"العين" ترصد 5 مكاسب لأردوغان من الانقلاب الفاشل
الرئيس التركى علق سريعا "في كل شر خير"
"في كل شر خير"، أول وأبرز العبارات التي علق بها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على محاولة الانقلاب الفاشلة عليه.
"في كل شر خير"، أول وأبرز العبارات التي علق بها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على محاولة الانقلاب الفاشلة في بلاده، مساء الجمعة 15 يوليو/تموز الجاري، والتى لم تصمد لأكثر من 6 ساعات.
وفيما يلي ترصد بوابة "العين" الإخبارية أهم 5 مكاسب عادت على أردوغان من هذه المحاولة.
1-تطهير الجيش والقضاء:
أول وأهم هذه المكاسب، وهو ما أكده أردوغان في خطابه بعد فشل المحاولة الانقلابية، بقوله إن "تركيا الجديدة تختلف كثيرا عن تركيا القديمة"، مشددا على أن هذا "التمرد الذي حدث سيؤدي إلى تنظيف الجيش التركي".
وتعيش تركيا منذ أكثر من عام صراعًا داخل مؤسسات الدولة، خاصة الجيش، على خلفية هيمنة الرئيس على الحكم، غير أن المحاولة الانقلابية أطلقت يد أردوغان في التخلص من معارضيه تحت شعار "التطهير من الفيروس"، إضافة إلى مقتل 265 شخصا وإصابة 1440 على الأقل في أنقرة واسطنبول.
واعتقلت السلطات التركية مئات الجنرالات والقضاة والعسكريين في أنحاء البلاد بتهمة دعم محاولة الانقلاب، فيما قدرته مصادر رسمية تركية بـ 6 آلاف موقوف.
فعلى صعيد الجيش، تم توقيف نحو 3 آلاف جندي لاتهامهم بالضلوع في محاولة قلب النظام.
وحتى اليوم، تم توقيف 34 جنرالا، أغلبهم من الشخصيات شديدة الرمزية في الجيش على غرار قائدي الجيش الثالث اردال اوزتورك، والثانى المتمركز في ملاتيا ادم حدودي، فضلا عن توقيف قائد حامية دنيزلي بغرب تركيا، والجنرال بكير ارجان الضابط الكبير في سلاح الجو في قاعدة انجرليك بالجنوب و12 ضابطا هناك.
وعلى صعيد القضاء، تم فصل حوالي 2745 قاضيا، بينهم ما لا يقل عن 10 قضاة في المحكمة الإدارية العليا للاشتباه بتورطهم في الانقلاب، وهو الأمر الذي أثار التساؤلات عن كيفية ربط كل هذا العدد بعد ساعات من محاولة الانقلاب الفاشلة.
وعمليات الإقصاء تلك تعد بمثابة "الهدية الثمينة" التي حصل عليها أردوغان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي لم تكن سوى "سيناريو مدبر لمسرحية هزلية لتمكين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكثر من ذي قبل"، بحسب وصف الدكتور سعيد اللاوندى، الكاتب الصحفي بالأهرام وخبير العلاقات الدولية.
2-التخلص من كولن و"الدولة الموازية":
منح الانقلاب الفاشل أردوغان فرصة ذهبية للتخلص من عدوه اللدود فتح الله كولن باتهامه بالتدبير له، حيث إن كولن من أكبر المعارضين لحزب "العدالة والتنمية" والحكومة التركية.
واتهم أردوغان، كولن بالخيانة، وأنه وراء التخطيط للانقلاب بنية قلب نظام لحكم، وهو ما نفاه كولن تماما، مؤكدًا أن ليس له أي علاقة بمحاولة الانقلاب الذي حدث في تركيا.
وقال فتح الله كولن، في رسالة موجهة الى الرئيس التركي: أقول لأردوغان، وأعرف أنه لن يسمع رسالتي، إنني أصلي من أجلي وأجلك ومن أجل سلام تركيا، مشيرًا الي اتهامه في كل مرة يحدث فيها انقلاب قائلًا: "لا علاقة لي بمحاولة الانقلاب، ولا أعرف من هم أتباعي الذين يتحدث عنهم أردوغان، وفي كل مرة يحدث فيها انقلاب في تركيا يتم اتهامي".
