2022.. اليمين المتطرف يعيد تموضعه في أوروبا

عزز فوز زعيمة حزب "إخوة إيطاليا" جورجيا ميلوني برئاسة حكومة إيطاليا في 2022 تزايد نفوذ "نادي اليمين الأوروبي"، بعد صعود أحزاب أخرى من "اليمين المتطرف" في السويد وإسبانيا وبولندا والمجر وفرنسا وكذلك ألمانيا.
صعود تيار اليمين المتطرف مثّل اتجاها عبر أنحاء أوروبا في الأعوام القليلة الماضية، ورغم أن الأفكار القومية حاضرة دائما في السياسة الأوروبية، إلا أن المستويات المرتفعة من التأييد التي باتت تحظى بها أحزاب أقصى اليمين وما تدعو له من أفكار شعبوية أمر حديث العهد نسبيا.
ورغم اختلاف بعض السياسات حول القضايا الداخلية، إلا أن جماعات اليمين المتطرف تشترك في بعض السمات الرئيسية، كالنزعة القومية أو ما يمكن وصفه بالإحساس بأن بلدا ما وشعبها أرقى من غيره، كما أن لديهم شعورا كبيرا بالهوية الثقافية والوطنية إلى درجة اعتبار أن اندماج ثقافات أخرى يشكل خطرا عليهم، ولذلك فإنهم يرفضون فكرة التنوع، وفي الغالب تكون لدى تلك الجماعات تحيزات دينية تثير بعض الأزمات مع أنصار الديانات الأخرى، وأيضا رفض المهاجرين بشكل عام.
"العين الإخبارية" تستعرض الأحزاب اليمينية التي تشارك في حكومات فيدرالية وإقليمية في بلدانها الأوروبية، وكذلك التي عززت مكانتها خلال الفترة الماضية.
إيطاليا
في حدث غير مسبوق منذ عام 1945، حصد تحالف الأحزاب اليمينية 44.2% من أصوات الناخبين في الانتخابات التي جرت 25 سبتمبر/أيلول الماضي.
وحصل حزب "إخوة إيطاليا" برئاسة جورجيا ميلوني على 26.2%، و8.2% لحزب "الرابطة" بقيادة ماتيو سالفيني، و8% لحزب "فورزا إيطاليا" بزعامة رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني.
السويد
وفي انتخابات 11 سبتمبر/أيلول الماضي، فازت كتلة من اليمين المتطرف واليمين المحافظ الليبرالي بالانتخابات بنسبة 51%، حيث حصلت على 176 مقعدا، مقابل 173 مقعدا لليمين الوسطي والخضر، من إجمالي 349 مقعدا.
وحصل "ديمقراطيو السويد" على 73 مقعدا، أي أكثر بـ11 مقعدا من الانتخابات السابقة عام 2018، في حين نال "المعتدلون" 68 مقعدا، و"المسيحيون الديمقراطيون" 19 مقعدا، و"الليبراليون" 16 مقعدا.
وعام 2010، دخل حزب "ديمقراطيو السويد" البرلمان للمرة الأولى، بعد فوزه بـ5.7% من الأصوات، ثم ارتفعت النسبة إلى 17.5% عام 2018.
المجر
وفي انتخابات أبريل/نيسان الماضي، حصل حزب "فيدز"، بزعامة رئيس الوزراء فيكتور أوربان، على 59%، في رابع فوز له على التوالي منذ 2010.
الحزب نجح مع تحالف الأحزاب اليمينية المتطرفة في الحصول على الأغلبية بالبرلمان المكون من 199 مقعدا.
فرنسا
شهدت الانتخابات الرئاسية الفرنسية صعودا كبيرا لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، فرغم فوز الرئيس إيمانويل ماكرون بنسبة 58.5% من الأصوات، إلا أن لوبان حصلت على نسبة لا يستهان بها هي 41.5%.
بولندا
في انتخابات 12 أكتوبر/تشرين الأول 2019، حصل حزب "القانون والعدالة"، بزعامة ياروسلاف كاتشينسكي، على غالبية ضئيلة في البرلمان بنسبة 51%، إثر حصوله على 235 مقعدا من إجمالي 460.
إسبانيا
وفي العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2019، حصد حزب "فوكس" اليميني المتطرف نحو 15% من الأصوات، بحصوله على 52 مقعدا من أصل 350.
ورغم عدم مشاركته في الحكومة الفيدرالية، فإن الحزب شارك مارس/آذار الماضي في تشكيلة حكومة إقليم كاستيا وليون، للمرة الأولى في تاريخ البلاد، بعد تشكيله ائتلافا مع "الحزب الشعبي" اليميني.
وحقق "فوكس" اختراقا في السياسة المحلية بحصوله المفاجئ في الانتخابات الإقليمية المبكرة، فبراير/شباط الماضي، على 13 مقعدا في برلمان كاستيا وليون المكون من 81 مقعدا، بعد أن كان بحوزته مقعد واحد.
ويمكن لائتلاف "فوكس" و"الحزب الشعبي" أن يلعبا دورا مهما في الانتخابات العامة المقبلة نهاية 2023.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjI4IA== جزيرة ام اند امز