برديات خوفو في المتحف الوطني.. 4500 عام على تاريخ الكتابة المصرية
المتحف المصري يعرض للمرة الأولى "برديات الملك خوفو"، وتعد الأقدم في تاريخ الكتابة المصرية؛ إذ تعود إلى نهاية الأسرة الرابعة.
برديات الملك خوفو (2551-2528 ق.م) التي عُثر عليها بمنطقة ميناء وادي الجرف أحد أهم وأقدم الموانئ المصرية القديمة، عُرضت للمرة الأولى في المتحف المصري الخميس.
وتعود البرديات إلى نهاية الأسرة الرابعة وهي الأقدم في تاريخ الكتابة المصرية المكتشفة حتى الآن، بالإضافة إلى أهميتها في كشف الحياة اليومية لعمال المحاجر.
وكان وزير الآثار المصري الدكتور خالد العناني قال في افتتاحه المعرض إن هذه البرديات "تعد الأقدم في تاريخ الكتابة المصرية المكتشفة حتى الآن حيث إنها أقدم من برديات الجبلين التي تعود إلى نهاية الأسرة الرابعة وبرديات أبو صير التي تعود لنهاية الأسرة الخامسة." وأضاف "للأسف هذه البرديات كانت محفوظة في صندوق لا يراه أحد منذ اكتشافها في 2013 لكننا رأينا أن مكانها الصحيح هو أن توضع في مدخل المتحف المصري."
وتم اكتشاف هذه البرديات في عام 2013 بواسطة البعثة المصرية الفرنسية العاملة بالمنطقة برئاسة الدكتور بيير تاليه والدكتور المصري سيد محفوظ، وتوضح البرديات طبيعة العمل بموقع ميناء وادي الجرف واستخداماته في عصر الملك خوفو وحالة العاملين به، كما تشير إلى أن العمال الذين كانوا يعملون بالمنطقة هم من شاركوا في بناء الهرم الأكبر، ما يؤكد القدرة العالية للجهاز الإداري في عهد الملك خوفو.
ووادي جرف يعتبر أقدم ميناء مصري على شواطئ البحر الأحمر شيّد قبل 4500 عام، ويبعد حوالي 24 كم جنوب الزعفرانة و119 كم من مدينة السويس، يعتبر الميناء المكتشف من أهام الموانئ في مصر القديمة إذ انطلقت منه الرحلات البحرية لنقل النحاس والمعادن من سيناء إلى وادي النيل، عثرت البعثة كذلك على مجموعة من المراسي الحجرية يظهر عليها مكان وضع الحبال التي كانت تستخدم في ربط السفن داخل الميناء التي يحدها رصيف بطول 180 م وعرض 120 م .
وأشار الدكتور حسين عبد البصير المشرف العام على إدارة النشر العلمي في وزارة الآثار إلى أن "من أهم هذه البرديات بردية تخص أحد كبار الموظفين ويدعى "مرر" تحكي يوميات فريق العمل الذي كان يقوم بنقل كتل الحجر الجيري من محاجر طره على الضفة الشرقية للنيل إلى هرم خوفو عبر نهر النيل وقنواته".
وكانت البعثة قد عثرت أيضاً على 40 بردية مكتوبة بالهيروغليفية تسجل تفاصيل الحياة اليومية للمصريين يؤرخ بعضها في العام السابع والعشرين من حكم الملك خوفو، وأهمية الكشف عن مثل هذه البرديات تكمن فيما تعكسه من تفاصيل للحياة اليومية في هذا العصر حيث تتضمن تقارير شهرية تسجل عدد العاملين بالميناء وكل ما يخص تفاصيلهم الحياتية .
من ضمن اكتشافات البعثة مساكن كانت مخصصة للعمال آنذاك، الأمر الذي يوضح أهمية هذا المكان من الناحية التجارية بحراً وبراً إلى جانب الكشف عن ثلاثين مغارة بالإضافة إلى الكتل الحجرية التي كانت تستخدم لإغلاقها، الكتل الحجرية التي كانت تستخدم في إغلاق المغارات حملت كتابات بالمداد الأحمر بها اسم الملك خوفو إلى جانب مجموعة من الأدوات الحجرية التي كان تستخدم في حفر الصخور وبقايا الأخشاب المتفحمة وأخشاب سليمة وبعض الحبال المستخدمة في السفن .
وتتوقف وكيل المتحف المصري للشؤون الأثرية صباح عبد الرازق عند أهمية البرديات المكتشفة، مشيرة إلى أن أغلب البرديات المكتشفة توضح توزيع الحصص اليومية للأطعمة التي كانت تستجلب من مناطق عديدة في دلتا نهر النيل، لافتة إلى أنه يأتي من بين أهم هذه البرديات واحدة يظهر فيها بوضوح وبخط هيروغليفي مختصر تعداد الماشية رقم 13 في عهد الملك خوفو والذي كان يتم مرة كل عامين، بما يعني أن حكم هذا الملك امتد لنحو 26 عاما، وهو أمر لم يكن معروفاً من قبل.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTkyIA== جزيرة ام اند امز