"التلقي النقدي لشعر الإحياء".. في كتاب جديد
يتناول الكتاب الأعمال النقدية التي تناولت شعر الإحياء أو النهضة، مستعيناً بنظرية التلقي ومفاهيم النقد.
عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، صدر أخيرا كتاب "التلقي النقدي لشعر الإحياء: دراسة في نقد النقد" من تأليف محمود أحمد ذكري، وهي دراسته الفائزة بالمركز الأول في مجال النقد الأدبي بالمسابقة الأدبية المركزية، دورة الكاتب فؤاد قنديل.
يتناول الكتاب الأعمال النقدية التي تناولت شعر الإحياء أو النهضة، مستعيناً بنظرية التلقي ومفاهيم النقد، ويختص الكتاب من شعراء هذه المدرسة الشعرية خمسة شعراء كمجموعة ممثلة؛ وهم "البارودي، شوقي، خليل مطران، الرصافي، عائشة التيمورية" رغبة في التمثيل المكاني والزماني لشعراء الكلاسيكية الجديدة "الإحياء"، إلى جانب الالتفات إلى أهم النقاد الذين اهتموا أو درسوا منجزهم أمثال "العقاد، طه حسين، زكي مبارك.. وغيرهم".
فكل حركة نقدية أو أدبية جديدة كانت تعود إلى التراث الشعري بوجه عام، والجاهلي منه بوجه خاص، كي تخضعه إلى تقنيات قراءاتها الجديدة وآلياتها التفسيرية الموازية، خاصة مع ابتداء زمن الإحياء الذي راده محمود سامي البارودي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وبرزت فيه أسماء أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، خليل مطران، علي الجارم، وغيرهم ممن حرصوا على التركيز على المغزى الأخلاقي للقول الشعري والجزالة اللغوية، وكذلك من خلال مختارات الإحياء التي سعت إلى بعث الماضي الشعري في عصور ازدهاره.
ولقد سعى عدد غير قليل من النقاد إلى تقديم قراءات جديدة عن "شعراء الإحياء" مثلما فعل، مثلا، د. جابر عصفور في محاولته تقديم منظور جديد لشعرهم، منظور يبحث عن "رؤية العالم" التي كان يراها نموذج الشاعر الحكيم الذي صاغ شعر الإحياء وبعثه في علاقات عالم جديد استهلته النهضة التي أسهموا فيها.
أما مفهوم "نقد النقد" الذي شاع في العقود الأخيرة، فهو نوع ثالث من الكلام النقدي عن الكلام النقدي، هذا النوع الثالث هو الكلام الذي يجعل من الكلام الثاني -للنقد التطبيقي والنقد النظري معا- موضوعاً له، كاشفاً عن السلبيات والإيجابيات على مستوى المعالجة النصية المباشرة أو على مستوى المقاربة النظرية غير المباشرة، أو قارئاً للدلالات التي ينطوي عليها الكلام الثاني أو النقد الأدبي.
هذا النوع الثالث من الكلام هو "النقد الشارح" أو "نقد النقد" الذي يتولى مراجعة الكلام النقدي وفحصه، كما يتولى قراءة دلالاته، وذلك بأن يضع موضع التحليل مصطلحاته الدالة، ومفاهيمه التصورية، ومنطلقاته النظرية والتطبيقية، مبرزاً مبادئه التأويلية، وأدواته الإجرائية، وتماسكه المنطقي في ممارسات التطبيق والتنظير.
بعبارة أخرى، فإن النقد الشارح هو "نقد النقد" الذي يضع الممارسات النقدية نفسها موضع المساءلة، محلِّلاً عناصرها التكوينية، واصلاً بينها في علاقات تفسيرية، تفضي إلى تحديد مباشر أو غير مباشر لدرجة القيمة التي ينطوي عليها الكلام النقدي.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز