المفقودون ينكؤون جراح غزة في ذكرى عدوان 2014
الذكرى الثانية للحرب على غزة نكأت جرحًا لم يندمل لدى أسرة الفتى الفلسطيني نور الدين عمران، الذي اختفت آثاره خلالها
نكأت الذكرى الثانية للحرب على غزة، جرحًا لم يندمل لدى أسرة الفتى الفلسطيني نور الدين عمران، الذي اختفت آثاره خلالها، ولا يزال غيابه لغزًا محيرًا، وبوابة ألم متجددة.
"آه يا ولدي حي أنت أم شهيد .. أسير أم أين تراك ذهبت".. هكذا بدأت الفلسطينية كريمة عمران حديثها لـ"بوابة العين" وهي تقبل صورة فتاها "نور الدين" الذي أعياها وباقي أسرتها البحث عنه منذ اختفائه خلال الحرب.
نور الدين الذي لم يتجاوز 16 عامًا عنده اختفائه، هو واحد من 12 فلسطينيًّا اختفوا في المناطق التي شهدت اجتياحا من قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على غزة صيف 2014، ولم يعثر على جثث لهم ولم يسجلوا في قوائم الأسرى، ولاحقا سجل بعضهم شهداء بناء على شهادات ميدانية فيما بقي مصير الآخرين مجهولاً ليبقى جرحاً نازفاً يتفتح في ذكرى العدوان.
من يطمئن أم خليل؟
وقالت أم خليل (45 عامًا) "ليتنا نطمئن نريد أن نعرف هل هو شهيد أو مصاب أو أسير .. أعيانا البحث ولا خبر حتى الآن".
الفتى نور الدين خرج صباح يوم 25 يوليو/تموز 2014، من منزله متجهاً إلى مزرعة الدواجن التي تمتلكها عائلته في بلدة القرارة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة؛ ليطعم الدجاج الذي شارف على البيع والتسويق حينها، دون علمه بأن قوات الاحتلال بدأت عملية توغل في البلدة.
الغياب الحزين
ويشعر والد الفتى بالأسى في ظل هذه التجربة الأليمة التي تعيشها العائلة، مستذكرًا رحلة ما قبل الغياب الحزين قائلا "ذهب نور الدين كعادته لتفقد المزرعة التي كانت تحتوي على 3 آلاف دجاجة اقترب وقت بيعها، بهدف إطعام الدجاج وفي ذلك اليوم غادر على دراجته النارية ولكنه لم يعد".
وقال :"علمنا لاحقا أن قوات الاحتلال بدأت عملية توغل برية في المنطقة، مضت ساعات ولم يرجع نور الدين، فانطلق شقيقه بلال ليبحث عنه دون أي جدوى".
خلال الهدنة وبعد الحرب بحثت العائلة في كل مكان ولم تبق بابا إلا طرقته، علها تصل إلى خيط معلومة دون أي جدوى حتى الآن.
وغلبته الدموع وهو يقول: "لم نجد نور أو جثته، فقط وجدنا دراجته النارية قرب أحد المساجد، الذي يفترض أنه أوقف دراجته عنده ليكمل مشواره سيراً على الأقدام نحو المزرعة التي نفق الدجاج الذي كان بها بسبب القصف والجوع حينها".
وأشار إلى أن أحدث ما في الموضوع أنهم قبل 7 أشهر جرى أخذ عينات منهم عبر الصليب الأحمر لمطابقتها بجثث وأشلاء لدى الاحتلال الإسرائيلي ولكن لم يصل أي رد حتى الآن.
وأكد أن عائلته عاشت آلاماً رهيبة على مدار العامين الماضيين، ولا يزال الجرح نازفًا ومصير نور الدين غير معلوم، خاصة بعد لم ترد معلومات عن اعتقاله.
أحمد.. وجع متجدد
الشاب أحمد محمود اللحام (29 عاماً) الذي يعاني من اضطراب نفسي، لم يكن أحسن حالاً فقد فقدت آثاره في ثاني أيام التوغل البري لقوات الاحتلال خلال الحرب في بلدة القرارة شرق خان يونس، ولا يزال مفقودا هو الآخر
وقال والده محمود اللحام لـ"بوابة العين" :" قوات الاحتلال اقتحمت خلال توغلها في القرارة منزلنا وحجزتنا في الطابق الأرضي، وفقدنا في اليوم الثاني ابننا أحمد الذي يعاني من حالة نفسية، حيث خرج ولم يعد".
وأشار إلى أنهم اعتقدوا حينها أنه لجأ إلى منزل أحد الجيران، ولكن بعد انتهاء العدوان لم يعثر عليه لا بين الجرحى ولا بين الشهداء ولم يجر التبليغ عن اعتقاله من قبل قوات الاحتلال، وبقي مصيره مجهولاً حتى الآن.
ملف حساس
وأكدت الناطقة الإعلامية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة سهير زقوت، تلقي طلبات من أسر للبحث عن مصير أبنائها كما يحدث عادة في كل حرب، لكنها رفضت الإفصاح عن أعداد المفقودين الموثقين لديها، باعتبار أن ذلك من اختصاص السلطات المحلية كوازرة الداخلية.
وقلت زقوت: "بعد كل حرب هناك من يفقد الاتصال بأبنائه وبناء على طلبات من الأسر نقوم بالاتصال على السلطات المعنية، معتبرة أن هذا من الملفات الحساسة وبالتالي لا نفصح عن نتائج هذا البحث وإنما نقوم بإبلاغه للأهالي بشكل مباشر".
aXA6IDE4LjExNy4xNTYuMTcwIA== جزيرة ام اند امز