اليمين المتطرف في أوروبا.. نصر في روما ومداهمة في برلين
1500 كيلومتر يمكن أن تفصل بين السعادة والقلق، بين سكرة نصر استثنائي، وحزن التعرض لمداهمة أمنية واسعة، حتى وإن اتفقت التوجهات.
هذا كان حال حزبي اليمين المتطرف في روما وبرلين، "إخوة إيطاليا" و"البديل لأجل ألمانيا" على الترتيب، بعد أيام من نصر انتخابي مظفر لأتباع هذا التيار في واحدة من أهم الدول الأوروبية؛ إيطاليا.
- قتيل من "اليمين المتطرف" ببلجيكا في أثناء عملية لمكافحة الإرهاب
- إيطاليا تمنح "اليمين المتطرف" بألمانيا "فرحة استثنائية"
البداية ستكون من الضربة الأمنية، وبالتحديد في مقرات حزب البديل لأجل ألمانيا (معارض) في برلين، حيث داهم رجال الأمن هذه المكاتب، اليوم الأربعاء، على خلفية "تحقيقات في فساد مالي".
ووفق بيانات منفصلة للحزب والادعاء العام، تم تفتيش مكتب "البديل من أجل ألمانيا"، اليوم، بقرار من الادعاء، على خلفية شبهات بمخالفة قانون الأحزاب ومخالفات مالية.
ووفق مجلة دير شبيجل الألمانية، فإن التحقيقات موجهة ضد زعيم الحزب السابق يورج ميوثن وأمين الخزانة السابق بالحزب، كلاوس جونتر فورمان.
"اتفاقات سرية"
ومن خلال عمليات المداهمة، بدا أن المحققين يأملون قبل كل شيء، في العثور على أدلة على وجود اتفاقيات سرية بين حزب البديل من أجل ألمانيا وممولي حملته الانتخابية الذين قدموا التمويلات دون الكشف عن هويتهم.
وتحديدا، يبحث الادعاء العام عن أي أدلة على اتفاقات سرية بين الحزب وممولين مثل "جمعية الحفاظ على سيادة القانون والحرية المدنية" أو شركة العلاقات العامة السويسرية "Goal AG".
وحتى الآن، تدعي قيادة الحزب الحالية أنها لا تعرف شيئًا عن دعم بالملايين قدمه رعاة وممولين غير معروفين في العديد من الحملات الانتخابية السابقة.
ووفقًا لمكتب المدعي العام، تم إجراء عمليات مداهمة وتتفيش، اليوم، في سبعة مواقع مملوكة لحزب البديل لأجل ألمانيا، في ولايات برلين وبادن فورتمبيرغ وبافاريا وشمال الراين - وستفاليا.
وتابع المكتب "تم تأمين المستندات وناقلات البيانات، والتي سيتم تقييمها في الفترة المقبلة"، فيما نقلت مجلة "دير شبيجل" عن الدوائر القضائية، قولها إن "عمليات المداهمة تضمنت أيضًا عناوين بعض ممولي الحملات الانتخابية للحزب".
بدوره، قال زعيم الحزب السابق، ميوثن، إنه "لم يتم إجراء عمليات تفتيش في مكتبه ومنزله حتى الآن".
وتابع "أرحب بالتحقيقات الجارية الآن من قبل مكتب المدعي العام في برلين، والادعاءات الموجهة ضدي لا أساس لها وغير دقيقة".
فرحة بـ"الشقيق"
ووفق أحدث استطلاعات الرأي، فإن حزب البديل لأجل ألمانيا هو رابع أكبر حزب في البلاد، بنوايا تصويت تبلغ 13%، وهي نسبة أكبر من أي معدل تصويت حصل عليه الحزب في الانتخابات التشريعية في تاريخه.
وخلال اليومين الماضيين، كان حزب البديل لأجل ألمانيا، مشغولا بالفرحة الكبيرة بما حققه الحزب المنتمي لأيديولوجيته في إيطاليا؛ إخوة إيطاليا.
وذكرت بياتريكس فون ستورتش عضو البرلمان من "البديل من أجل ألمانيا" في تغريدة عبر "تويتر"، مساء الأحد: "نحتفل مع إيطاليا"، مضيفة: "الحكومات اليسارية أصبحت من الماضي,, السويد بالشمال وإيطاليا بالجنوب".
بدورها، قالت السياسية الأبرز بحزب البديل لأجل ألمانيا، أليس فايدل: "تهانينا لجورجينا ميلوني على فوزها في الانتخابات في إيطاليا.. بعد السويد، أصبح الأمر واضحا أيضا في إيطاليا: المواطنون يريدون سياسات مختلفة ومنظمة".
وعلق، روبرت ماير، الكاتب الألماني، على ذلك قائلا: إن "هذه الفرحة والتهنئة تعكس توافق تكتلات الدول المتطرفة في أوروبا في البرنامج والأفكار".
ولفت الكاتب الألماني، إلى أن "تلك الأحزاب تمني النفس بأن ما حدث في إيطاليا يمكن أن يحدث في أي مكان آخر".
احتفالات مستمرة
هذه الفرحة في أروقة الحزب الألماني، تتزامن مع استمرار احتفالات حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف، بفوز تحالف يقوده في الانتخابات التشريعية الأحد الماضي، وتوليه تشكيل الحكومة الجديدة لأول مرة.
وأظهرت النتائج الرسمية للانتخابات الإيطالية، فوز اليمين المتطرف بالانتخابات، التي جرت، الأحد، واقتراب جورجيا ميلوني من رئاسة الحكومة الجديدة.
وبهذه النتيجة تتخذ إيطاليا، القوة الاقتصادية الثالثة في الاتحاد الأوروبي وأحد الأعضاء المؤسسين له، منعطفا حادا نحو اليمين، ما يفتح الباب لامرأة -أبدت إعجابها بالزعيم الفاشي بينيتو موسوليني- لتكون أول رئيسة للوزراء في تاريخ هذا البلد.
ومن المقرر أن تبدأ ميلوني بتشكيل حكومة ائتلافية يغلب عليها الساسة اليمينيون، لتكون الأكثر تطرفا في تاريخ البلاد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4xOTIg جزيرة ام اند امز