الذكرى 20 للميثاق الوطني.. البحرين تجدد الولاء لقائد النهضة
احتفى البحرينيون بالذكرى الـ20 للاستفتاء على ميثاق العمل الوطني، معلنين تجديد البيعة والولاء لعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وتصدر هاشتاق #ميثاق_العمل_الوطني ترند الأعلى تغريدا في موقع "تويتر" بالبحرين، وسط احتفاء من قبل مغردين من بينهم كتاب وفنانون وبرلمانيون بتلك المناسبة المهمة، الذين وصفوه بأنه ميثاق من ذهب.
وميثاق العمل الوطني هو مشروع سياسي إصلاحي شامل تبناه عاهل البحرين، وصاغت مبادئه وأفكاره لجنة تمثل جميع فئات الشعب، ودعا البحرينيون للتصويت عليه في 14 فبراير/شباط 2001، ونال إجماعا شعبيا بموافقة 98.4% من أبناء المملكة.
وقد مثّل الميثاق نقلة تاريخية في مسيرة البحرين، وغدا القاعدة الأساس لجميع التغييرات السياسية التي شهدتها المملكة، وكان من أهم ثماره، عودة الحياة البرلمانية والديمقراطية للبلاد.
ويمثل التصويت على الميثاق ذكرى وطنية مهمة في حياة البحرينيين، حيث يستغلونها لتجديد الولاء لقائد البلاد والتعبير عن مشاعر الفخر والاعتزاز بالإنجازات التنموية التي تحققت على مختلف الأصعدة، بعد عقدين من التصويت على هذا الميثاق.
احتفاء كبير
بدورها، أكدت الفنانة البحرينية شيماء سبت أهمية تلك المناسبة، قائلة: "20 عاماً على عهد المحبة نجدد العهد والولاء للملك المفدى.. نبارك للبحرين قيادة وشعباً، بالذكرى السنوية لميثاق العمل الوطني.. ذكرى الانفتاح السياسي والتفاف الشعب حول القيادة ذكرى إعادة اللحمة الوطنية لشعب البحرين كل عام ونحن جميعاً بخير وأمن وأمان".
وغردت الكاتبة سوسن الشاعر ، مهنئة القيادة البحرينية، معلنة تجديد البيعة للقيادة، قائلة: "نجدد البيعة كل عام يوم قلنا فيه بإجماع شعبي بحريني بنسبة ٩٨.٤٪ لميثاق العمل الوطني في 14 فبراير.. لنا كل الفخر في عهد مليكنا حمد بن عيسى حفظه الله".
بينما، قالت الإعلامية منى علي المطوع :"ميثاق العمل الوطني يثبت لنا يوماً بعد يوم أن لنا ملك عظيم محنك سياسياً له نظرة بعيدة المدى بصماته القيادية لامسناها في كل قطاع ومجال".
وتابعت: "هذا الميثاق كان خارطة النهوض بالمواطن البحريني أولاً وأخيراً وفي كل شئون حياته ويستهدف منحه صلاحيات وحريات للرقي به".
وأردفت: "ميثاق العمل الوطني خارطة الطريق الذي بالنهاية جعلنا نصل إلى هذا الدرب الجميل من النجاحات والإنجازات الإقليمية والدولية ونحقق الريادة في العديد من القطاعات التي فتحت أبوابها مع انطلاقته بالأخص في مسائل الحريات السياسية والصحافية وتمكين المرأة ودعم الشباب، واصفة إياه إنه ميثاق من ذهب".
إبراهيم المناعي محامي وكاتب بحريني، غرد هو الآخر معربا عن فخرة، بتلك الذكرى، قائلا: "بكلِّ فَخرٍ واعتزاز يُسعدنا أن نُهنئ وطننا العزيز #مملكة_البحرين ملكاً وحكومةً وشعباً بالذكرى السنوية لميثاق العمل الوطني اليوم الذي التقت فيه إرادة الملك مع إرادة الشعب لترسم المستقبل الزاهر لـ #مملكة_البحرين الحبيبة. كل عام وأنتم بخير".
وغردت الكثير من المؤسسات البحرينية من بينها مجلس الشورى لتهنئة القيادة البحرينية بتلك المناسبة الوطنية الهامة.
نقلة نوعية
عقب توليه الحكم في 6 مارس/آذار 1999، أطلق عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مبادرات إصلاحية شاملة.
وبعد نحو عام، أصدر الملك حمد قرارا في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2000 بتشكيل لجنة وطنية لإعداد ميثاق وطني، يتضمن رؤيته الإصلاحية، ويكون أساسا لبدء مرحلة جديدة من العمل الوطني في البحرين.
وانتهت اللجنة من إعداد مشروع الميثاق وسلمته لملك البحرين في 23 ديسمبر/كانون الأول 2000، وأكد ملك البحرين لدى تسلمه مشروع الميثاق أنه " خطوة متقدمة في مسيرة التحديث السياسي للدولة".
