لماذا يُفضل بوتين فوز ترامب برئاسة أمريكا؟
التشابه بين أفكار ومعتقدات بوتين وترامب يخلق بينهما صداقة قد تغير العالم.
مع وجود آراء تؤمن بالتدخل الروسي في حادثة اختراق رسائل البريد الإلكتروني للجنة الوطنية الديمقراطية، تتزايد الأسئلة حول ماهية دوافع الرئيس فلاديمير بوتين فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
تحت عنوان "لماذا يُفضل بوتين ترامب".. يقول الكاتب الروسي ميخائيل زيجار، في مقاله على مجلة "بوليتكو" الأمريكية، إنه بالنسبة للكرملين، فإن المرشح الجمهوري دونالد ترامب واقعي ونفعي ومجرد من المبادئ ويفكر في نفسه فقط بصورة كبيرة مما يجعل التفاهم معه أكثر سهولة.
إلى جانب أن ترامب، خلافا للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وباقي طبقة السياسة الخارجية الأمريكية، أعرب عن إعجابه وتعاطفه مع بوتين، وهذا نوع من العلاقة مع رئيس أمريكي لطالما حلم الكرملين بوجودها وعجز عن تحقيقها لسنوات.
يرغب بوتين في تقسيم العالم إلى "مناطق نفوذ"، وتحديد سادة العالم الجدد والمناطق التي تقع فيها مصالحهم، إلى جانب اعتراف الغرب بأن روسيا ليست مجرد دولة أخرى وإنما قوة يمكنها بل وينبغي عليها فرض النفوذ على جيرانها الأقرب بدون أن تواجه إدانة أو عقاب.
وفي المقابل أبلغ قادة الغرب بوتين بأن هذا مستحيل، وأن عصر "مناطق النفوذ" كان في الماضي، ولكنه لا يصدقهم، فهو يعتقد أن العولمة الجديدة مجرد غطاء لإخفاء ما يحدث، وهو رغبة قادة الغرب في تقسيم العالم بدون بوتين.
لطالما اشتبه بوتين في أن قادة الغرب يفكرون في أنفسهم فقط مثله، وأن جميع السياسيين متشابهون فهم يريدون المزيد من السلطة حتى لو كانت جهودهم للحصول عليها مغلفة بمصطلحات مثل تطبيق الديمقراطية وبناء الوطن.
ومن ثم، فإن ترامب شخصية مفضلة بالنسبة لبوتين، فهو يفكر في نفسه ولا يبدو أنه يهتم بالقضايا الأخلاقية الدولية مثل حقوق الإنسان، وليس شعبويًا يدعي أنه قديس.
فهو رجل أعمال طبيعي يمكن للمرء دائمًا عقد اتفاق معه كما قال عن نفسه مرارًا وتكرارًا، وكما يبدو أن بوتين يظن عنه فهو شخص يمكن معرفة كيفية تقسيم العالم معه إذا تطلب الأمر، فهو على الأقل شخص لن يكذب ويثرثر عن القيم الديمقراطية الحمقاء، بحسب الكاتب.
aXA6IDMuMTQ1LjkzLjIyNyA= جزيرة ام اند امز