معرض باليابان لمستنسخات الملك الذهبي "توت عنخ أمون"

من المقرر أن يفتتح المعرض في الربع الأخير من العام الجاري تحت عنوان "فعاليات مهرجان الأسبوع المصري في اليابان" الذي سيستمر 18 يوما

تقيم وزارة الآثار المصرية أول معرض خارجي في اليابان للمستنسخات الأثرية التي تنتجها الوزارة، وذلك عقب النجاح الكبير الذي حققه أول معرض داخلي للمستنسخات الذي افتتحه د.خالد العناني وزير الآثار الشهر الجاري بالمتحف المصري بالتحرير.

ومن المقرر أن يفتتح المعرض في الربع الأخير من العام الجاري تحت عنوان "فعاليات مهرجان الأسبوع المصري في اليابان"، الذي سيستمر لمدة 18 يوما، منها 9 أيام في طوكيو و9 بمدينة أوساكا، وسيضم المعرض 150 قطعة "مقلدة" من مقتنيات الملك توت عنخ آمون، بالإضافة إلى عدد من الكتيبات العلمية الأثرية من إصدارات وزارة الآثار.

المعرض يأتي في إطار بنود بروتوكول التعاون المشترك بين وزارة الآثار ومؤسسة الأهرام الصحفية القومية والذي بمقتضاه تتولى المؤسسة مسئولية تنظيم هذا المعرض وتكاليف تغليف ونقل المستنسخات وكذلك بقيمة تأمينية بلغت ثلاثة ملايين و700 ألف جنيه مصري، بالإضافة إلى سداد مبلغ 100 ألف جنيه قيمة حق استغلال المستنسخات.

الملك توت عنخ آمون

هو أحد ملوك الدولة الحديثة الأسرة الثامنة عشرة من 1334 إلى 1325 ق م، كان عمره 9 سنوات عندما أصبح ملكا لمصر واسمه يعنى "الصورة الحية للإله آمون"، عاش في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة حيث أتى بعد إخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد "آتون" وانقلب على كهنة آمون وخاض حربا شرسة معهم، وتم في عهد توت عنخ أمون العودة إلى عبادة أمون.

تم اكتشاف مقبرته عام 1922 في وادي الملوك من قبل عالم الآثار البريطاني "هيوارد كارتر"، وأحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة النطاق في العالم، حيث ارتبط اكتشاف المقبرة بما عُرف لاحقا بأسطورة لعنة الفراعنة.

وفاة توت.. لغز غامض

نتيجة اللغز الذي أحاط بظروف وفاته في سن مبكرة جدًا، ووجود آثار لكسور في عظمتي الفخذ والجمجمة ظهرت العديد من النظريات لتفسير أسباب وفاة الملك الصغير، إحدى هذه النظريات ادعت تعرض الملك إلى مؤامرة أدت إلى اغتياله، ففي عامي 1968 1978   توصلت جامعتان إلى اكتشاف بقعة داكنة تحت جمجمة توت عنخ أمون من الخلف، والذي تم تفسيره كنزيف في الدماغ ،مما أدى إلى انتشار فرضية أنه قد تلقى ضربة في رأسه ادت إلى نزيف في الدماغ أفضى إلى وفاته. لكن د.زاهي حواس يختلف مع هذه النظريات وينفي وجود أية أدلة على اغتيال الملك، وأن الفتحة الموجودة في جمجمته لا تعود لسبب تلقيه ضربة على الرأس كما كان يعتقد في السابق وانما تم إحداث هذه الفتحة بعد الموت لغرض التحنيط.

وأرجع فريق من علماء الآثار المصري سبب الوفاة إلى تسمم في الدم نتيجة الكسر في عظم الفخذ، وذلك في دراسة نشرت في مارس 2010 أوضحت أن سبب موت توت عنخ أمون هو إصابته بمرض الملاريا ومضاعفات كسر في الساق، كما أشارت الدراسة إلى وجود بعض الأمراض الوراثية ناتجة عن خلل جيني متوارث في العائلة.

كنوز الملك الصغير "توت"

من أهم القطع الأثرية الشهيرة "قناع الملك توت عنخ آمون" والذي يتكون من الذهب الخالص والأحجار الكريمة مثل اللازورد والفيروز والكوارتز، ويزن حوالي 24 رطلا. تابوت الملك الحجري كان مصنوعاً من الجرانيت، ويحتوي على ثلاثة توابيت خشبية مغطاة بالذهب، وتم العثور على مومياء الفرعون داخل التابوت الداخلي، وكانت مغطاة بالذهب وتزن حوالي 243 رطلا .

أما بقية القطع الأثرية الأخرى في القبر فكانت إما من الذهب الخالص أو مغطاة بالذهب، وهي تشمل أيضاً العرش الذي كان مغطى بالذهب ومرصعا بالأحجار الكريمة، وتشمل القطع الأخرى الأثاث، العربات، الأقواس، السهام، العصى، الملابس، الأحذية، الطعام، النبيذ، البيرة، الألعاب، المجوهرات، العطور والزيوت وغيرها..

 أهمية مجموعة الملك توت عنخ آمون

ترجع أهمية مجموعة الملك توت عنخ أمون إلى عدة أسباب:

أولا: أن مقبرته وكنوزه بالكامل عثر عليها دون أن تتعرض لأي تلف؛ لذا فهي أكمل كنز ملكي عُثر عليه ولا نظير لها في العالم أجمع.

ثانيا: توضح كيفية تجهيز القبر الملكي؛ فهناك أمتعة الحياة اليومية كالدمى واللعب، ثم مجموعة من أثاث مكتمل وأدوات ومعدات حربية، وتماثيل للأرباب تتعلق بدفن الملك وما يؤدى له من شعائر، وبوق توت عنخ آمون الشهير المصنوع من الفضة وآخر من النحاس.

 ثالثا: التعرف على الكثير من حياة الملك وحبة للصيد وعلاقته بزوجته "عنخ أسان آمون" التي يعتقد أن تكون قريبته، بالإضافة لمعرفة أهم أعماله وحاشيته.