4 مسارات فلسطينية لاستعادة جثامين الشهداء من برد الثلاجات
لاسترداد جثامين 51 شهيدا تحتجزها إسرائيل
تشهد الساحة الفلسطينية تحركات مكثفة رسميًّا وشعبيًّا من أجل استرداد جثامين 51 شهيدا تحتجزها إسرائيل.
يجزم الحقوقي الفلسطيني أمين القايض أن نضاله مع العشرات من ذوي الشهداء الذين تم احتجاز جثامينهم لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلية سينتهي باسترداد الجثامين ودفنها في المقابر الفلسطينية.
"هذا دأب الشعوب المقهورة بالاحتلال" يؤكدها القايض منسق الحملة الشعبية لاسترداد جثامين الشهداء، وهو في طريق عودته من خيمة ذوي جثامين الشهداء المحتجزة، إلى منزله بعد يوم عمل طويل مع ذوي الشهداء، للبحث في أفضل السبل لاستعادة الجثامين.
ويوضح القايض لـ" العين"، أنهم يتحركون في أربعة اتجاهات بخطوط متوازية، "قانونيا وإعلاميا وسياسيا وشعبيا" للتأثير في إسرائيل ومن ورائها المجتمع الدولي اللائذ بالصمت إزاء ممارسات الاحتلال ضد شعب أعزل.
من جانبه، يعتقد الحقوقي محمد عليان الناطق باسم الحملة الشعبية لاسترداد جثامين الشهداء، أن الضغط سيأتي بنتيجة على أرض الواقع، حتى لو على المدى البعيد.
وربط والد الشهيد بهاء عليان المحتجز جثمانه منذ نحو شهرين، تحقيق النتائج باتساع دوائر التحرك الفلسطينية.
وقال: "نحن نحتاج إلى قوة أكبر واحتضان رسمي وشعبي أكبر لننتصر على برد الثلاجات التي تحتجز جثامين أبنائنا".
ويؤكد الحقوقي لبوابة "العين" أن مطلب الفلسطينيين "أن يضعوا الشهيد في التابوت، ويلفوه بالعلم، ويحملوه على الأكتاف، لدفنه في أرض الوطن، كي يشعر الشهيد بدفء الوطن".
"هذا مطلبنا الكبير" هكذا ختم بها عليان كلمته التي ألقاها في خيمة ذوي الشهداء المحتجزة جثامينهم المتربعة وسط مدينة الخليل.
ومنذ الثلاثاء الماضي تحولت تلك الخيمة التي أقامها ذوي شهداء الخليل، جنوبي الضفة الغربية، إلى قبلة لذوي الشهداء الـ(51) المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال منذ أكثر من شهرين، كإجراء عقابي لتنفيذهم عمليات فدائية ضد جنود الاحتلال أو المستوطنين في الضفة الغربية وداخل إسرائيل.
واتخذ مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر "الكابنيت" قراره بعد تسليم جثامين الشهداء الذين تدعي تنفيذهم عمليات فدائية ضد جنودها ومستوطنيها، إلى ذويهم، واحتجازها في الثلاجات في معهد الطب العدلي الإسرائيلي، في إطار سلسلة خطوات اتخذها "الكابنيت" في محاولة لوقف الانتفاضة الشعبية.
أكثر ما يؤلم طارق الشريف "أن يكون جثمان شقيقي الشهيد مالك محتجزة في ثلاجة للموتى"، ويكمل: "تشعر بوجع لا يخفف من وطأته إلا أن نعيش في برد مماثل لبرد الثلاجة في ظل هذا الطقس البارد".
ولم يفارق طارق الخيمة التي تشهد حركةً دائبة طوال ساعات النهار، فهذا وفد رسمي، وذاك وفد شعبي، وتلك برقية دعم وإسناد للعائلات المكلومة بغياب جثامين أبنائها.
ويقول الشريف: "سنبقى هنا في الخيمة لن نغادرها قبل استلام جثامين جميع الشهداء" مشدداً على أن التحركات المتصاعدة "لن تقف حتى نتأكد من دفن شهدائنا في مقابرنا".
الحكومة الفلسطينية اعتبرت احتجاز إسرائيل جثامين الشهداء إمعانا في الانتقام منهم ومن عائلاتهم، ولإخفاء جرائمها التي ارتكبتها باغتيالهم بحجج وروايات زائفة "حقداً أعمى".
وأكدت الحكومة في بيانها الصادر عقب جلستها الأسبوعية اليوم، أنها تضع قضية استرداد جثامين الشهداء على رأس أولوياتها.
وشددت على حرصها على متابعة هذا الملف بأبعاده السياسية والقانونية والإنسانية والأخلاقية في كافة المحافل، بما يمكن من حشد رأي عام ودولي ضاغط، لوضع إسرائيل أمام مسؤولياتها المحددة وفقا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الأولى والثالثة والرابعة، وصولا إلى استرداد جثامين الشهداء.
بدوره، يؤكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن احتجاز جثامين الشهداء يعتبر ممارسة لا أخلاقية ولا إنسانية، ومخالفة فاضحة للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية، والأديان السماوية.
وقال عريقات خلال لقائه عددا من الدبلوماسيين الغربيين والصينيين اليوم، إن الهدف الاسرائيلي من وراء احتجاز جثامين الشهداء "هو إلحاق أكبر قدر من الأذى والظلم والقهر بعائلات الشهداء" مشدداً على أنها سابقة في العقوبات الجماعية بحق الأحياء والأموات.
التحرك الرسمي الفلسطيني بما يمثله من ثقل دبلوماسي وسياسي خارجي يحيي الأمل، ووفق الحقوقي أمين القايض "تحرك السلطة مهم في تحريك ملف جثامين الشهداء دوليا"، وتوقع أن يثمر التحرك الرسمي والشعبي بإعادة جثامين الشهداء إلى ذويهم في نهاية المطاف.
لكن عليان يأسف لضعف التحرك القانوني الفلسطيني في هذا الاتجاه، "ليس هناك تحرك قانوني مساند لذوي الشهداء بالقدر المطلوب"، مشيراً إلى "وقوف نحو أربعين محاميا إسرائيليا أمام المحكمة الإسرائيلية قبل أسبوع، للدفاع عن ثلاثة مستوطنين متهمين بقتل الطفل الشهيد محمد أبو خضير".