"الجارديان": ماذا سيكتب التاريخ عن كاميرون؟
المؤرخون بدأوا في تحليل فترة حكم كاميرون وما له وما عليه خلال السنوات الست الماضية.
بعد أن انضم ديفيد كاميرون إلى قائمة رؤساء وزراء بريطانيا السابقين، بدأ المؤرخون والكُتّاب في تحليل فترة حكم كاميرون، وما له وما عليه خلال السنوات الستة الماضية، لترصد صحيفة "الجارديان" البريطانية أهم الآراء حول سنوات حكمه.
براجماتي مع سجل طويل من الإنجازات
يقول الكاتب البريطاني كينان مالك إن "كاميرون رئيس الوزراء البريطاني السابق رجل سياسي براجماتي، ولكن بالمعني السيء للكلمة لديه مبادئ قليلة ترشده لأعماله، كما أنه لم يتوقع أن يخسر الاستفتاء الأخير، ويخسر معه رئاسة الحزب والحكومة معًا، فهو صاحب إنجازات طوال فترة رئاسته للحكومة البريطانية".
ويُعرف الكاتب كاميرون بأنه "سياسي مجدد داخل حزب المحافظين، وله مواقف ليبرالية تجاه الهجرة، وحرية الرأي والتعبير والحياة المدنية، وعلى الجانب الأخر يري أخرون أنه غير ذلك، كما ظهر السخط الشديد من جانب بعض البريطانيين نحوه في عام 2010.
ويصعب تعريف تاريخ كاميرون، لا سيما أن البعض يسخر من رؤيته السياسية في استفتاء الخروج، نظرًا لأن الخروج أغضب كثيرا من الناخبين الذين شعروا بفقدان أصواتهم في الاستفتاء.
الالتزام بـ"بريكزيت" وتشكيل حكومة ائتلافية
ووفقًا لرأي غافن كيلي الرئيسي التنفيذي لإحدى الشركات العقارية في أمريكا، نجح كاميرون في إجراء الاستفتاء، لتغيير القالب السياسي البريطاني المعتاد، بالرغم من تداعيات القرار لإنهاء عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، والتأثير على وحدة المملكة المتحدة.
ولكن في نفس الوقت، سيسجل التاريخ أن رئيس الوزراء السابق قام بالتغيير إلى دستور آخر، ما يجعله يشعر بالرضا تجاه إظهار الحكومة الائتلافية كخيار مستقبلي، والتخلي عن فكرة الحزبين التي تآكلت في بعض الإدارات السياسية.
انقسام البريطانيين ليس خطأه
يرى المؤرخ توم هولاند أن ما ترتب على نتيجة الاستفتاء، من انقسام البريطانيين في الرأي والموقف ليس خطأ كاميرون، وفي اللحظة الأولي لإعلان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حمّل الكثيرون من الأوروبيين والسياسيين النتيجة لرئيس الحكومة، ولكن سرعان ما تراجع هولاند عن رأيه بعد تحليل شخصية كاميرون للوصول إلى نظرية إيجابية أكثر.
وقتها شعر المؤرخ البريطاني بالاضطراب لسقوطه في حيرة لاختيار المرشح الجديد للحزب والحكومة، وتمني ألا يتنحى كاميرون عن منصبه.
وأكد هولاند أن الاستفتاء أصبح مرتبطًا باسم كاميرون، ولكن لا يستطيع أحد توجيه اللوم له، لأنه لم يملك أي خيارات، ومن الخطأ أن تسقط القادة في مواجهة تيارات مختلفة، والانقسامات المتوقع أن تشهدها المملكة المتحدة تتجاوز أي قوي سياسية، متوقعًا أن يشعر البريطانيون بالحنين إلى أيام كاميرون.
الديمقراطية والاستفتاء
المفارقة في تاريخ كاميرون السياسي أنه وضع ثقته في الشعب البريطاني 3 مرات، بإجراء 3 استفتاءات، لينجح في أول اختيارين، ويسقط في الاستفتاء الثالث بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتشبه الكاتبة ليزا فيلبي، كاميرون برئيس الوزراء الأسبق توني بلير، في تحقيق إنجاز إعادة الانتخابات داخل الحزب، بالإضافة إلى الإنجازات في مجال الصحة والتعليم ورفع الوعي العام، مشيرة إلى أن كاميرون واجه تحديًا كبيرًا في الإصلاحات الاجتماعية، وموجات الانهيار المالي.
الاعتذار عن الأحد الدامي
من جانبها، اعتبرت المؤلفة سوزان مكاي أن اعتذار كاميرون تجاه أحداث الأحد الدامي في إيرلندا الشمالية كان أفضل شيء فعله، بينما رأت أن عدم اتخاذه إجراء بفتح التحقيق في الأحداث، تصرف سيء، بالإضافة لتعيينه تيريزا فيليرز (وزيرة الدولة لشئون أيرلندا الشمالية السابقة) الأمر الذي أضر بإيرلندا الشمالية وعملية السلام، خاصة وأنها انضمت لقادة حملة الخروج فيما بعد.
أوراق مرتبة وأعداء
وصف الكاتب المسرحي لوسي بربل لانوني لحظة مغادرة كاميرون وأسرته لشارع "داوننج ستريت"، بأنه يقف في أمطار غير عادية، ليواجه عاصفة الخروج غير المتوقعة له ولأسرته من المنزل.
واعتبر الكاتب أن نهاية كاميرون درامية لتركه الحزب، ولرد فعل الأعضاء نحو مغادرته للحكومة، وتساءل قائلًا: "ما المدهش في ترك كاميرون الأوراق مرتبة وعدد قليل من الأعداء السياسيين؟".
رحلات متعددة من مكان إلى آخر
من جهته رأى الكاتب في صحيفة "ديلي ميلي" البريطانية "كوينتين ليتس" أن كاميرون اعتاد التحرك في الزيارة الواحدة، ولم ينتبه لبعض التدخلات السياسية أثناء الزيارات، وقام كاميرون بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية في يناير/ كانون الثاني 2015، وخلال الزيارة قام بالتوجه لمقر صندوق النقد الدولي.