"GPS" الاحتلال يحرم الفلسطينيين من البحث عن "بوكيمون"
خبراء: اللعبة تمثل خطرا على الفلسطينيين أنفسهم
الفلسطينيون كسائر البلاد ينشغلون بلعبة البوكيمون، لتلقي متطلبات اللعبة بظلالها على واقعهم الصعب تحت الاحتلال الإسرائيلي.
كسائر البلاد انشغل الفلسطينيون بلعبة " البوكيمون" التي انتشرت بسرعة خيالية في العالم، ولكن متطلبات اللعبة ألقت بظلالها على واقعهم الصعب تحت الاحتلال الإسرائيلي.
واتهم فلسطينيون يمارسون اللعبة السلطات الإسرائيلية بحرمانهم من ممارسة اللعبة بسبب الحواجز والمستوطنات التي تقطع المناطق الفلسطينية، في حين رأى آخرون خطورة كبيرة عليهم من الناحية الأمنية جراء استخدامهم هذه اللعبة، وبسبب الاحتلال أيضاً.
ويعاني الفلسطينيون من صعوبات في ممارسة هذه اللعبة، بسبب اعتمادها على خاصية تحديد المواقع الـGPS والـ3G وهما خاصيتان لا تتوفران بسهولة في فلسطين، بسبب العراقيل الإسرائيلية التي تعرقل باستمرار إدخال ذلك للمناطق الفلسطينية لدواعٍ أمنية.
وأجمع خبراء ومختصون فلسطينيون على ضرورة أخذ الحيطة والحذر لمستخدمي هذه اللعبة، خصوصا في الواقع الفلسطيني الذي له خصوصية مختلفة عن باقي دول العالم، كون الشعب الفلسطيني لا يزال يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف كل مكوناته.
وحظيت لعبة البوكيمون التي أنتجتها شركة "نيتندو"، بشهرة عالمية لم يسبق لها مثيل، علما بأن هذه الشركة تمتلك حقوق وإنتاج مسلسل "بوكيمون" الكرتوني الشهير، الذي اشتهر خلال التسعينيات ولايزال يملك شعبية كبيرة لما يحمله من تشويق وإثارة.
ولعبة البوكيمون هي تطبيق إلكتروني متوفر للهواتف الذكية التي تعمل على نظام أندرويد و "أي أو س" مستخدما فيها أرض الواقع بعناصر افتراضية تماما هي البوكيمونات، حيث تقوم اللعبة بدعوة صاحبها كي يصبح مدرب بوكيمونات، حيث عليك الخروج للشارع أو أي الأماكن للعثور على بوكيموناتك التي ستلعب بها ضد أعدائك أو أن تتاجر فيها مع أصدقائك.
وتقول هيام مصبح، وهي ربة بيت، إن هذه اللعبة أشغلت الفلسطينيين بشكل كبير، وجعلتهم يكرسون أوقاتا كثيرة لمتابعة هذه اللعبة، لكنها انتقدت بشكل لافت المبالغة الكبيرة من قبل الفلسطينيين بهذه اللعبة.
وأضافت في حديثها مع بوابة "العين" أن ثمة أمور خطرة في هذه اللعبة، وتتمثل في فتح عدسة الكاميرا للبحث عن البوكيمون، وهو أمر سلبي خصوصا للنساء، دون إغفال الصعوبات الناتجة عن الاحتلال الإسرائيلي بسبب عدم تمكن الفلسطينيين الذين يلعبون هذه اللعبة من ايجاد الكائنات الافتراضية لاعتراضهم من قبل حاجز إسرائيلي أو مستوطنة مقامة على الأراضي الفلسطينية.
من جانبها، رأت الدكتورة إيناس أبو لبن، أستاذة العلوم التربوية في جامعة الاستقلال، أن الفلسطينيون شأنهم كباقي الشعوب الأخرى انشغلوا بلعبة البوكيمون، رغم ما يواجهونه من أوضاع سياسية واقتصادية مرتدية، مؤكدة أن هذا الأمر غريب للغاية.
وأوضحت لـ "العين" أن الخطورة على الممارسين لهذه اللعبة تكمن في أن الشعب الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي، حيث إن استخدام هذه اللعبة قد تقدم للاحتلال الإسرائيلي معلومات وصورا مجانية بدون قصد أثناء بحثهم عن البوكيمون.
وأشارت أبو لبن، إلى خطورة لعبة البوكيمون من الناحية التربوية، حيث سيسبب عزلة أكثر حيث يقضى الأشخاص أوقاتا طويلة جدا وهم فقط يبحثون عن البوكيمون، إلى جانب خسارة أموالهم لأنهم سينتقلون من مرحلة لمرحلة مقابل هذا الانتقال، على الرغم من أن هذه اللعبة مجانية.
بدوره، أشار تامر القرناوي، وهو باحث اجتماعي، إلى أن هناك غموضاً يكتنف مستقبل هذه اللعبة، خصوصا في ظل احتمالية تشكيلها خطراً على الأمن المعلوماتي أو الشخصي أو حتى المجتمعي.
وأضاف في حديثه مع بوابة "العين"، أن البوكيمون تخلق أشخاصا افتراضيين وليسوا واقعيين، حيث إنها تدمج العالم الواقعي بالافتراضي، موضحاً أن هذه اللعبة تأتي في إطار الألعاب الالكترونية التي بدأت تجتاح المجتمعات ضمن الغزو الثقافي، خصوصا الفردية منها والتي ضربت الألعاب الجماعية وعززت صفة الأنانية والفردية.
واعتبر القرناوي، أن الهواجس الأمنية التي تلاحق الفلسطينيين في هذه اللعبة، شيء طبيعي كون الشعب الفلسطيني له خصوصية فريدة لأنه شعب محتل ومستهدف من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وحذر خبير أمني فلسطيني من تداول لعبة "البوكيمون" لما لها من أخطار تجسس محدقة، لأن الممارسين لهذه اللعبة يقدمون معلومات مجانية لجهات مجهولة، حيث قد تقوم بإرسال صورا ومعلومات لأماكن كثيرة مطلوبة لدى الجهات الأمنية الإسرائيلية.
وأضاف لـ"العين"، أن الشركة المنفذة لهذه اللعبة تملك خاصية تخزين ملايين الصور التي تصلها يوميا إلى سيرفراتها، والتي قد تستخدمها لاحقا لأغراض غير معلنة.
وأشار الخبير الأمني الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن البوكيمون قد يظهر في أماكن ومناطق حساسة غير مسموح للأفراد بدخولها، مدللا على ذلك بمنع الجيش الإسرائيلي لجنوده من استخدام هذه اللعبة أثناء تواجده في قواعده العسكرية.
وكشف محمود جمال، وهو مهندس برمجيات، أن العديد من الفلسطينيين يجهلون خصائص ونظام هذه اللعبة، موضحاً أن هناك ثمة صعوبات تواجه هذه اللعبة منها الاجتماعية وأخرى التقنية.
وأضاف لبوابة "العين" أن هذه اللعبة نجاحها في غزة محدود بسبب عدم توفر خاصية "G3"، و"GPS"، في حين ستلقى نجاحا لافتا في الضفة الغربية لوجود هاتين الخاصيتين، مع صعوبة أخرى تتمثل في حواجز الاحتلال ومستوطناته.
ونصح الفلسطينيين الذين يمارسون هذه اللعبة بضرورة توخي الحيطة والحذر كون خصائص هذه اللعبة تجعل من ممارسيها فريسة سهلة لمن يراقبه من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
aXA6IDE4LjIyNi4yMTQuOTEg جزيرة ام اند امز