وفي 23 يناير/كانون الثاني 2001، دعا عاهل البحرين الشعب إلى المشاركة في الاستفتاء على مشروع ميثاق العمل الوطني يومي 14 و15 فبراير/شباط من العام نفسه
ونال الميثاق موافقة 98.4% ممن لهم حق التصويت، وبنسبة مشاركة بلغت 90.3%، ليمثل الميثاق الوطني بذلك ثاني التحولات الكبرى الأكثر أهمية في تاريخ البحرين الحديث بعد استقلال البلاد.
وكان الميثاق بمثابة عقد وطني بين الملك وشعبه يكرس أسس الوحدة الوطنية ويعزز التلاحم والوحدة الوطنية، ويؤسس لمبادئ وأطر الديمقراطية.
وينقسم الميثاق إلى مقدمة وعدة أبواب جاءت بمثابة إطاراً عاماً للمسيرة التنموية الشاملة، حيث يتضمن "فلسفة الإصلاح" محددًا أهم مبادئ وأسس وغايات المشروع التنموي الشامل لملك البحرين.
كما تتناول تلك المبادئ أيضاً المقدمات الأساسية للمجتمع البحريني، وأهداف الحكم وأساسه، والحريات والحقوق الأساسية للمواطن البحريني، والأسس التي تقوم عليها الأسرة والمجتمع وتنظيمات المجتمع المدني، والتعليم والثقافة والعلوم.
وأكد الميثاق على الهوية الحضارية والثقافية للبحرين وعلى الاعتزاز بالانتماء إلى العروبة والإسلام وإلى مجلس التعاون الخليجي، وكرس القيم الحضارية التي ميَّزت عبر التاريخ حضارة البحرين كبلد للتسامح الديني والمذهبي والثقافي والانفتاح على العالم.
كما وضع المقومات الأساسية للدولة والمجتمع ورسم علاقات البحرين الخليجية والعربية والدولية، ومهد الطريق نحو البدء في المسيرة الديمقراطية بمملكة البحرين .
ومثّل هذا الميثاق قاعدة انطلق منها المشروع الإصلاحي الذي أطلقه ملك البحرين، وشمل إحداث تغييرات جذرية في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث تم بموجبه إعادة إحياء الحياة السياسية والديمقراطية في البحرين بعد أن توقفت عام 1975.
وقد غدا الميثاق الوطني القاعدة الأساسية لجميع التغييرات السياسية التي شهدتها المملكة في عصرها الإصلاحي الشامل.
وعقب الإجماع الشعبي على الميثاق الوطني، أصدر ملك البحرين في 2001 مرسوما بإنشاء لجنة تفعيل ميثاق العمل الوطني، بهدف مراجعة جميع القوانين والتشريعات الوطنية، واقتراح التعديلات والآليات اللازمة لتنفيذ مبادئ الميثاق.
وتم تشكيل اللجنة برئاسة الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد البحريني، وعقب عمل متواصل لهذه اللجنة استمر نحو عام صدر الدستور المعدل في الذكرى الأولى لتدشين ميثاق العمل الوطني في 14 فبراير/شباط 2002.
وفي الدستور المعدل تم تقنين المبادئ التي احتواها ميثاق العمل الوطني، وأعلن ملك البحرين في خطاب له في اليوم نفسه تحول البلاد من إمارة إلى مملكة دستورية.
وبهذا الإعلان أصبحت البحرين المملكة العربية الرابعة بعد السعودية والأردن والمغرب، وأصبح الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ملكاً عليها.
كما مهد الميثاق إلى إجراء انتخابات المجالس البلدية في أبريل/نيسان من العام نفسه، ثم انتخاب أعضاء مجلس النواب في شهر أكتوبر/تشرين الأول وانعقاد أولى جلساته خلال 14 ديسمبر/كانون الأول 2002 لتبدأ المسيرة الديمقراطية في مملكة البحرين عهدا جديدا.
ولم تقتصر التغيرات الإيجابية التي شهدتها البحرين على تلك النواحي، بل إنها اشتملت على تعزيز دور المرأة في الحياة السياسية، فتمكنت البحرينيات انطلاقا من الميثاق الوطني واستنادا إلى دستور عام 2002 المعدل من المشاركة الكاملة في الحياة السياسية والديمقراطية تصويتا وترشيحا، الأمر الذي أهَّلها إلى دخول البرلمان لتصبح نائبة عن الشعب.
وبعد عقدين على تدشينه، جعل الميثاق الوطني من مملكة البحرين دولة عصرية، ديمقراطية، متطورة تتمتع بكل معالم النهضة والحضارة والتقدم والرقي، وتواصل مسيرة التنمية تحت قيادة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.