"الرسم الضوئي".. لا نهائية الابتكار واسترسال الحروف
يعتمد الرسم الضوئي للخط العربي على كتابة الكلمات معكوسة كما تبدو في المرآة في الظلام الدامس باستخدام عصا ضوئية
"مقطع فيديو" كان كفيلًا بدفعها على منصة فنية بديعة، لا يجلس عليها سوى 9 على مستوى العالم كله؛ منصة الرسم بالضوء. "خديجة الغواص" أنهت دراستها بكلية طب الأسنان، نموذج لمن يعرف شغفه ويتبع طريقه، بدأت رحلتها في أبريل من العام 2013، حين شاهدت بالصدفة مقطع فيديو عبر "يوتيوب" للفنان الفرنسي "جوليان بريتون" يبدع خلاله لوحة باستخدام الضوء؛ فيديو استغرقت مدته دقائق، لكنه حرض خديجة على شراء كل الأدوات اللازمة لأداء تجربته تلك.
القصة بدأت ببزوغ شغف حقيقي بالخط العربي، رحلة من الصغر دفعتها للتطوع الدائم في مركز الخطوط التابع لمكتبة الإسكندرية، والحصول على جوائز في مسابقات عدة، "البحث الدائم عن كل جديد وحديث في فن الخط العربي هو ما أدى إلى معرفتي بفن الرسم الضوئي" تقول خديجة لـ"بوابة العين الإخبارية"، وعلى حد تعبيرها، فإن هذا الفن يجمع بين التصوير والخط العربي والمجهود البدني والتأمل العقلي.
يعتمد الرسم الضوئي للخط العربي على كتابة الكلمات معكوسة كما تبدو في المرآة في الظلام الدامس باستخدام عصا ضوئية، لتظهر الكتابة كأنها مكتوبة على ورق، ثم يتم تصوير حركة الضوء بكاميرا مع ضبط العدسة لتلتقط شدة الضوء بسرعة بطيئة جداً، فيرسم الضوء الكلمات المكتوبة في مدة لا تزيد على 30 ثانية.
تستعين الفتاة العشرينية بالكاميرا و"لمبات" إضاءة كي تطلق مشروعها في حب الخط العربي إلى النور، مهمة صممتها خديجة، وعلى حد قولها فإن "اللانهائية في الابتكار واسترسال الحروف هما أساس هذا الفن، فهو أشبه بالكتابة علي الهواء، فلي مطلق الحرية والحركة والمساحة لكتابة أي شيء، وهو ما يسمح لي بالتعبير عن ما تحمله الكلمة من معنى عن طريق الحركات والوقفات في بداية ونهاية كل حرف".
هذا الانطلاق الذي تستحضره خديجة الغواص يتبدد عند حديثها عن التحديات التي تواجه مشروعها الفني، ليس لقصور في حلمها بقدر ما هو "حالة عامة من عدم الاعتراف بهذا اللون الجديد وعدم فهمه في بلدها وفي العالم العربي بشكل عام، وبالتالي عدم وجود صالات للعرض لاستضافة هذا الفن، وعدم توفر الكثير من أدوات كتابة الخط العربي في مصر، ومن ثم الحاجة لشرائها من الخارج"، بحسب فنانة الرسم الضوئي.
على الرغم من ذلك التحجيم في عرض مشروعها، فإنها قامت بعمل 10 عروض في أماكن مختلفة، وكذلك "أقمت ورشة عمل لتعليم هذا الفن، وبصدد الإعداد لورشة أخرى، فأنا أحلم بانتشار هذا الفن والاستمتاع بعروضه وتوصيل رسائل من خلاله".
رغم ما تحمله لوحات خديجة من معاني ملهمة يحملها الضوء في كلمات لوحاتها مثل "نور" و"روح" و"حرية " وغيرها.. إلا أنه بسؤالها عن أقرب تلك اللوحات إلى قلبها أجابت أنها لوحة مشتركة لها مع ملهمها ومعلمها الأول، عبر فيديوهاته على يوتيوب، الفنان الفرنسي "جوليان بريتون"، وهي لوحة معروضة في القنصلية الفرنسية بمصر "كانت أول لوحة مشتركة لي، قمنا بكتابة كلمه عشق مرتين متداخلتين وظهرت بشكل جميل للغاية".
aXA6IDQ0LjIwMC4xOTMuMTc0IA== جزيرة ام اند امز