ترامب وحرب غزة.. سيناريو ريغان ينتظر الرئيس المنتخب
مع تعثر مفاوضات غزة في الوصول إلى محطة التوافق، و«فشل» إدارة جو بايدن في إقناع رئيس الحكومة الإسرائيلية بإنهاء الحرب، باتت الأنظار مُعلقة على دونالد ترامب، الذي قد ينتظره سيناريو رئيسه المفضل رونالد ريغان.
فقبل أقل من شهرين من تنصيب ترامب يبدو من غير المرجح التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، في أي وقت قريب.
وضع يبدو أن دونالد ترامب سيرثه، إضافة إلى المسؤولية عن الأمريكيين السبعة الذين تحتجزهم حماس، والذين يُعتقد أن أربعة منهم على قيد الحياة، بحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي.
فكيف سيتصرف ترامب؟
قالت كارولين ليفات، التي اختارها ترامب لمنصب المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الرئيس المنتخب سيعيد فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران، وسيحارب الإرهاب، وسيدعم إسرائيل.
وأضافت، في تصريحات لـ«أكسيوس»، أن «الرئيس ترامب سيعمل -كذلك- كمفاوض رئيسي للولايات المتحدة وسيعمل على إعادة المدنيين الأبرياء المحتجزين كرهائن إلى ديارهم».
وكان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قال في اتصال أجراه مع ترامب لتهنئته على فوزه في الانتخابات، إن تأمين إطلاق سراح الرهائن الـ101 هو «قضية ملحة»، وفقا لثلاثة أشخاص مطلعين على المكالمة.
وقال هرتسوغ لترامب «عليك إنقاذ الرهائن»، ليرد ترامب قائلا إن أغلب الرهائن ماتوا على الأرجح.
فيما رد الرئيس الإسرائيلي قائلا لترامب إن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن نصفهم ما زالوا على قيد الحياة.
وعندما التقى هرتسوغ بايدن في البيت الأبيض في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، طلب من الرئيس العمل مع ترامب بشأن هذه القضية بين الآن و20 يناير/كانون الثاني عندما يتولى ترامب منصبه، حسبما قال مصدر مطلع على الاجتماع لـ«أكسيوس».
وبعد يومين، عندما استضاف ترامب في اجتماع لمدة ساعتين في المكتب البيضاوي، أثار بايدن قضية الرهائن واقترح عليهم العمل معًا للدفع نحو التوصل إلى اتفاق.
وقال بايدن لعائلات الرهائن الأمريكيين، في اجتماع عقد بعد ساعات قليلة من محادثته مع ترامب، بحسب مصدرين على اطلاع مباشر: «لا يهمني إن حصل ترامب على كل الفضل طالما عادوا إلى الوطن».
وكتب أورنا ورونين نيوترا، والدا المواطن الأمريكي عمر نيوترا الذي تحتجزه حماس في غزة منذ 412 يوما، رسالة مفتوحة إلى ترامب في صحيفة «واشنطن بوست»، وقالا «لدينا رسالة لترامب: الوقت هو جوهر المسألة. نحن نعتمد على قيادتك لإعادة عمر إلى الوطن».
مفاوضات متعثرة
ولا تزال المفاوضات بشأن اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار متوقفة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وفي اجتماع عقد في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال قادة الجيش والموساد والشين بيت لنتنياهو إنهم يعتقدون أن من غير المرجح أن تتخلى حماس عن شروطها للانسحاب الإسرائيلي من غزة وإنهاء الحرب.
وقال مسؤولان إسرائيليان مطلعان على الاجتماع لموقع أكسيوس إنهم أبلغوه أنه إذا كانت الحكومة الإسرائيلية مهتمة بالتوصل إلى اتفاق، فيجب عليها تخفيف مواقفها الحالية.
لكن نتنياهو رفض إنهاء الحرب مقابل صفقة إطلاق سراح الرهائن، مدعيا أن ذلك سيسمح لحماس بالبقاء، ويشير إلى أن إسرائيل هُزمت.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لموقع «أكسيوس» إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان فإن ذلك سيزيد الضغوط على حماس وسيعيد تركيز الجهود على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.
ويقول بعض المسؤولين الإسرائيليين إن ترامب، الذي قال إنه يريد أن تنتهي الحرب في غزة بسرعة، سيكون له نفوذ وتأثير أكبر بكثير من بايدن على نتنياهو.
وعلى الرغم من أن بايدن ضغط مرارا على نتنياهو لتليين موقفه لكنه فشل.
سيناريو ريغان
وقال مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والذي يقترب من العديد من أعضاء فريق الرئيس المنتخب الجديد، لموقع «أكسيوس»، إن ترامب يجب أن يتحرك الآن للحصول على صفقة.
وأضاف دوبويتز «يجب على الرئيس ترامب أن يصدر على الفور مطلبا واضحا بالإفراج عن جميع الرهائن، وتكليف كبار مسؤوليه بالبدء في العمل على هذا الأمر قبل 20 يناير/كانون الثاني، وتحذير جميع الأطراف من عواقب تحدي الرئيس الأمريكي القادم، يجب أن يكون واضحا أن إطلاق سراح الرهائن هو شرط مسبق غير قابل للتفاوض لوقف إطلاق النار».
واجه رونالد ريغان، الرئيس السابق الذي قال ترامب إنه معجب به، موقفا مشابها عندما كان يستعد لتولي منصبه في عام 1981، فسلفه جيمي كارتر وقع صفقة رهائن مع إيران في 19 يناير/كانون الثاني 1981، وفي اليوم التالي مباشرة بعد تنصيب ريغان أطلق سراح 52 أمريكيا احتجزتهم إيران لمدة 444 يوما.
aXA6IDEzLjU5LjIuMjQyIA== جزيرة ام اند امز