أين ستكون الضربة القادمة لتنظيم داعش؟
الهجوم التالي لداعش قد لا يخرج عن نطاق العمق الأوروبي فهل تنفذه خلايا نائمة في فرنسا وبلجيكا أم يتجه نحو دول جديدة؟
خلال 18 يومًا شهدت ثلاث دول هي تركيا وبنجلاديش وفرنسا، على التوالي، هجمات إرهابية، نفذها تنظيم داعش الإرهابي، في مشهدٍ بدا ينذر بالخطر ويدفع الجميع لا سيما الأوروبيين لترقب الهجوم التالي.
رغم التشديدات الأمنية والإجراءات الاحترازية التي نفذتها دولٌ أوروبية عقب هجوم نيس الأسبوع الماضي، تتجلى مخاوف الأوروبيين وباقي دول العالم من ضربات التنظيم المتتالية والموجعة في تساؤل.. أين ستكون الضربة القادمة للتنظيم.
السياقات التي تتبعها الذئاب المنفردة المنتمية للتنظيم قد تمنح إشارات عن الأماكن المتوقع أن يقوم التنظيم باستهدافها، وهو ما يفسر قيام عدد من الدول، خاصة الأوروبية، بتكثيف أمني عقب الهجوم الذي وقع بشاحنة في مدينة نيس الفرنسية وأوقع 84 قتيلا على الأقل.
ومن تتبع نسق 6 هجمات بارزة، نفذها داعش عام 2016، يمكن التنبؤ بالهدف القادم لضربات التنظيم الإرهابية، رغم ما سبقها أواخر 2015، من سلسلة هجمات إرهابية شهدتها العاصمة الفرنسية أودت بحياة 129 شخصاً، في هجوم وصف بأنه الأكثر دموية في باريس، وثاني أكبر هجوم يستهدف أوروبا، منذ الحرب العالمية الثانية.
أما الهجمات الأبرز التي نفذها التنظيم في 2016 فكانت:
- مجموعة تفجيرات في مترو الأنفاق ومطار بروكسل أودت بحياة 32 شخصًا.
- هجوم أورلاندو في ولاية فلوريدا الأمريكية والذي خلف 49 قتيًلا في ملهى ليلي يرتاده مثليون.
- تفجيرات انتحارية في مطار إسطنبول أودت بحياة 44 شخصا.
- هجوم على مطعم دكا في بنجلاديش أسقط ٢٠ قتيلًا.
- هجوم في مدينة نيس جنوب فرنسا خلف ٨٤ قتيلًا، خلال الاحتفالات العيد الوطني.
بوابة "العين" الإخبارية تحدثت مع عدد من الخبراء في محاولة للتنبؤ أو استنباط الهدف القادم لهجمات داعش، من خلال تتبع نسق الهجمات السابقة وجاءت كالتالي:
"تركيا على رأس القائمة"
العقيد حاتم صابر، الخبير الاستراتيجي في مكافحة الإرهاب الدولي، والقائد السابق بفرقة 777، بالصاعقة المصرية، قال لبوابة "العين" إن تنظيم داعش سيستمر في الضرب، في العمق الأوروبي، بل نتوقع تكثيف هجماته في مناطق بعينها، مثل تركيا فهي مرشحة بأن تكون مسرح عمليات بالنسبة له خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها، في إشارة إلى محاولة انقلاب استمرت 6 ساعات فجر السبت.
"إسبانيا وإيطاليا"
هي دول مرشحة بقوة لأن تكون مراكز لعمليات داعش الفترة المقبلة، بحسب الخبير الاستراتيجي والأمني حاتم صبري، الذي استبعد أن تكون أمريكا وبريطانيا مسرحًا لعمليات للتنظيم، ولكنه قال: أعتقد أن التنظيم لن يقترب منهما، كما أنه سيبتعد لفترة عن بروكسل وفرنسا، وسيركز على دول جديدة مثل إسبانيا وإيطاليا، وهي دول معادية له، ولديه مقاتلون أجانب يمكن استخدامهم بسهولة ويسر.
وأضاف الخبير الأمني: البؤر الجديدة ستحقق له فكرة التمدد، حسبما يعتقد، كما أنه يدري تماما أن هناك استنفارا أمنيا غير عادي في الدول التي بها هجمات إرهابية مسبقة.
"بلجيكا في عيدها الوطني"
في الوقت الذي شدد فيه رئيس الوزراء البلجيكي، شارل ميشيل على أن سلطات بلاده ستتخذ إجراءات أمنية إضافية خلال العرض العسكري الذي سيقام بمناسبة العيد الوطني للبلاد المصادف في 21 من شهر يوليو/تموز الجاري، لا أحد يعرف ما الذي قد يفعله التنظيم، لا سيما أنه يشتبه في وجود خلايا نائمة عدة تختبئ في بلجيكا.
ويصف المسؤولون السابقون في المخابرات الفرنسية بلجيكا بأنها مركزٌ للإرهاب، لا سيما أن منفذ هجوم باريس صلاح عبد السلام تم القبض عليه في حي مولنبيك بالقرب من العاصمة بروكسل، لكن رغم ذلك، تحركت بقية الخلايا النائمة، بحسب مراقبين، ونفذوا سلسلة انفجارات في مطار بروكسل ومحطة ميترو مونبليك أودت بحياة 32 شخصًا.
اللواء أركان حرب طلعت موسى، رئيس مركز الاستراتيجية والأمن القومي بكلية الدفاع الوطني في أكاديمية ناصر العسكرية العليا، توقع أن ينفذ التنظيم عمليات إرهابية مماثلة في الأعياد الدينية والوطنية المقبلة في بعض الدول، وهو ما يلزم اليقظة الكاملة ونشر الوعي ضد الإرهاب.
وفسر اللواء في حديثه لـ"العين" ذلك بقوله "هو يتعامل مع الدول الأوروبية بوصفها عدوًا له ويكفرها، والسبب في ذلك دعم الدول الكبرى لعناصر إرهابية دون غيرها واستخدامها كأدوات في السياسة الخارجية فمثلًا في سوريا هناك أكثر من 12 جماعة مسلحة، ونجد الدول تتعامل معها بطريقة انتقائية وهو ما يرد عليه داعش من وجهة نظره.