مهندسة أردنية تحترف الرسم بالحناء على أيدي العرائس

نور البو مهندسة أردنية في مجال هندسة الطاقة الكهربائية تركت مجال تخصصها واتجهت إلى استغلال موهبتها في الرسم بالحناء.. ماذا قالت؟

لم تفكر الشابة الأردنية نور البو، البالغة من العمر 23 عاماً، فيما سيقوله الناس عن تفضيلها الموهبة على مجال تخصصها الذي يحلم به أي شاب أو شابة، وهو هندسة الطاقة الكهربائية. بحثت نور في مكنونات نفسها لتجد أن الله عزوجل منحها موهبة الرسم، لكن كان التفكير دوماً يشغلها كيف ستستثمر هذه الموهبة وتحافظ عليها.

وارتأت أن تكيف موهبتها بما يرسم البسمة على وجوه من يحيطها، ومع قدوم الصيف وازدياد حفلات الزواج فإن الرسم بالحناء يشكل اساسا لأية حفلة زواج بدون شك، ومن هنا انطلقت نور تتدرب على رسم الحناء على ايدي صديقاتها وأخواتها، وخرجت معها نتائج اذهلت الجميع.

نور لم تتحد نفسها فقط في رسم الحناء بل أيضاً كسرت تابوهات مجتمعية من خلال تجاوز تخصصها الذي درسته في الجامعة، وهو تخصص هندسة الطاقة الكهربائية، وأصرت على أن الموهبة ستكون سلاحها للحصول على فرصة عمل، بدلا من الجلوس والتباكي في صفوف البطالة.

تقول نور لبوابة "العين" الإخبارية: "لا يمنح الله عز وجل الموهبة بدون سبب، وأنا عندما أرسم للعروس وصديقاتها بالحناء وأشاركهن الفرحة، أشعر بشعور عظيم يمنحني طاقة سعادة لا أستطيع نسيانها، ومع الوقت سأظل أطور من مهاراتي وأكتشف كل ما هو جديد بشأن الرسم بالحناء، فهو فن قديم لكنه تطور وأصبح هنالك رسومات معقدة تحتاج إلى التأني قبل رسمها. ومع الوقت غن وجدت وظيفة تناسب تخصصي لن اترك رسم الحناء، وبالرغم أنه لا يشكل بالنسبة لي دخلا أساسيا، فالدخل الذي أجنيه بسيط لكنني أمارس هذه الموهبة من باب الاستمتاع".

وتضيف: " لا يوجد حفل زفاف يخلو من الحناء، فالحناء عادة قديمة ويتم استخدامها للتفاؤل. وأجلب الحناء التي أستخدمها من الإمارات العربية المتحدة وأيضاً من السودان، وقد جربت أنواعا كثيرة ولكن ما يهمني أن تكون الحناء طبيعية خالية من الأصباغ والمواد الكيمياوية. ولكن اليوم بعض العرائس تطلب ألوانا معينة تدخل بها الأصباغ مثل الحنة البيضاء والفضية وغيرها".

تعترف نور أن والدتها رفضت ممارستها لهذه الهواية، لكنها بعدما رأت إصرارها وطريقة رسمها وردود فعل صديقاتها اقتنعت أنه لا مشكلة بأن تمارس هوايتها أفضل من البقاء في المنزل وتضيف: "أنشأت لي صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلالها أتواصل مع زبائني وأعرض الرسومات التي أرسمها، بالفعل يجب اغتنام هذه المواقع بما هو خير بدلاً من اعتبارها مواقع للترفيه والدردشة فقط، فهذه أفضل وسيلة للوصول إلى الفتيات وعرض المواهب والتفاعل معها، فقد وصل عدد المتابعين إلى 3 آلاف متابعة".

وتقول: "أحاول أن استفيد من تخصص الهندسة في الرسومات التي أعدها في أن تكون دقيقة وأقرب للصورة، فالعروس في أغلب الحالات تجلب معها صورا من الإنترنت للنقوش التي ترغب بها وفي معظم الحالات يبحثن عن النقوش الهندية كونها جميلة إلا أنها معقدة وتحتاج إلى الدقة. وتطلب العروس أن يرسم على كفيها وعلى جسدها حتى تظهر بالشكل الجميل في حفلة الزفاف الرئيسية. وحين أرسم للعروس تكون محاطة بصديقاتها بأجواء احتفالية والكثير منهن يرغبن في أن أزينهن بنقوش الحناء أيضا".