ودعا الرئيس التركي الولايات المتحدة إلى تسليم الداعية فتح الله كولن، بينما أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، من جانبه، أن واشنطن ستساعد أنقرة في التحقيق في محاولة الانقلاب، مطالبا الحكومة التركية بإثباتات ضد كولن قبل بحث تسليمه.
ولم يقرر أردوغان أن يمحي كولن فقط، بل كل رجاله أيضا، حيث تعهد القائم بأعمال رئيس هيئة الأركان التركية أوميت دوندار بالتخلص من رجال "الحكومة الموازية" وهو لفظ يطلق على أتباع كولن، وإقصائهم من مناصبهم.
3-التأييد الداخلي والأحزاب المعارضة:
بعد وقت وجيز من إعلان عسكريين تسلم زمام الحكم في البلاد، دعا "أردوغان"، عبر تطبيق "فيس تايم" مع إحدى القنوات التلفزيونية تركية، الشعب التركي للنزول إلى ميادين وشوارع البلاد، وهو ما حدث، حيث خرج آلاف المواطنين الأتراك إلى شوارع 3 أكبر مدن في البلاد، وهي أنقرة واسطنبول وإزمير، للاحتجاج على محاولة الانقلاب.
زعماء أحزاب المعارضة التركية، أجمعوا كذلك على رفض محاولة الانقلاب الفاشلة، فيما يعد "أحد المكاسب الرئيسية التي نالها أرودغان ونظام حكمه"، بحسب ما قاله "كرم سعيد" الباحث المتخصص في الشؤون التركية بمركز الدراسات السياسية بالأهرام.
4-فتح الباب لإجراء تعديل على الدستور:
توعد الرئيس التركى الانقلابين، الذين حاولوا الإطاحة به، بالرد المناسب والمحاسبة مهما كانت المؤسسات التي ينتمون إليها، وأضاف "لا سلطة تعلو فوق الإرادة الوطنية"، وهو الأمر الذي عكس نية لدي أردوغان لإجراء تعديل على الدستور بعودة أحكام الإعدام مرة أخرى، لإعدام العسكريين المتمردين، بالإضافة لإعطاء صلاحيات أكثر لرئيس الجمهورية وانتزاع تلك الصلاحيات من رئيس الوزراء والبرلمان التركي، وهو الأمر الذي سعي اليه أردوغان بشدة، بحسب ما قال مجدي سمير الصحفي والباحث المتخصص بالشأن التركي.
ومن المتوقع أن يقر البرلمان التركي قريبا مقترحا لتعديل العقوبات المتعلقة بالانقلاب العسكري، لتشمل على "حكم الإعدام"، حسب ما أشار رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم.
وقد أعاد أردوغان التفكير في إدخال عقوبة الإعدام مرة أخري عام 2012 بعد أن ألغتها تركيا في 2002 خلال فترة السلم بهدف الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، حتى ألغيت العقوبة بالكامل عام 2004.
5-عودة "دفء العلاقات" مع روسيا وأمريكا والغرب:
استفاد الرئيس التركى بإلقاء اللوم على "جماعات الانقلاب في الجيش" في حادث إسقاط القوات الجوية التركية لطائرة حربية روسية على الحدود التركية في 24 نوفمبر/تشرين الثانى الماضي، رغبًة منهم في توريط تركيا بصراعات مع الدول الأخرى، خاصة أن القائد العام السابق للقوات الجوية "أكن أوزترك" هو أحد المشاركين في مؤامرة الانقلاب على الحكم، وهو ما يساعد في إظهار الجانب التركي حسن النية، والتأكيد على العلاقات الطيبة مع الجانب الروسي.
وعلى الصعيد الأمريكي، تعهد الرئيس باراك أوباما بتعاون الولايات المتحدة مع الحكومة التركية للمساعدة في الحفاظ على الأمن عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، مؤكدا على دور تركيا الحيوي في المساعي المشتركة مع الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب.
وأدانت عدد من الدول محاولة الانقلاب بتركيا التي باءت بالفشل، خاصة الدول الغربية التي ساندت موقف أردوغان، كما أثبت للعديد منهم صحة كلامه بعد ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير يشير إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ظل يحذر من "الدولة الموازية" ولكن الغرب لم يستمع له، إلا أن المحاولة الانقلابية أثبتت صحة كلامه.