أهوار العراق على قائمة يونسكو للتراث العالمي.. تعرف إليها
إنجاز لافت سجل للعراق الأحد تمثل بموافقة لجنة التراث العالمي، ضم ثلاث مدن قديمة وأربعة من الأهوار العراقية إلى لائحة التراث العالمي.
إنجاز لافت سجلته العراق مساء الأحد تمثل بموافقة لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو المنعقدة في إسطنبول في اجتماعها الـ40، ضم ثلاث مدن قديمة وأربعة من الأهوار العراقية إلى سجل لائحة التراث العالمي.
وبضم الأهوار باتت المواقع العراقية المرجة في لائحة التراث تضم: سامراء وأشور والحضر وقلعة اربيل وأور وأريدو والوركاء بالإضافة إلى مناطق الأهوار، الأهوار الوسطى والحمّار الشرقي والغربي وهور الحويزة.
ومنطقة الأهوار التي يغذيها نهرا دجلة والفرات توفر أراض للمزارع السمكية على الخليج وتضم أنواعا من الطيور مثل أبو منجل المقدس.
وتعد أيضا نقطة استراحة وتوقف لآلاف الطيور المهاجرة بين سيبيريا وأفريقيا، وكانت الأهوار قد جفت بالكامل تقريبا خلال حكم صدام حسين، كما لفتت "رويترز".
وتعتبر مناطق الأهوار التي تمثل ما نسبته 43 في المئة من مساحة مناطق جنوب العراق، أكبر نظام بيئي من نوعه في الشرق الأوسط وغربي آسيا، وتضم ثلاثة أهوار رئيسية هي هوير الحويزة الذي يتداخل مع الحدود الإيرانية، وهور الحمارة، وهور الفرات التي تمتد وتتوسع باتجاه شمال وغرب البصرة وجنوب منطقة العمارة وصولا إلى منطقة مصب دجلة والفرات وهو ما يعرف بشط العرب، وتقدر مساحة أهوار جنوب العراق بين 15000كم مربع إلى50000 كم متر مربع؛ لأن المساحة المائية التي تحتلها الأهوار غير ثابتة وغير مستقرة.
أشاد بيان صدر عن وزارة السياحة العراقية، بالجهود التي بذلها أعضاء الوفد العراقي المشارك في الاجتماعات ووزارة الخارجية ابراهيم الجعفري من خلال هشام العلوي، سفير العراق في أنقرة، مشيراً إلى أن الجعفري أجرى خلال الساعات الحاسمة للتصويت، اتصالاً هاماً مع وزير الخارجية التركي، لضمان الدعم اللازم للطلب الذي قدم لضم المدن الآثارية وأهوار العراق إلى لائحة التراث العالمي.
وكانت الاجتماعات بمؤتمر اليونسكو استأنفت صباح الأحد، بعد توقفها جراء محاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها تركيا ليلة الجمعة، وحظي طلب العراق بدعم كل من إيران ولبنان وفرنسا والكويت وكازاخستان وفنلندا وإندونيسيا والبرتغال وتونس وتنزانيا وفيتنام والبيرو واليابان. وكان قد سبق التصويت جحالة من الجدل والترقب سادت بين الأوساط الاثرية والأكاديمية والرسمية فى العراق بعد ما ذكرت بعض وسائل الاعلام وجود رفض من قبل اليونسكو لضم ملف الأهوارإلى لائحة التراث العالمي بسبب اعتراض وفود بعض الدول وعلى رأسها تركيا التي قدم وفدها اعتراضا رسميا على ادراج اهوار العراق على لائحة التراث العالمي.
وأرجع الخبراء المعنيين بالملف العراقي سبب اعتراض تركيا يرجع إلى أن ضم اهوار العراق للتراث العالمي سيجبر تركيا على اعطاء حصة العراق المائية بشكل كامل، وهو ما ترفضه تركيا مما جعل بقية الدول الاخرى تطلب من الوفد العراقي التفاوض مع الوفد التركي، ومحاولة اقناعة بقبول الملف. وفي هذا الإطار قام الوفد العراقي المشارك والذي ضم مسؤولين في وزارات الصحة والبيئة والموارد المائية والثقافة والسياحة والآثار ومحافظ ذي قار وممثل العراق فى اليونسكو، وخبراء فى مجالات الآثار والمياه إلى التحرك على مختلف المستويات لدعم التصويت الايجابي للعراق.
