول 2019 في بروكسل.
واعتبرت المحكمة العليا البريطانية بالإجماع، في يوم 24 سبتمبر/أيلول 2019 تعليق أعمال البرلمان بأنه "غير قانوني وباطل ولاغٍ"، واستؤنفت أعماله في اليوم التالي.
وعاد بوريس جونسون يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2019 ليقترح "تسوية" رفضها الأوروبيون.
وفي يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أعلن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا التوصل إلى اتفاق جديد بشأن بريكست، لكنه يبقى رهنا بمصادقة البرلمانيين الأوروبي والبريطاني.
إثر ذلك دعت المعارضة العمالية النواب إلى رفض الاتفاق، فيما قال الوحدويون في أيرلندا الشمالية إنهم يعارضونه.
وكان رئيس الوزراء البريطاني قد تعهّد بخروج بريطانيا من التكتل يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 2019 سواء بالتوصل إلى اتفاق أم لا.
وجوبهت تهديدات جونسون بعقبة البرلمان، حيث صوّت أعضاء مجلس العموم لصالح قانون يجبره على السعي لتمديد الخروج إلى 31 يناير/كانون الثاني 2020.
وصوّت مجلس العموم البريطاني لصالح إجراء انتخابات مبكرة، في قرار برلماني جاء قبل يومين فقط من حلول الموعد الثالث لمغادرة المملكة التكتل الأوروبي، المقرر نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2019 والذي تم إرجاؤه إلى يناير/كانون الثاني 2020، بطلب من لندن.
الأغلبية المطلقة
وفاز حزب المحافظين برئاسة بوريس جونسون، على الأغلبية المطلقة في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، وحقق انتصارا مدويا في الانتخابات العامة التي شهدتها البلاد لم يحدث منذ عام 1978.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، عقب إعلان النتائج، إن بلاده ستغادر الاتحاد الأوروبي يوم 31 يناير/كانون الثاني المقبل دون تردد، وإن تحقيق ذلك أمر يرغب فيه شعبنا ولا مفر منه.
وأكد جونسون أن نتيجة الانتخابات العامة التي أجريت الخميس، وضعت حدا لأي تهديد بإجراء استفتاء ثانٍ لـ"بريكست".
وأشار إلى أن حكومته المحافظة حصلت، عقب إعلان النتيجة، على تفويض جديد وقوي لإنجاز "بريكست".
وقال رئيس الوزراء البريطاني، في يوم 14 ديسمبر/كانون الأول 2019 إن النواب البريطانيين سوف يصوّتون قبل أعياد الميلاد "الكريسماس" حول اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".
وأضاف جونسون: "لدينا دعم 100% على الاتفاق من النواب المحافظين.. يمكننا إنهاء المسألة قطعا قبل الكريسماس".
ومن المتوقع أن يصبح تمرير الاتفاق الذي يسمح لبريطانيا بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي قبل نهاية يناير/كانون الثاني 2020، أمرا شكليا بعد فوز المحافظين بأغلبية كبيرة في الانتخابات.
aXA6IDUyLjE0LjI1Mi4xNiA=
جزيرة ام اند امز