2024.. محطات غيّرت ملامح العالم
الكثير من الأحداث غيّرت ملامح العالم في 2024 لكن تظل حرب غزة المحطة الأكثر تأثيرا سواء في الشرق الأوسط أو في خارطة تطورات المعمورة.
محطة شكلت على مدار العام ما يشبه النقطة التي تنطلق منها أو تتقاطع عندها بقية الأحداث الفاصلة، فكان أن استأثرت بأضواء تسلطت على حجم معاناة غير مسبوق في قطاع استحال ركاما.
لكن، ومع ذلك، فرضت أحداث أخرى نفسها على المستجدات، في مقدمتها حرب لبنان وعودة دونالد ترامب للبيت الأبيض، وأيضا حرب أوكرانيا.
غزة.. وجع فوق الوصف
واصلت إسرائيل حملتها العسكرية على حماس في قطاع غزة ردا على الهجوم غير المسبوق للحركة الفلسطينية على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وخلال الهجوم، قتل 1207 أشخاص غالبيتهم من المدنيين واقتيدت 251 رهينة إلى القطاع.
فيما قُتل كبار قادة حماس ولا سيما رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في 31 يوليو/تموز الماضي بطهران في عملية نُسبت إلى إسرائيل.
وأيضا قُتل خلفه يحيى السنوار برصاص جنود إسرائيليين بقطاع غزة في 16 أكتوبر/تشرين الأول المنقضي، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وحتى الآن، أسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة عن مقتل 44249 شخصا غالبيتهم من المدنيين بحسب الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة التابعة لحماس التي تعتبرها الأمم موثوقة.
وباءت مفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بالفشل، بينما يعاني القطاع حيث لا تزال 97 رهينة محتجزة قضى 34 منهم بحسب الجيش الإسرائيلي، من أزمة إنسانية حادة.
حزب الله «يفجر» لبنان
بعد تبادل للقصف مع حزب الله لأكثر من 11 شهرا عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، نقلت تل أبيب ثقل عملياتها العسكرية إلى لبنان في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وتجسد ذلك من خلال حملة ضربات عنيفة على حزب الله في جنوب لبنان وشرقه وصولا إلى شماله، وضاحية بيروت الجنوبية معقل الحزب وأحيانا وسط العاصمة.
وبموازاة ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي منذ 30 سبتمبر/أيلول الماضي هجوما بريا في جنوب لبنان ضد معاقل لحزب الله حليف حماس.
وردا على مقتل أمينه العام حسن نصر الله في ضربات إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، وعلى مقتل إسماعيل هنية، أطلقت إيران في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي 200 صاروخ باتجاه إسرائيل التي ضربت ردا على ذلك مواقع عسكرية بإيران في 26 من الشهر نفسه.
وتفيد وزارة الصحة اللبنانية بأن 3768 شخصا قتلوا في لبنان منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومن الجانب الإسرائيلي قُتل 82 جنديا و47 مدنيا في الحرب مع حزب الله، وفق الأرقام الرسمية.
ترامب.. العودة المدوية
في الولايات المتحدة، حقق دونالد ترامب في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المنقضي فوزا كبيرا على الديمقراطية كامالا هاريس التي أصبحت مرشحة الحزب بعد انسحاب الرئيس جو بايدن المباغت من السباق الرئاسي.
وفيما كانت استطلاعات الرأي تتوقع نتيجة متقاربة جدا، تمكن ترامب من الظفر بالولايات السبع التي كانت ينتظر أن تشهد معارك محتدمة.
وأصبح ترامب أول رئيس جمهوري يفوز بالتصويت الشعبي منذ 20 عاما، وسيطر حزبه الجمهوري على مجلسي الكونغرس.
وتعرض الجمهوري البالغ 78 عاما خلال حملته الانتخابية لمحاولتي اغتيال وهو متهم في أربع قضايا، وقد صدرت إدانة جنائية في حقه.
وسينصب ترامب الذي نال دعم الملياردير إيلون ماسك، في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
حرب أوكرانيا.. تصعيد عالمي
بعد هجومها المضاد الذي فشل في تحقيق أهدافه في 2023، باشرت أوكرانيا خلال الصيف هجوما مباغتا على منطقة كورسك الروسية الحدودية.
لكن يبدو أن هذا الرهان الجريء الذي كان يهدف إلى إرغام موسكو على تحويل وحدات من قواتها من الشرق الأوكراني، قد فشل.
وردت موسكو بضربات قاتلة تواجه القوات الأوكرانية الأقل عددا وعتادا صعوبة في صدها، ولا سيما على الجبهة الشرقية في منطقة دونباس.
وأشارت الدول الغربية وكييف وسول إلى انتشار تعزيزات كورية شمالية لمؤازرة الجيش الروسي.
واستخدمت كييف للمرة الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري صواريخ طويلة المدى أمريكية وبريطانية استهدفت الأراضي الروسية بعدما حصلت على ضوء أخضر من واشنطن ولندن.
وردت روسيا بضرب أوكرانيا بصاروخ باليستي متوسط المدى متطور من دون شحنة نووية، وتوعدت موسكو كييف بتكثيف هذه الهجمات إذا استمرت أوكرانيا باستهداف روسيا بصواريخ غربية.
وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرب الدول التي تزود الأوكرانيين أسلحة وتحدث عن احتمال استخدام السلاح النووي.
أفريقيا.. تحت مفعول الشباب
في السنغال أصبح باسيرو ديوماي فاي في سن الرابعة والأربعين أصغر الرؤساء سنا منذ الاستقلال في العام 1960 بانتخابه في مارس/آذار الماضي، بعدما وعد بإحداث تغيير جذري.
وفي كينيا، دفعت حركة احتجاجات بقيادة "جيل زد" (الشباب المولود بعد 1997) الرئيس وليام روتو نهاية يونيو/حزيران المنقضي إلى سحب مشروع ميزانية لم يحظ بشعبية وإلى تعديل حكومي.
وانعكست التعبئة في صفوف الشباب المتعطش إلى التغيير في بوتسوانا أيضا ما ساهم في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى فوز انتخابي غير مسبوق للمعارضة في مواجهة الحزب الحاكم منذ الاستقلال في العام 1966.
أوروبا.. أقصى اليمين يتقدم
أكدت الانتخابات البرلمانية الأوروبية في يونيو/حزيران الماضي تقدما لليمين القومي والراديكالي في فرنسا وألمانيا وبلجيكا والنمسا وهولندا وإيطاليا.
ففي النمسا، انتخب البرلمان للمرة الأولى في تاريخه شخصية من أقصى اليمين لترؤسه بعد الفوز غير المسبوق لحزب الحرية النمساوي في الانتخابات التشريعية في سبتمبر/ أيلول الماضي. ويبقى هذا الحزب راهنا خارج المفاوضات لتشكيل حكومة بسبب غياب حلفاء محتملين له.
وفي فرنسا، منعت جبهة جمهورية تشكلت خلال الانتخابات التشريعية في الصيف، وصول التجمع الوطني (أقصى اليمين) إلى السلطة، إلا أن غياب غالبية واضحة تسبب بأزمة سياسية.
أما حزب البديل من أجل ألمانيا، ففاز في انتخابات محلية للمرة الأولى في سبتمبر/أيلول الماضي، وحقق نتائج قياسية في منطقتين أخريين.
وهزت أعمال شغب مناهضة للهجرة نسقها مؤيدون لأقصى اليمين، عشرات المدن في إنجلترا وإيرلندا الشمالية.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjE1MiA= جزيرة ام اند امز