"انقلاب الـ 6 ساعات".. التفاصيل الكاملة لزلزال تركيا السياسي
أردوغان يستعيد السيطرة
العين الإخبارية
مجموعة انقلابية في الجيش التركي أعلنت مساء الجمعة أنها استولت على السلطة في تركيا، مما أدى إلى مواجهات واسعة النطاق.
أعلنت مجموعة انقلابية في الجيش التركي، مساء الجمعة، أنها استولت على السلطة في تركيا، مما أدى إلى مواجهات واسعة النطاق أوقعت قتلى وجرحى في أنقرة واسطنبول، التي عاد إليها الرئيس رجب طيب أردوغان فجر السبت، وسارعت الحكومة إلى نفي أن يكون ما جرى انقلابًا، وأعلن رئيس الوزراء بن علي يلديريم أن "الوضع تحت السيطرة إلى حد كبير"، بينما أشار متحدث باسم الاستخبارات إلى "عودة الوضع إلى طبيعته".
إلا أن الوضع في هذا البلد البالغ عدد سكانه 80 مليون نسمة، ويعد حليفًا مهمًّا في الحلف الأطلسي لم يزل غامضًا، بعد 6 ساعات على بدء محاولة الانقلاب لم تزل انفجارات عنيفة وإطلاق نار يسمع في أنقرة واسطنبول مما أثار الشكوك حول استعادة السلطات للسيطرة على الوقع بشكل تام.
وتعرض البرلمان الذي انتشرت أمامه دبابات للقصف في العاصمة وقتل 17 شرطيا، حسب ما أعلنت وكالة الأناضول، بينما فتح جنود النار على حشد في اسطنبول مما أوقع جرحى، كما أفاد مصور لوكالة فرانس برس.
وأسقطت مقاتلات إف-16 مروحية على متنها انقلابيون، حسب التلفزيون التركي، بعد فرض حظر للتجول والأحكام العرفية.
إلا أن يلديريم أكد قرابة أنه "تمت السيطرة إلى حد كبير على محاولة الانقلاب الغبية".
وصرح يلديريم في اتصال هاتفي مع شبكة "ان تي في" "أنها محاولة غبية مصيرها الفشل وتمت السيطرة عليها إلى حد كبير"، بينما أشارت الاستخبارات التركية إلى "عودة الوضع إلى طبيعته" في الوقت الذي تعرض فيه البرلمان في أنقرة لقصف جوي.
وبعد ساعتين على إعلان مجموعة أنها تشن انقلابًا، قال أردوغان إنها ستفشل، متحدثًا من مكان لم يتم الإفصاح عنه عبر تطبيق "فيس تايم" على هاتف محمول، وسمع دوي انفجار عنيف لم تعرف أسبابه في أنقرة، في حين كانت مقاتلات ومروحيات تحلق في سمائها بشكل متواصل، حسب مراسل لفرانس برس.
وأفادت وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية وشبكات تلفزيونية، أن السلطات التركية تمكنت من تحرير رئيس الأركان الجنرال خلوصي آكار الذي كان محتجزا "رهينة" لدى عسكريين انقلابيين، وأن آكار عاد ليمارس عمله بشكل طبيعي.
وهبطت طائرة أردوغان الذي كان "في مكان آمن" حسب مصدر رئاسي في اسطنبول فجر السبت لينزل منها وسط حشد من أنصاره.
وكان أردوغان ندد إثر بدء الأحداث بـ"تمرد مجموعة صغيرة في الجيش" ودعا الأتراك للنزول إلى الشارع من أجل التصدي لمحاولة الانقلاب.
وقال أردوغان في اتصال هاتفي مع شبكة "سي ان ان تورك" "لا أعتقد إطلاقا أن منفذي محاولة الانقلاب سينجحون"، وتوعد بـ"رد قوي جدا"، وشدد على أنه سيظل الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة في البلاد.
وكانت علاقات أردوغان متوترة مع الجيش في مطلع ولايته عندما كان رئيسا للحكومة؛ لأنه قلص من نفوذ الجيش في الحياة السياسية، إلا أنه بدا أنها بلغت نوعًا من التوازن.
ولدى عودته إلى اسطنبول، قال أردوغان إنه "انقلاب شاركت فيه أيضا الدولة الموازية"، في إشارة إلى غريمه الداعية فتح الله كولن، المقيم في المنفى في الولايات المتحدة.
ومضى يقول إنه لن يترك تركيا "للمحتلين" وإنه يجهل مصير رئيس الأركان، وأضاف أن الفندق الذي نزل فيه على ساحل بحر إيجه تعرض للقصف بعد مغادرته.
وكان التلفزيون الرسمي بث مساء الجمعة بيانًا صادرًا عن "القوات المسلحة التركية" يعلن فرض الأحكام العرفية وحظر تجول على مجمل الأراضي التركية.
وقال الجيش في بيان صدر عن "مجلس السلم في البلاد" الذي قال إنه شكله إثر الانقلاب: "لن نسمح بتدهور النظام العام في تركيا، تم فرض حظر تجول في البلاد حتى إشعار آخر"، مؤكدا أنه "تولى السيطرة على البلاد"
وأشارت قناة تلفزيونية إلى إغلاق الجسور فوق البوسفور في اسطنبول جزئيا في اتجاه واحد من آسيا إلى أوروبا.
كما أغلقت قوات الأمن الشوارع الرئيسية في اسطنبول خصوصا تلك المؤدية إلى ساحة تقسيم في وسط المدينة، في ظل انتشار كثيف للشرطة في الشوارع.
وأوضح الانقلابيون في بيان نشر على موقع هيئة الأركان على الإنترنت أنهم "سيطروا على السلطة بشكل كامل في البلاد".
وظهرت قنوات التلفزة حشودا كبيرة متجمعة بالقرب من مطار أتاتورك في اسطنبول يرحبون بمحاولة الانقلاب، بينما كان حشد آخر يتظاهر ضدها وخصوصا في ساحة تقسيم.
وبدا القلق على العديد من السكان الذين هرعوا إلى المتاجر لشراء عبوات الغاز والغذاء وأمام أجهزة الصرف الآلي للحصول على أموال.
تنديد دولي
وتعليقا على التطورات المتسارعة في تركيا، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما حث الجمعة كل الأطراف في تركيا على دعم الحكومة "المنتخبة ديمقراطيا" التابعة لأردوغان.
وبدوره، دعا الاتحاد الأوروبي إلى "عودة سريعة للنظام الدستوري" في تركيا، في بيان مشترك لرئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر ووزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موجيريني.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعودة سريعة وسلمية للمدنيين إلى الحكم في تركيا، مشددا على أنه "من غير المقبول تدخل العسكريين في شؤون أي دولة".
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعرب من موسكو عن الأمل في حل الأزمة في تركيا والحفاظ على السلام والاستقرار واحترام "استمرارية" السلطة في هذا البلد.
ومن جهته، دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع كيري إلى تجنب "أي سفك للدماء" في تريكا، وقال إن "المشاكل يجب أن تحل بموجب الدستور".
وأعلن الكرملين أن روسيا "قلقة للغاية" إزاء الوضع في تركيا، مضيفًا أن بوتين "يطلع بصورة مستمرة" على التطورات المتلاحقة في هذا البلد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن "روسيا قلقة للغاية إزاء الأنباء الواردة من تركيا"، وبوتين "يطلع على التطورات بصورة مستمرة عبر القنوات الدبلوماسية وأجهزة الاستخبارات".