سر حرف "ن" في حساب جورجيا ميلوني على "تويتر"
من يطالع حساب زعيمة إيطاليا المنتظرة، جورجيا ميلوني، على موقع "تويتر"، يلفت نظره وجود حرف "ن" في الأبجدية العربية بجوار اسمها.
وللوهلة الأولى، يبدو الأمر أقرب إلى لغز محير، خاصة إذا وضعنا خلفية السياسية الصاعدة في سماء إيطاليا وانتماءها إلى حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف.
لكن اللغز يبدأ في حل نفسه مع العودة بالزمن إلى الخلف 8 سنوات كاملة، حين كان تنظيم "داعش" الإرهابي، ينشر الرعب والدماء في العراق وسوريا، في مشاهد أفجعت العالم.
ومن بين جرائم "داعش" ضد الإنسانية، كان هناك جرم موجه ضد المسيحيين في البلدين، وبالتحديد في محافظة الموصل شمالي العراق، إذ عمد التنظيم في ذلك الوقت، إلى وضع حرف "ن" على بيوت المسيحيين، وهو الحرف الأول من كلمة نصارى.
وأمام هذه المشاهد التي مزجت بين "الصوم والقتل" في 2014، قررت ميلوني، والتي كانت تؤسس حزبها "إخوة إيطاليا" في ذلك الوقت، التضامن مع المسيحيين في الشرق الأوسط، ضد إرهاب "داعش".
وكتبت ميلوني في تغريدة على حسابها، يوم 23 أكتوبر/تشرين أول 2014، "تضامن مع المسيحيين الذين ذبحهم "داعش".. حرف (ن) هو الحرف الذي يوصم به الإرهابيون المسيحيين".
وفي إطار هذا التضامن مع المسيحيين، يحمل حساب "تويتر" الخاص برئيسة الوزراء الإيطالية المنتظرة، حرف (ن) بجوار اسمها وعلم إيطاليا.
وكانت ميلوني التي فاز تحالف يميني يقوده حزبها "إخوة إيطاليا" بالانتخابات التشريعية في إيطاليا، أعلنت أنها ستقود الحكومة المقبلة.
وفي خطاب في روما؛ مسقط رأسها، قالت ميلوني التي يتهم حزبها بأنه "امتداد للفاشية الجديدة"، إن "الإيطاليين بعثوا رسالة واضحة لدعم حكومة يمينية بقيادة إخوة إيطاليا"، واعدة "بأننا سنحكم لجميع" الإيطاليين.
من هي ميلوني؟
ولدت جورجيا ميلوني في روما عام 1977 عاشت طفولة صعبة في ضواحي العاصمة الإيطالية بعد ما تخلى عنها والدها اليساري الذي سافر إلى جزر الكناري، لتترعرع على يد والدتها اليمينية الهوى.
ثم انتقلت مع جدتها لوالدتها إلى منطقة غارباتيللا، وهو حي جنوبي تقطنه الطبقة العاملة في روما ويعد تقليديا معقلا لليسار للعيش، لتعمل في سوق بالحي عبر محل صغير لبيع الخضراوات ثم انتقلت للعمل كمربية أطفال ومن ثم ساقية في حانة.
وبدأت مشوار السياسة عندما بلغت من العمر 15 عاما، إذ انضمت إلى جبهة الشباب، وهو جناح للشباب في الحركة الاجتماعية الإيطالية الفاشية الجديدة، وأصبحت فيما بعد رئيسة الفرع الطلابي لخليفة الحركة.
وعام 1995، أصبحت ميلوني عضوة في "حزب التحالف الوطني" وهو الحزب ذو التوجه الفاشي، وفي عام 2006، وعن 29 عاما، أصبحت ميلوني أصغر نائب رئيس لمجلس النواب الإيطالي على الإطلاق، بعد ذلك بعامين عيّنت وزيرة للشباب في حكومة سيلفيو برليسكوني.
في الـ32 من عمرها، اندمج حزب برليسكوني مع مجموعة يمين الوسط "فورزا إيطاليا" وتم إنشاء مجموعة جديدة باسم "شعب الحرية"، وأصبحت ميلوني رئيسة قسم الشباب فيها.
وبعد انتقادها لبرلسكوني والمطالبة بالتجديد داخل الحزب، انسحبت وأسست حركة سياسية جديدة سميت "إخوة إيطاليا"، بين عامي 2012 و٢٠١٤.
وبداية من هذا التاريخ، تبنت مواقف متشددة للغاية من الشذوذ الجنسي والزواج بنفس الجنس والهجرة، ورفعت شعار "الله، الوطن، العائلة" الماثل في أذهان كثيرين ممن عايشوا الحرب العالمية الثانية وتبعاتها.