ليلة دامية في نيس.. 84 قتيلا وهولاند يمدد الطوارئ
السلطات الفرنسية تدعو المواطنين لالتزام منازلهم
شاحنة تصدم جمعًا من الناس في نيس بجنوب فرنسا، وأنباء عن سقوط نحو 84 قتيلًا وعشرات المصابين
قتل 84 شخصًا على الأقل، مساء الخميس، في مدينة نيس جنوب فرنسا في اعتداء نفذه سائق شاحنة دهس حشودًا في ممشى بروميناد ديزانجليز السياحية المطلة على البحر المتوسط خلال مشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن من بين الضحايا العديد من الأطفال. وأضاف أن هناك عنفًا بغيضًا يجعلنا نتحد في مواجهة الإرهاب. وأوضح أن الشرطة تسعى للكشف عن المشتركين في الهجوم، مشددًا على أن فرنسا تعرضت للهجوم في يوم عيدها الوطني وفي يوم الحرية.
وأعرب هولاند عن تضامنه مع جميع الضحايا وأنه سيتم استخدام جميع الوسائل لمساعدة أهالي الضحايا، مذكّرًا بالهجمات الإرهابية السابقة التي تعرضت لها فرنسا.
وقال الرئيس الفرنسي إنه في هذه الظروف يجب التعبير عن الإيمان العميق بقدرات الدولة الفرنسية. وشدد على ضرورة زيادة الحماية الأمنية، وأنه قرر بعد التشاور مع المسؤولين بزيادة التأمين في فرنسا وتمديد حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر جديدة واستدعاء قوات الاحتياط.
وأكد هولاند أنه لا شيء يمكن أن يوقف فرنسا عن استكمال الحرب على الإرهاب في العراق وسوريا.
وشدد هولاند على أن فرنسا جرحت في هذا اليوم عبر استهدافها خلال الاحتفال بالعيد الوطني. وقال إن "فرنسا تبكي ولكنها ستظل قوية".
وذكرت النيابة العامة الفرنسية أن القتلى سقطوا على امتداد كيلومترين من الممشى المطل على البحر المتوسط.
وقال سيباستيان اومبير، نائب محافظ شرطة مقاطعة الألب ماريتيم حيث تقع نيس، إن هذا "العمل الإجرامي" أوقع "عشرات القتلى"، مؤكدًا أن الشرطة أردت سائق الشاحنة قتيلًا.
وبحسب رئيس بلدية نيس السابق كريستيان أستروزي الذي يترأس حاليًّا إدارة المنطقة حيث تقع المدينة فإن "سائق شاحنة نيس أطلق عدة أعيرة نارية، قبل أن يقتله الشرطيون".
ووقعت المأساة في جادة "بروميناد ديزانغليه" التي تعتبر قبلة سياحية على شاطئ الكوت دازور المطل على البحر المتوسط، وقد فرضت السلطات طوقًا أمنيًّا في المكان ودعت المواطنين لأخذ الحيطة والحذر.
وأفاد صحفي في وكالة فرانس برس كان في المكان أن شاحنة تبريد بيضاء اتجهت بأقصى سرعتها صوب الحشد ودهست أشخاصًا كثيرين؛ ما تسبب بحالة هلع وفوضى عارمة.
وقال الصحفي: "كانت الفوضى عارمة. رأيت أناسًا مصابين وحطامًا يتطاير في كل مكان. رأيت أناسًا يصرخون واضطررت لأن أخبئ وجهي كي لا يصيبني الحطام".
وبحسب نائب محافظ الشرطة، فإن الشاحنة "دهست الحشد على امتداد مسافة طويلة، على طول الجادة، وهذا ما يفسر هذه الحصيلة الكبيرة جدًّا".
وفرضت الشرطة طوقًا أمنيًّا في مكان الاعتداء وفي محيطه حيث انتشر عدد كبير من أفراد الشرطة والجيش، إضافة إلى سيارات الإسعاف وطواقمها.
وكانت السلطات المحلية قد أعلنت في وقت سابق أن الأمر يتعلق باعتداء ونصحت المواطنين بملازمة الأماكن التي يوجدون فيها.
وقرر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند العودة من أفينيون (جنوب شرق) إلى باريس، حيث توجه مباشرة إلى خلية الأزمة التي شكلتها وزارة الداخلية بعد الاعتداء، بحسب الأليزيه.
ويأتي هذا الاعتداء بعيد ساعات على إعلان هولاند أن حالة الطوارئ السارية منذ اعتداءات 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، لن تمدد إلى ما بعد 26 يوليو/تموز، بعد أن عزز قانون تم التصويت عليه في مايو/أيار الترسانة الأمنية لفرنسا.
وقال رئيس بلدية نيس إن المهاجم أطلق الرصاص على المحتفلين قبل أن يقوم بدهسهم. وأشارت مصادر صحفية إلى العثور على أسلحة داخل الشاحنة.
وقال سيباستيان هومبرت حاكم مقاطعة الألب-ماريتيم لتلفزيون بي.إف.إم: "دهست شاحنة حشدًا لمسافة طويلة، وهذا ما يفسر السبب في هذه الخسائر الفادحة". وأضاف هومبرت أن سائق الشاحنة لقي حتفه بالرصاص، وأنه يجري التعامل مع الحادث في الوقت الراهن على أنه هجوم.
aXA6IDE4LjE4OC41OS4xMjQg جزيرة ام اند امز