"واشنطن بوست": الديمقراطيون استغلوا أوباما لجذب المتبرعين الأثرياء
تسريبات رسائل الديمقراطيين تكشف عن لجوء بعض المسؤولين إلى المداهنة والتملق لكسب مؤيدين أثرياء
في الوقت الذي يسعى فيه الديمقراطيون لاحتواء فضيحة تسريبات "ويكيليكس" لرسائل اللجنة الوطنية الديمقراطية، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مسؤولي الحزب استغلوا "سلاحهم الأعظم"، وهو الرئيس باراك أوباما لجذب المتبرعين الأثرياء.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن رسائل البريد الإلكتروني تظهر أن الديمقراطيين استغلوا الرئيس باراك أوباما لإغراء المتبرعين الأثرياء لتمويل فعاليات الحزب.
وأشارت في إطار الاندفاع لجمع التبرعات الكبيرة لتمويل مؤتمر الحزب الديمقراطي المقرر انطلاقه، الإثنين، تواصل موظف في الحزب مع متبرع ولاية تينيسي روي كوكروم في مايو/آيار الماضي بعرض خاص: فرصة لحضور حلقة نقاش مع الرئيس أوباما.
وبالفعل، حضر كوكروم، وهو متبرع رئيسي في الحزب الديمقراطي، وقدم مبلغًا إضافيًا قدره 33 ألفا و400 دولار أمريكي، وبعد 8 أيام، خصص له مكان على الطاولة مع أوباما في فندق جيفرسون وسط مدينة واشنطن، وفقًا لمخطط جلوس أرسل إلى البيت الأبيض.
وأوضحت أن التجمع الذي حضره 28 شخصًا جذب إطراءات نقدية من ممولي الحزب الأثرياء الذين حضروا.
وفي هذا السياق، كتب المحامي روبرت بايترزاك من نيويورك لمسؤول الاتصال في اللجنة الوطنية الديمقراطية: "حدث رائع أمس، الكثير من السياسة الخارجية، بدأ بسؤالي عن الصين، الرئيس كان بأفضل حال".
وتظهر رسائل البريد الإلكتروني أن الحزب قد حاول الاستفادة من سلاحه الأعظم -الرئيس- لإغراء أنصاره الأثرياء لتمويل المؤتمر، وغيره من الاحتياجات، ففي بعض الأحيان، استخدم العاملون في اللجنة الوطنية الديمقراطية في خطاباتهم للمؤيدين لغة تتجاوز ما قال محامون إنه كان مسموحًا به في ظل سياسة للبيت الأبيض تهدف إلى منع أي تصور بأن المصالح الخاصة يمكنها الوصول إلى الرئيس.
ولفتت الصحيفة أيضًا إلى أن كبار مساعدي أوباما تورطوا في التودد للمتبرعين، وفقًا لرسائل البريد الإلكتروني، حيث التقى مدير الشؤون السياسية في البيت الأبيض ديفيد سيماس، على سبيل المثال، في مايو/آيار الماضي عددً من كبار ممولي الحزب في شيكاغو، وبينهم فريد آيتشانر، أحد أكبر المانحين الديمقراطيين في البلاد، كما تظهر الوثائق.
وفي المقابل، قال مسؤولون في البيت الأبيض، إن حضور أوباما فعاليات اللجنة الوطنية الديمقراطية ضمن حدود القانون والسياسات الأخلاقية للإدارة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جنيفر فريدمان في بيان: "كما فعل رؤساء من كلا الحزبين على مدى عقود، فإن الرئيس أوباما يأخذ دوره كرئيس للحزب الديمقراطي على محمل الجد".
مضيفة "ولهذه الغاية، يشارك الرئيس في مجموعة من الفعاليات لزيادة الوعي والدعم للحزب، وتحديد أولوياته لتحقيق التقدم للشعب الأمريكي، وفقًا للانتخابات الاتحادية وأخلاقيات القوانين".
وتكشف رسائل البريد الإلكتروني المسربة عن فن متواصل للمحافظة على المانحين يدعم النظام، ويتمثل في المداهنة، والتملق ومنح الخدمات التي تذهب إلى كسب مؤيدين أثرياء، وهي ممارسة غالبًا ما يجدها جامعو التبرعات في الحزب أنفسهم محبطة.
ولفتت إلى أن موظفًا ماليًا في اللجنة الوطنية الديمقراطية، قال عن أحد المانحين في فلوريدا الذي حضر حدث 18 مايو/آيار مع أوباما: "إنه مجرد نكرة، وإذا استطعت أن أجعله يجلس خارج الغرفة، كنت سأفعل بالتأكيد".
ونشر موقع "ويكيليكس" يوم الجمعة الماضي 20 ألف رسالة إلكترونية لعدد من كبار مسؤولي في الحزب، ما دفع رئيسة الحزب الديمقراطي ديبي واسرمان شولتز لإعلان استقالتها، على خلفية تسريبات كشفت ما اعتبر تواطؤا ضد حملة المرشح بيرني ساندرز المنافس السابق لهيلاري كلينتون.
واختتمت بالقول إن المسؤولين عن متبرعي الدرجة الأولى لمؤتمر الحزب الديمقراطي طلبوا من أحد الجهات المانحة أن تجمع 1.25 مليون دولار أو تمنح 467 ألف دولار منذ يناير/كانون الثاني عام 2015، وفقًا لوثيقة في رسائل البريد الإلكتروني، وفي المقابل، يحصل المتبرع على حجز في فندق فاخر بفيلادلفيا ووثائق كبار الشخصيات، ومؤتمر في الحملة مع كبار مسؤولي الحزب الديمقراطي" وفقًا للشروط.
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4xMjIg جزيرة ام اند امز