كثيرا ما تباهى المسؤولون الإيرانيون بتحكمهم في صنع القرارات الداخلية في عدة دول عربية؛ لإيهام الشعب الإيراني بأنه يعيش في دولة قوية ذات ثقل وتأثير إقليميين.
كثيرا ما تباهى المسؤولون الإيرانيون بتحكمهم في صنع القرارات الداخلية في عدة دول عربية، لإيهام الشعب الإيراني بأنه يعيش في دولة قوية ذات ثقل وتأثير إقليميين.
وحاول نظام الملالي أن يلعب دورا يظهره بمظهر القوي الذي لم يتأثر بالعقوبات الدولية، لكنه لم يتمكن من إجادة الدور، فانكشف أمر سفينته التي هامت في البحر قبل أن تبيع حمولتها بثمن بخس، ورغم كل الصعوبات المعيشية التي يعاني منها الشعب الإيراني؛ أقدمت الحكومة على زيادة أسعار البنزين والغاز بنسبة 300%، يوم 15 نوفمبر 2019، وهي القشة التي قصمت ظهر البعير، على أثرها خرج الإيرانيون إلى الشوارع في مظاهرات احتجاجية انتشرت في أكثر من 50 مدينة.
المظاهرات هذه المرة لم تكن الأشد في عنفوانها فقط، ولكن الهتافات التي رفعها المحتجون طالت رأس النظام مباشرة وهو علي خامنئي، حيث هتفوا: "الموت للديكتاتور" و"يسقط خامنئي" وأحرقوا صوره في الميادين العامة، وهو الأمر الذي يعني أن طبقات عريضة من الشعب باتت تدرك مدى خطورة استمرار النظام الجاثم على صدورها منذ عام 1979.
تطلع الشعب الإيراني المكلوم للحرية هو السلاح الأقوى الذي يتسلح به في معركته مع هذا النظام الذي استشرى في قمع الشعب وسعى لتصدير تلك الأيديولوجيا البغيضة التي لقيت رفضا صريحا في اليمن ولبنان والعراق وغيرها.