أحد أبطال ثورة الجزائر يقاضي صحفيا أمريكيا اتهمه بالخيانة
ياسف سعدي أحد أبطال الثورة الجزائرية، قرر مقاضاة صحفي أمريكي اتهمه في كتاب صادر مؤخرًا بخيانة رفاقه المجاهدين والوشاية بهم.
قرر المجاهد ياسف سعدي قائد "معركة الجزائر"، إحدى أبرز محطات الثورة الجزائرية، مقاضاة صحفي أمريكي اتهمه في كتاب أخير له، بالتخابر مع الاستعمار الفرنسي، والوشاية بمكان وجود رفاقه، في قضية حساسة تفاعل معها الرأي العام الوطني في الجزائر.
وقال سعدي في لقاء بالصحفيين في مقر إقامته بالعاصمة الجزائرية، إنه راسل الصحفي الأمريكي "تاد مورجن" مؤلف كتاب "معركتي للجزائر"، لدعوته للكف عن المغالطات التي يذكرها بخصوص استشهاد شخصيات محورية في الثورة الجزائرية، ومطالبته بتقديم اعتذارات لشخصه عن الاتهامات التي ألصقها به.
وأوضح المجاهد الذي يحظى بتقدير كبير في الجزائر، أن الدعوى القضائية ستبقى سارية إلا في حال سحب الصحفي الأمريكي لاتهاماته غير المؤسسة وكفّه عن تشويه سمعة المجاهدين الجزائريين.
ويروي الكتاب مزاعم عن وشاية المجاهد ياسف سعدي بمكان وجود "علي لابوانت" الذي سقط شهيدًا بمدينة "القصبة" الأثرية بالعاصمة بعد تدمير المنزل الذي كان يختبئ فيه مع عدد من رفاقه بالديناميت، في 8 أكتوبر 1957.
وردّ سعدي الذي كان وقتها قائدًا لمنطقة العاصمة في الثورة ومسؤول الشهداء الذين سقطوا، بتقديم الوثائق التي تثبت براءته، مستغربًا التهم الموجهة إليه بينما كان هو في السجن وقت تدمير منزل رفاقه الذي كان يجهل مكانه.
وبحسب الأرشيف الذي يمتلكه المجاهد، فإن من وشى بالشهيد علي لابوانت ورفاقه، يدعى "زروق" حيث أخبر العقيد بيجار (كان مسؤولًا عن قمع معركة الجزائر) عن مخبئهم، كما تمكنت عائلة سعدي من الحصول على تسجيل نادر للجنرال "ريموند شابان" (أحد كبار قادة الجيش الفرنسي بالجزائر)، يعترف فيه أن المدعو "زروق" هو صاحب الوشاية.
وينحدر "تاد مورجن" مؤلف الكتاب، من عائلة فرنسية مقربة من الجنرال ماسو، وقد تنقل إلى الجزائر في فترة الثورة التحريرية من أجل تأدية الخدمة الوطنية في صفوف الجيش الفرنسي، كما أنه حصل على الجنسية الأمريكية التي مكنته من السفر والاستقرار في الولايات المتحدة الأمريكية والاشتغال بها كصحفي.
وبحسب الصحفي والكاتب المتخصص في القضايا التاريخية، حميد عبد القادر، فإن رواية الصحفي الأمريكي ليست جديدة، فقد سبقها إليه جنرالات فرنسيون متقاعدون، وهو ما يجعلها مشكوكًا في صحتها، كونها تنطلق من روايات كانت تبثها السلطات الاستعمارية وقت الثورة لزرع الاحباط والشك في صفوف مناضلي جبهة التحرير الوطني الجزائرية.
وأوضح حميد عبد القادر، في حديثه لبوابة "العين" الإخبارية، أن الثورة الجزائرية (1954-1962) تحفل بنماذج الحرب النفسية التي شنها قادة الاستعمار العسكريون على المجاهدين الجزائريين، مشيرًا إلى أن أبرز مثال على ذلك تبقى "عملية لابلويت" التي زرع بها "الكومندان ليجيي" الشك بين قادة الولاية الثالثة التاريخية (القبائل) وبين المثقفين والطلبة والفدائيين المنحدرين منها، مما تسبب في تصفية الآلاف منهم.
وتعد معركة الجزائر (نسبة للجزائر العاصمة) إحدى مفاصل الثورة الجزائرية، حيث سمحت بإعطاء صدى عالمي لنضال الشعب الجزائري، وأدى ذلك لإدراج قضية تحرر الجزائر ضمن أجندة الهيئات الدولية.
وبفضل هذه المعركة التي استمرت من سنة 1956 حتى 1957، تمكن الثوار الجزائريون من إيقاع خسائر فادحة بالمستعمر في العاصمة، من خلال زرع القنابل في أماكن ارتياد المعمرين، عبر عناصر نسوية متخصصة، أبرزهن الشهيدة حسيبة بن بوعلي والمجاهدة التي لا تزال على قد الحياة زهرة ظريف بيطاط.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xOTUg جزيرة ام اند امز