من أجل "الحانوكاه".. اقتحام الأقصى لليوم الخامس وطولكرم تحت الحصار
إصابة قيادي بجماعة إسرائيلية مسؤولة عن اغتيال فلسطينيين
اقتحمت مجموعة من المستوطنين ساحات المسجد الأقصى لليوم الخامس على التوالي، فيما فرضت قوات الاحتلال حصارًا على مدينة طولكرم.
اقتحمت مجموعة من المستوطنين صباح اليوم (الخميس) ساحات المسجد الأقصى في القدس وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال وشرطته، بينما تصدى المرابطون لهم بهتافات التكبير، في وقت اعتدى فيه مستوطنون آخرون على طالبات مدرسة في الخليل، وفرضت قوات الاحتلال حصارًا على مدينة طولكرم وشنّت عملية مداهمات واسعة بحثًا عن منفّذي عملية أمس التي أدت إلى إصابة مستوطن عضو في جماعة إرهابية يهودية قديمة وزوجته.
وقال المركز الإعلامي لشؤون القدس إن مجموعة من المستوطنين اقتحموا صباح اليوم ساحات المسجد الأقصى، وسط مظاهر استفزازية، وحراسة مكثفة من شرطة الاحتلال.
وذكر أن المصلين الفلسطينيين اصطفّوا قبالة المستوطنين ورددوا هتافات تكبير متتالية دون حدوث احتكاكات كبيرة.
وتأتي عملية الاقتحام لليوم الخامس على التوالي، استجابةً لدعوات أطلقها متطرفون يهود لاقتحام المسجد الأقصى بمناسبة عيد "الحانوكاه" اليهودي الذي بدأ الأحد الماضي، ويستمر حتى اليوم (الخميس).
إلى ذلك، انتشرت عناصر من شرطة الاحتلال بالقرب من متوضئ الكأس في المسجد الأقصى، وسط استنفار لدى المصلين المرابطين احتجاجًا على هذا الوجود.
وقال المركز الإعلامي، إن قوات الاحتلال أجبرت ثلاثة طلاب على الخروج من باحات الأقصى ومنعتهم من الالتحاق بصفوفهم الدراسية في مدارسهم بالمنطقة.
وحرص العشرات من الفلسطينيين على الوجود المبكر في ساحات المسجد والجلوس ضمن حلقات العلم المنتشرة في المكان.
وصباح اليوم، أطلقت قوات الاحتلال القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية تجاه طلبة المدارس في شارع "الشهيد أيمن العباسي" في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وفق مصدر محلي، بينما جرى اعتقال الشاب إبراهيم زايد من منزله في مخيم قلنديا شمال القدس.
اعتداء من المستوطنين في الخليل
إلى ذلك، اعتدت مجموعة من المستوطنين صباح اليوم، على معلّمات وطالبات مدرسة "قرطبة" في شارع "الشهداء" وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وقال الناشط في مجموعة "شباب ضد الاستيطان" محمود الجعبري، لبوابة "العين"، إن مجموعة من المستوطنين تترأسهم المستوطنة المتطرفة عنات كوهين، اعتدوا على الطالبات والمعلمات ومنعوا وصولهن إلى مدرسة "قرطبة" الواقعة بالقرب من البؤرة الاستيطانية "بيت هدسا" وسط مدينة الخليل.
وذكر أن المعلمات والطالبات تمكنَّ من اجتياز الحاجز رقم (56) المقام على مدخل شارع "الشهداء" إلاّ أن المستوطنين منعوهن من الوصول إلى المدرسة، لافتًا إلى أن المدرسة تتعرض باستمرار لاعتداءات المستوطنين.
وفي الخليل نفسها، واصلت قوات الاحتلال عمليات الدهم والاقتحام، في أرجاء متفرقة من البلدات، كان أبرزها اقتحام منازل الشهداء طاهر ومصطفى فنون وعبد الرحمن مسودة الذين أعدمتهم قوات الاحتلال بذريعة تنفيذهم عمليات طعن.
