الشرطة الجزائرية تستحدث وحدة خاصة تقاسم الجيش مهام مكافحة الإرهاب
الشرطة الجزائرية أعلنت استحداث فرقة خاصة لمكافحة الإرهاب بعد أن كانت هذه المهمة تقتصر على قوات الجيش، في خطوة لم تخل من تأويلات سياسية
أعلنت الشرطة الجزائرية، يوم الأحد، إنشاء وحدة تدخل جديدة، تحمل اسم "مجموعة العمليات الخاصة"، متخصصة في مكافحة الجريمة المنظمة والجرائم الخطيرة، لكن اللافت أيضا في مهامها إعطاؤها صلاحية التدخل ميدانيا في مواجهة الإرهاب، وهي المهمة التي كانت تنحصر في القوات التابعة للجيش.
وكان اللواء عبدالغني هامل، المدير العام للأمن الوطني، قد أشرف على تخرج هذه الدفعة الأولى من "مجموعة العمليات الخاصة"، التي تم الإعلان عنها في الذكرى 54 لتأسيس الشرطة الجزائرية، خلال الاحتفالات التي أقيمت بوهران أكبر مدن غربي البلاد.
وتتكون "مجموعة العمليات الخاصة" التي أطلق عليها اختصارا تسمية "غوسب"، من عناصر يتمتعون بمستوى تعليمي عالٍ وبنية جسمانية قوية، وتم اختيارهم بعناية فائقة لضمان مواجهة المهام المعقدة المسنودة إليهم، ويمثلون حسب السلطات الأمنية الجزائرية نخبة عناصر قوات الشرطة.
وقامت الدفعة الأولى من هذه المجموعة أمام أعين المسؤول الأول عن جهاز الشرطة ووزراء في الحكومة، باستعراض أمني استعملوا فيه تقنيات المجابهة الفردية والجماعية، وكذا تقنيات مواجهة مجموعة إرهابية مسلحة في الميدان، وتحرير رهينة باستعمال المروحيات ووسائل تدخل عصرية فائقة.
وقال وزير الداخلية نور الدين بدوي، الذي يتبع جهاز الشرطة دائرته الوزارية بالمناسبة، إن "أسلاك الأمن الجزائرية المختلفة مستعدة كل الاستعداد لحماية الوطن من التهديدات المتزايدة من الجوار الذي يعيش اضطرابات خطيرة".
وتتمثل المهام التي أسندت لهذه المجموعة، عدا عن وظائف الشرطة التقليدية، في مكافحة الإرهاب على المستوى الميداني، والتدخل في حالات اختطاف الرهائن واستشراف المخاطر الأمنية خاصة العمليات الإرهابية والتصدي لها قبل وقوعها.
وفي السابق كانت وزارة الدفاع الوطني عبر قواتها المختلفة هي من يتكفل حصريا بمواجهة الإرهاب في الميدان، بينما كانت مهام الشرطة تنحصر في مكافحة الجرائم الأخرى داخل المدن، ومساعدة الجيش في التحقيقات وجمع المعلومات الخاصة بمكافحة الإرهاب.
ويرى مراقبون أن إعادة الهيكلة التي شرع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في إحداثها على مستوى المؤسسة العسكرية منذ سنة 2013، التي بلغت الذروة بحل جهاز الاستخبارات السابق العام الماضي وفرقة التدخل السريع التابعة له المعروفة بـ"جيس"، أوجبت إيجاد أجهزة أخرى تتخصص في مهام مكافحة الإرهاب.
ولم يخلُ إنشاء هذه الفرقة الجديدة داخل جهاز الشرطة من تأويلات سياسية، فقد ربط البعض تقوية "الأمن الوطني" في الجزائر بطموحات رئاسية تسكن قائده اللواء عبدالغني هامل المعروف بقربه من محيط الرئاسة، والذي ترشحه العديد من الأوساط ليكون خليفة محتملا للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي يعاني منذ سنوات من متاعب صحية.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xNDcg جزيرة ام اند امز