فلسطينيون يحتمون بالمهن الموسمية من غول البطالة
الفلسطينيون في قطاع غزة، يحاولون التغلب على واقعهم المعيشي المرير بسبب ارتفاع البطالة، من خلال لجوئهم لمهن موسمية يعتاشون منها
يحاول الفلسطينيون في قطاع غزة، التغلب على واقعهم المعيشي المرير بسبب ارتفاع معدلات البطالة في صفوفهم، وذلك من خلال لجوئهم لمهن موسمية يعتاشون منها خصوصًا في مواسم الإجازة الصيفية.
وينطلق المئات من الشبان العاطلين عن العمل في قطاع غزة لكسب قوت يومهم في المتنزهات وعلى شاطئ بحر غزة، وفي الأماكن الترفيهية؛ حيث يكتظ الناس المصطافين في هذه الأماكن، والتي تمثل فرصة كبيرة لجني رزق العاطلين عن العمل.
وتتنوع هذه المهن في بيع المأكولات والمرطبات، والشاي والقهوة، وخصوصًا الذرة المشوية والمسلوقة، والبطاطا الحلوة، والبراد، وألعاب الأطفال؛ حيث يقوم الباعة المتجولون من العاطلين عن العمل بالتربح من هذه المهن.
ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي شامل دخل عامه العاشر على التوالي، منذ تولي حركة حماس مسؤولية الحكم في غزة، وسيطرتها على القطاع الساحلي في صيف العام 2006.
وبحسب إحصائيات رسمية فلسطينية، فإن أكثر من 210 آلاف عاطل عن العمل في أوساط الفلسطينيين بغزة، في الوقت الذي تجاوزت فيه نسبة البطالة 60%.
ويقول البائع عبد السلام ذياب، إنه لجأ لبيع الذرة المسلوقة كي يعتاش هو وأسرته، موضحًا أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة دفعته إلى ذلك.
ويضيف -لبوابة "العين"- أنه يحصل على القليل من المال كي يعيل أسرته، خصوصًا في ظل عدم وجود أي فرصة عمل له.
ويرى البائع بشير عامر، أن بيعه للمرطبات على ساحل بحر غزة، كان بمثابة الحل الأمثل له للتغلب على البطالة التي يعاني منها أسوة بأقرانه من الفلسطينيين.
ويشير -في حديثه لبوابة "العين"- إلى أنه اتجه لهذه المهنة بعدما فقد الأمل في الحصول على أي فرصة عمل، كما أنه دق كل الأبواب بحثًا عن ذلك، ولكنه فشل في أي منها، واضطر لبيع المرطبات التي يستفيد منها بنحو 40 شيكل يوميًا ما يعادل 11 دولارًا.
من جانبه، يرى الدكتور صالح الأغا، أستاذ الاقتصاد الدولي في جامعة القدس المفتوحة بخان يونس، أن لجوء الفلسطينيين للعمل في هذه المهن، شيء طبيعي بالنظر إلى الأعداد الضخمة من العاطلين عن العمل في أوساط الفلسطينيين خصوصًا في قطاع غزة.
ويوضح -في حديثه مع بوابة "العين"- أن الأوضاع المعيشية في غزة تدهورت بشكل غير مسبوق؛ حيث تدلل الأرقام والنسب المخيفة حول واقع البطالة التي تفشت بين الفلسطينيين.
ويشير "الأغا" إلى أن هذه المهن تعد مصدر دخل جيدًا لبعض العائلات الفلسطينية، خصوصًا وأنها منخفضة التكاليف مقارنة مع المشاريع المتوسطة والضخمة؛ والتي تحتاج إلى مصادر تمويل كبيرة لا يقوى عليها هؤلاء العاطلون عن العمل.