ولا تقتصر معايير ضم مناطق جديدة إلى لائحة التراث العالمي على عوامل ثقافية، إذ تدرس اللجنة 6 معالم ثقافية و4 طبيعية في المنطقة المحددة وهو ما تضمنه الأهوار وأدى إلى نجاحها في الانضمام إلى لائحة التراث العالمي.
والأهوار جزء لا يتجزأ من طرق عبور الطيور المهاجرة ما بين القارات، ودعم أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض، واستمرارية مناطق صيد أسماك المياه العذبة، وكذلك النظام البيئي البحري في الخليج العربي. وإضافة إلى أهميتها البيئية، تعتبر مناطق الأهوار تراثاً إنسانياً لا نظير له، وقد كانت موطناً للسكان الأصليين منذ آلاف السنين. ويعيش سكان الأهوار في جزر صغيرة طبيعية أو مصنعة في الأهوار، ويستخدمون نوعا من الزوارق يسمى "المشحوف" في تنقلهم وترحالهم، للأهوار تأثير إيجابي على البيئة فهي تعتبر مصدرا جيدا لتوفير الكثير من المواد الغذائية من الأسماك والطيور والمواد الزراعية التي تعتمد على وفرة وديمومة المياه مثل الرز وقصب السكر.
في حقبة التسعينيات وبعد انتهاء حرب الخليج الثانية قام نظام صدام حسين بحملة هندسية واسعة ومبرمجة لتجفيف أهوار الجنوب العراقي، وقد اشترك جيشه بكل قدراته التنفيذية على مستوى الجهد الهندسي وإمكانيات دوائر الري وقد رافق ذلك إجلاء قسري لسكان القرى الواقعة ضمن المشروع بالقوة وهدم البيوت والقتل والقصف المدفعي، وقد تم تنفيذ هذا المشروع بإنشاء سدود ترابية لمنع تدفق المياه من الأنهار التي تغذي الأهوار.
وأدت هذه العملية إلى تحطيم نظام حياة بيئي استمر أكثر من 5000 سنة وتقليص مساحة الأهوار التي كانت تمتد إلى 15000-20000 كيلومتر إلى أقل من 2000 كم مربع، وتدمير الأهوار المركزية بنسبة 97% وتحولت إلى أراضٍ جرداء ما صاحبه انخفاض مجموع السكان من 400.000 مواطن إلى حوالي 85000 مواطن.
وكان محافظ ميسان علي دواي، قد ذكر لصحيفة "الحياة" السعودية إن "إدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي سيضمن محمية طبيعية لها، وسيوفر إمكان وضعها تحت وصاية وحماية اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وتعريفها دولياً، وسيساعد على الاستقرار الاجتماعي ورفع المستوى الاقتصادي للسكان".
معنى انضمام الأهوار للتراث العالمي:
لانضمام الأهوار إلى لائحة التراث العالمي العديد من المزايا الحيوية على المستوى الاقتصادي والتنموي والبيئي منها:
1- منطقة الأهوار كونها أصبحت مدرجة على لائحة التراث العالمى سوف تحافظ على منسوبها المائي من خلال اتفاقيات دولية برعاية الامم المتحدة التي سوف تراقب مستوى المياه والحالة الطبيعية في الأهوار، وهذا يعني أنه من الآن ليس بمقدور تركيا أن تخفض من مستويات ضخ المياه للعراق أو بناء السدود لتقليل نسبة المياه الداخلة للعراق.
2- تخصيص أموال من قبل اليونسكو للحفاظ على الاهوار الذي يعاني من الاهمال والفقر مما يعني إقامة مشاريع تنموية للسكان الموجودين، وإمكانية عودة السكان المهاجرين منها بسبب الفقر والجفاف.
3- إمكانية تحويل الأهوار إلى موقع سياحي مهم مدرج في اليونسكو وسيقصده السواح من كل دول العالم
4- الحفاظ على الموروث الحضاري والثقافي والبيئي للأهوار التى تعد أكبر نظام بيئي فى الشرق الاوسط عمره أكثر من 5000 عام.
aXA6IDMuMTQ0LjQ2LjkwIA== جزيرة ام اند امز