الجيش الجزائري يقدم أول تفسير لغنائمه الكبيرة من الإرهابيين
الجيش الجزائري يربط لأول مرة بين ارتفاع حصيلة الإرهابيين الذين قضى عليهم في السنتين الأخيرتين والتغييرات المثيرة للجدل في المخابرات
أعلن الجيش الجزائري أنه تمكن خلال السنتين الماضيتين من القضاء على 200 عنصر من الجماعات الإرهابية كانوا ينشطون في ربوع البلاد، وقدم بالمناسبة أول تفسير حول هذا الارتفاع اللافت في حصيلة نشاطاته في مكافحة الإرهاب.
وأشادت مجلة الجيش، لسان حال المؤسسة العسكرية في الجزائر، بالحصيلة المحققة في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن ذلك تم بفضل إعادة هيكلة جهاز المخابرات، وهو الموضوع الذي يثير عاصفة من الجدل في البلاد، منذ قرار الرئيس بوتفليقة القيام بتغييرات هامة مست قادة أمنيين ومديريات تابعة لهذا الجهاز.
وأوضحت افتتاحية المجلة أن القضاء على حوالي مائتي إرهابي في السنتين الأخيرتين، كان "ثمرة التكوين والتدريب وفق مناهج وطرق حديثة، وكذا العتاد والتجهيزات العصرية والمتطورة التي تتدعم بها القوات المسلحة كل يوم، والعزيمة والإصرار على مواصلة العمل حتى القضاء النهائي على آفة الإرهاب".
وبحسب المجلة فإن تحسن آداء الجيش يعود إلى عمليات إعادة التنظيم والهيكلة، التي مست بعض مكوناته المتعلقة بالاستعلام والأمن، والتي أثبتت نجاعتها في ميدان مكافحة الإرهاب، من خلال التحكم في تبادل وتحليل واستعمال المعلومة الأمنية عبر التجميع السريع والفعال، وهو ما تترجمه النتائج وحقائق الميدان.
وفي حصيلة تخص السداسي الأول لسنة 2016، أكدت قوات الجيش الجزائرية، أنها تمكنت من تحييد 149 إرهابيا من بينهم 99 تم القضاء عليهم، وتوقيف 50 إرهابيا وكذا 77 عنصر إسناد.
وتعد هذه المرة الأولى التي تتطرق فيها المؤسسة العسكرية بالجزائر للتغييرات الحاصلة على مستوى جهاز المخابرات الذي كان يسمى في السابق مديرية الاستعلام والأمن قبل أن يتم إعادة هيكلته بالكامل منذ أشهر تحت تسمية جديدة هي "مديرية المصالح الأمنية" يشرف عليها "منسق" يعمل تحت سلطة مباشرة من الرئيس بوتفليقة.
وقد صاحب إعادة هيكلة جهاز المخابرات، التي باشرها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة قبل سنتين، تأويلات كثيرة تنطلق من وجود صراع في البلاد بين مؤسستي الرئاسة والمخابرات، خاصة بعد الإطاحة في سبتمبر الماضي بالرجل القوي في النظام الجزائري محمد مدين المدعو توفيق الذي أشرف مدة 25 سنة على جهاز المخابرات.
وذهبت تحليلات سياسية وإعلامية إلى اعتبار أن محيط الرئيس بوتفليقة يقوم بتصفية حسابات مع مؤسسة المخابرات التي لم تكن راضية قبل سنتين على ترشح الرئيس لولاية رابعة بسبب تردي وضعه الصحي، وذلك بوضع الأجهزة الأمنية التابعة للمخابرات تحت تبعية قيادة أركان الجيش التي يقودها أحمد قايد صالح رجل ثقته.
aXA6IDMuMTIuMTQ4LjE4MCA=
جزيرة ام اند امز