"ظهور تركيا الحديثة".. جذور الصراع السياسي والاجتماعي
تستدعي الأحداث التي تشهدها تركيا حاليا مراجعة جذور الصراع بين الأجنحة والتيارات السياسية والاجتماعية المختلفة خلال القرن الأخير
تستدعي الأحداث التي تشهدها تركيا حاليا مراجعة جذور الصراع بين الأجنحة والتيارات السياسية والاجتماعية المختلفة في المجتمع التركي خلال القرن الأخير. في هذا الإطار وعن المركز القومي للترجمة، صدر كتاب "ظهور تركيا الحديثة" لبرنارد لويس، ومن ترجمة الدكتور قاسم عبده قاسم.
موضوع الكتاب ظهور تركيا الحديثة من ثنايا اضمحلال تركيا القديمة. ويراعي التسلسل الزمني، ليس باعتباره تاريخا سرديا بسيطا عن تركيا، وإنما بالأحرى محاولة لتتبع مراحل التغيير الرئيسية وتحديدها، وقد وضع مدى الدراسة في 1950م، عندما أُقصي حزب أتاتورك عن السلطة في انتخابات حرة كان الحزب نفسه قد نظمها، ودخلت البلاد مرحلة جديدة من تاريخها، من حيث تحول الإحساس الجماعي بالهوية والولاء فيما بين الأتراك، وتحول نظرية الحكم وممارستها، وتحول الدين والحياة الثقافية التي كان يحكمها، وتحول النظام الاقتصادي والسياسي.
في سنة 1949 تم استدعاء برنارد لويس من قبل السلطات التركية للاطلاع على أرشيف المخطوطات العثمانية في إسطنبول، التي فتحت للباحثين والمؤرخين الغربيين مما شكل فرصة نادرة لهم للاطلاع والكشف عن خصائص المجتمع الإسلامي في العصر الوسيط.
وقام لويس بنشر مخطوطته الثانية "العرب عبر التاريخ" بعد مرور سنة واحدة على قدومه إلى إسطنبول. وبعد ما يزيد على العقد، في سنة 1961 تناول لويس في هذا الكتاب "ظهور تركيا الحديثة" محاولات الإصلاح الإداري والسياسي والعسكري التي قام بها الأتراك، شارحا كيف أن المراحل التأسيسية الأولى لدولة "شرق أوسطية" لم تلعب تدخلات الأوروبيين أي دور فيها، وكيف أن ذلك كان عبارة عن نتيجة مباشرة للعديد من التحولات الداخلية التي أدت في النهاية إلى بعث دولة بالمعنى الحديث للكلمة، أي كيان يتمتع بمواصفات الدولة-الأمة طبقا للمعايير الغربية المعاصرة.