بالفيديو.. "المولوية" الوصول إلى الله على أجنحة الذكر

فرقة المولوية المصرية المأخوذة عن الطريقة ذاتها تأسست 1994 على يد منشدها عامر التوني لطرح التراث المولوي بنفس مصري على الساحة العالمية

على أنغام الناي ودقات الدفوف تصدح أصوات المنشدين بذكر الله لتهيم معها الأرواح وتترقى معها النفوس وتتلاشى الأجساد، تترنم بأبيات من الإنشاد لمناجاة الله على خطوات راقصة بإيقاع معلوم، تتعطل الحواس عن ماديتها لكن تتركز في صوت المنشد وهو يسرح بصوته في طقس ديني صوفي بهيج، "المولوية".

المولوية، في الأصل، إحدى الطرق الصوفية السنية التي أسسها الشيخ والصوفي الشهير جلال الدين الرومي، ودخلت إلى مصر مع الفتح العثماني وهي مزيج بين رقص التنورة والإنشاد الديني والابتهالات، وتنتشر بشكل كبير في كل من تركيا وسوريا، ثم عرفت طريقها إلى مصر، حيث تأسست فرقة خاصة بها.

كان من بين أسباب انتشار المولوية عندما تصاهر الحكام العثمانيون مع أتباع الطريقة المولوية، وخدم العديد من أتباع المولويين في الدولة العثمانية في مناصب متعددة وانتشروا في بلدان مختلفة مثل البلقان وسوريا وفلسطين، لكن مع نهاية الحكم العثماني حظرت المولوية من قبل أتاتورك وأغلقت مراكزها، وسرعان ما أعادت الحكومة التركية الاعتراف بالمولوية وسمحت بممارستها.

أما فرقة المولوية المصرية، المأخوذة عن الطريقة ذاتها، فقد تأسست عام 1994 على يد منشدها عامر التوني الذي حاول من خلالها طرح التراث المولوي بنفس مصري على الساحة العالمية، وتستخدم المولوية الشكل الرمزي في أداءاتها، فالملابس البيضاء التي يرتديها المنشدون رمز للكفن أي التجرد، فيما يرمز الطربوش إلى الوحدانية، والدوران عكس عقارب الساعة يرمز إلى "الطواف" (حول الكعبة) وهو أحد شعائر الحج الأساسية.

تستخدم المولوية آلة الناي، كما تستعين بأشعار كبار الصوفية؛ مثل الحلاج، والسهرودي، وابن الفارض، ويبدأ العرض المولوي بتلاوة القرآن الكريم ثم الابتهالات والأدعية.

وتبدأ حلقة الذكر بتلاوة عشر آيات من القرآن الكريم من أحد المنشدين، تعقبها بعض الأدعية والابتهالات التي يؤديها رئيس الزاوية، ثم ينشد أحد الدراويش بيتاً من الشعر يقول فيه:

إذا رُمتِ المُنَى يا نَفسُ رُومِي .. لمَولانَا جَلال الدين الرومي

وعند كلمة مولانا تضرب ثلاث ضربات، ثم يبدأ العزف بالنايات، ثم ينهض الدراويش ويبدأون بالدوران بطريقة فنية خاصة، فينزعون عنهم العباءات ليظهروا وهم يرتدون ألبسة بيضاء فضفاضة ويبدأون بالدوران على إيقاعات الإنشاد الديني، ويكون دورانهم سريعا فتنفرد ألبستهم الفضفاضة، وأثناء الدوران يقومون بأيديهم بحركات لها معان صوفية ويشكلون بأيديهم ورؤوسهم لفظ الجلالة، ثم تتزايد سرعة الراقصين في الدوران إلى أن تصل إلى ذروتها مع ترديد المنشدين لعبارة "يا رسول الله مدد.. يا حبيب الله مدد"، وتختتم وصلة الدوران بترديد لفظ الجلالة "الله.. الله.. الله..الله".