الأردنيون في العيد.. كم أنفقوا على الحلويات والشوكولاتة؟
كارثة صحية تنبع من عادة بدوية قديمة في الأردن تقول إن الضيف إذا امتنع عن تناول الكعك يكون ذلك دليلا على أنه غاضب من المضيف.
يصاب الكثير من الأشخاص بعد العيد بوعكات صحية تصيب الجهاز الهضمي بسبب تغير النظام الغذائي، وعدم التدرج في تناول الغذاء بعد صيام شهر رمضان الذي يتميز بتناول وجبة واحدة.
ويبرز الأمر في الأردن مع إلحاح الناس المستمر على تناول الضيف كعك العيد والحلويات، ليجد نفسه نهاية النهار قد تناول ما يخالف عاداته الغذائية، خاصة إن كان مصابا بأمراض مزمنة وعليه أن يلتزم بأساليب محددة في الغذاء.
رانيا بدور تجد أن المضيف لا يهتم أبداً إن كان الضيف يعاني من أمراض تمنعه من تناول السكريات والدهون، فالثقافة الأردنية ترى أن الضيف إذا امتنع عن تناول الكعك والحلويات يكون ذلك دليلا أو إشارة على أنه غاضب من المضيف، أو يوجد بينهم ما يمنع الأكل في بيته، وذلك بموجب عادات قديمة بدوية الأصل، وتطالب رانيا بتغيير هذه العادات للأفضل وأن يتم مراعاة صحة الضيف.
الممرض جمال خليفات يؤكد أن حالات الإصابة بالجلطات في الأعياد تزداد بشكل ملحوظ، "وأيضا اضطرابات السكري إلى حد أننا نستقبل مرضى بأعداد كبيرة يدخلون الغيبوبة بسبب تجاوز الحد الطبيعي بسبب النظام الغذائي السيء في فترة العيد، والمشكلة عندما نتحاور مع المرضى كلهم يجيبون نفس الإجابة أن الخجل يدفعهم إلى تناول الحلويات والشوكلاته وغيره مما يعرض عليهم في العيد".
ويحذر خليفات من أن هذا الخجل سيكلفهم حياتهم، مطالبا بأن يكون هناك وعي من قبل المضيف والمريض، لأن الصحة أهم من كل مجاملة اجتماعية، وقال إن ما يزيد المشكلة تعقيداً هو قلة الحركة والتمارين الرياضية في فترة العيد ووجود نسبة سمنة مرتفعة لدى الشعب الأردني، فالأردن يعد من أول عشر دول تعاني من السمنة على مستوى العالم، مما يسهل وقوع المريض بمشاكل صحية أكبر".
نقيب أصحاب المطاعم والحلويات رائد حمادة كشف أن الأردنيين استهلكوا من الكعك والشوكلاته والقهوة خلال فترة العيد ما يقارب 1.7 مليون دينار، ما يعادل 2.4 مليون دولار، وهو رقم له وزنه الاقتصادي عند الأخذ في الاعتبار أن تعداد الأردنيين يبلغ حوالي 6.5 مليون نسمة، بينما قدر استهلاك الأردنيين خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان بنحو 3.5 ملايين دينار، ومن ثم يبدأ الاستهلاك يقل كون حاجتهم إلى الحلويات تقل ووصل إلى ما يقارب مليون دينار، ومن ثم ينشط الاستهلاك في الأسبوع الأخير تجهيزاً لمراسم العيد.
أخصائية التغذية مريم سلامة تجد أن طريقة تناول الحلويات وكعك العيد بشكل غير منظم أمر خطير جداً على الصحة، خاصة المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة كمرض السكري والضغط وغيره، ومن الممكن أن يهدد حياتهم ويعرضهم للجلطة بسبب ارتفاع الكوليسترول جراء تناول هذه الحلويات المشبعة بالزبدة والدهون والسكر، لافتة إلى أن قطعة "المعمول" الصغيرة بها ما يقارب 80 سعرة حرارية، أي ما يقارب تناول نصف رغيف خبز.
وتضيف سلامة: "المشكلة ليست فقط في السلوك الغذائي للشخص فقط، بل الأشخاص المحيطين به، ففي العيد يتم إجبار الضيف على تناول الكعك والشوكلاته، وإذا لم يتناول يعتبر هذا مشيناً بحقه، ورغم أن الكثير منا يدرك أن معظم كبار السن لديهم أمراض لا تسمح بتناولهم لمثل هذه الحلوى إلا أننا نصر على تناولهم، وتكمن المشكلة في زيارة المريض لأكثر من منزل، وبالتالي تناوله عددا غير محدود من الحلويات، وفي نهاية اليوم يصاب بالتلبكات المعوية وأيضاً يضطرب لديه مستوى السكر وبدون شك يرتفع مستوى الدهون في الدم".
ومن الأسباب الأخرى التي تجعل استهلاك الناس من الحلويات بشكل مضاعف عن الأيام العادية هو أن كعك العيد مثلا موسمي لا نعده إلا بالعيد، لهذا نتناول منه كميات مضاعفة، في حين تتوفر الشوكلاتة بكل الأوقات فإن الاستهلاك يكون منها أقل، أيضاً طريقة عرض الكعك مغرية والشخص الذي يود أن يخفف وزنه أو يضبط سلوكه الغذائي لا يستطيع مع طريقة العرض المغرية، فالعين ترى قبل أن يتذوق اللسان.
وتؤكد الدراسات الحديثة أن السعرات الحرارية الناتجة عن تناول الكربوهيدرات البسيطة والتي تصنع من السكر والطحين الأبيض (المكرر) تعمل على سرعة تخزين الدهون وبالتالي زيادة الوزن، ويرجع السبب في ذلك إلى احتواء مثل هذه المنتجات على قيمة غذائية قليلة مقارنة بالكربوهيدرات المعقدة المتوفرة في الخضراوات والفاكهة والمكسرات والحبوب الكاملة، والإكثار من تناول قطع الحلوى والشوكولاتة والكعك المحلى بالسكر كما هو معتاد خلال فترة العيد قد يدفع الجسم إلى الدخول في حلقة مفرغة من الجوع، حيث تصنف هذه الأصناف من الأطعمة بأنها من الكربوهيدرات البسيطة سريعة الاحتراق والتي تطلق السكر بصورة مفاجئة وبكميات كبيرة في الدم، مما يدفع البنكرياس إلى إفراز هرمون الإنسولين بكميات كبيرة لمعادلة هذا التغير المفاجئ في سكر الدم.
وتجدر الإشارة إلى أن زيادة هرمون الإنسولين في الدم قد يسبب خطورة على الوزن إذ أنه يعمل على سرعة تخزين الدهون والشحوم في الجسم.
aXA6IDMuMTQ3LjczLjg1IA== جزيرة ام اند امز