كما داهمت قوات أخرى المنطقة الجنوبية في المدينة وفتشت عددًا من البيوت عُرف منها بيوت تعود لعائلة الرجبي في المنطقة.
حظر تجوال في طولكرم
وفي السياق نفسه، أمضت طولكرم شمال الضفة الغربية، ليلة قاسية في ظل حملة المداهمات الواسعة التي شنتها قوات الاحتلال التي فرضت حصارًا مشددًا على المدينة وبلداتها، فيما تم فرض حظر التجول على أجزاء منها، بعدما اقتحمها الاحتلال بحجة مطاردة منفذي عملية الليلة الماضية التي أدت إلى إصابة مستوطن وزوجته.
وحسب القناة الإسرائيلية الأولى فإن المستوطن المصاب هو شاؤول نير بن أفيفا، وكان عضوًا فعالا ومركزيا في عصابة المستوطنين الإرهابية السرية التي نفّذت في ثمانينيات القرن الماضي عديدًا من العمليات الإجرامية بحق الفلسطينيين من بينها محاولات تصفية رئيس بلدية نابلس بسام الشكعة، ورئيس بلدية رام الله كريم خلف، مما تسبب في بتر أرجلهم.
وتضاربت المعلومات حول مقتل نير في الهجوم، قبل أن يتبين أنه أصيب بجروح حرجة "ميؤوس منها"، وزوجته بجروح متوسطة، بعد أن أصيبت سيارتهما بـ26 رصاصة، وفق الإذاعة الإسرائيلية.
وقال سكان محليون في طولكرم إن قوات الاحتلال داهمت "ضاحية ذنابة" شرقي المدينة، و"عزبة شوفة" جنوبًا، و"ضاحية شويكة" شمالها، إلى جانب اقتحام مخيمي "طولكرم" و"نور شمس"، ورصد باحثون ميدانيون وجودًا لقوات الاحتلال في 13 نقطة في المدينة.
واندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين، الذين تصدوا لعملية الاقتحام ورشقوا آليات الاحتلال بالحجارة، فيما سحبت قوات الاحتلال سيارة فلسطينية مجهولة عثر عليها محروقة في ضاحية ذنابة، يعتقد أن منفذي الهجوم استخدموها في إطلاق النار على المستوطنين.
وذكر مصدر محلي، أن الشبان هاجموا دوريات الاحتلال بالزجاجات الحارقة على الشارع المؤدي إلى مخيم "نور شمس" شرق طولكرم، استمرارًا لمواجهات ليلية ضارية شهدها المخيم وباقي مناطق مدينة طولكرم.
وقال مصدر في الهلال الأحمر إن ثلاثة على الأقل أصيبوا بأعيرة نارية، والعشرات أصيبوا بحالات اختناق في المواجهات المتفرقة بالمدينة.
إحباط عملية
إلى ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية، أنها أحبطت عملية طعن الليلة الماضية في العفولة، داخل إسرائيل، بعد اعتقال ثلاثة فلسطينيين من سكان جنين، جنوب الضفة، ضبطت بحوزتهم ثلاثة سكاكين كبيرة.
وقالت الناطق باسم الشرطة لوبا السمري، إنه تم اعتقال الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة عشرة والتاسعة عشرة بعد أن أثاروا شبهات إسرائيليين، لافتة إلى أنهم أقاموا في إسرائيل دون تصاريح، وتمت إحالتهم إلى التحقيق.
وذكرت أن الفلسطينيين الثلاثة اعترفوا بأنهم خططوا لارتكاب اعتداء، وأنهم دخلوا الأراضي الإسرائيلية قبل اعتقالهم ببضع ساعات، معلنة أنهم سيمْثلون أمام محكمة الصلح في الناصرة اليوم لتمديد فترات اعتقالهم.
كان أمس (الأربعاء)، قد شهد اندلاع مواجهات في 16 نقطة تماسّ مع الاحتلال، كان حصيلتها إصابة 80 مواطنًا، بينهم ثلاث إصابات بالرصاص الحي و8 إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و69 إصابة بالغاز المسيل للدموع.
aXA6IDMuMTQyLjEzMC4yNDIg جزيرة ام اند امز