بالصور.. "أزمة خلافة" تواجه اليابان
منذ تلميح إمبراطور اليابان برغبته في التنحي، أصبحت أزمة "ولي العهد" أكثر تعقيدًا من ذي قبل.
بعد تلميح إمبراطور اليابان، أكيهيتو (82 عامًا) القوي، الإثنين، إلى نيته التخلي عن العرش بسبب "عدم مقدرته على القيام بواجباته"، برز السؤال حول أزمة "ولي العهد"، في ظل عدم وجود قانون ينظم سدنة العرش في حال التنحي.
والإمبراطور أكيهيتو الذي خضع لجراحة في القلب وعولج من سرطان البروستاتا، كان في السنوات الأخيرة قد عبر عن نيته التخلي عن العرش في غضون بضعة أعوام لوكالة البلاط الإمبراطوري.
وبموجب تقاليد الأسرة الإمبراطورية الحالية، فإن الذكور فقط هم المسموح لهم بالجلوس على العرش، أما بالنسبة للسيدات فهن يفقدن وضعهن الإمبراطوري عندما يتزوجن.
ويتولى ولي عهد اليابان، الأمير ناروهيتو (56 عامًا)، تلك المهام، ولدى الأمير ناروهيتو ابنة واحدة.
وحيث إنه لا يجوز أن تتولى العرش امرأة، سيعتلي الأمير هيساهيتو -البالغ من العمر تسعة أعوام وهو نجل شقيق الأمير ناروهيتو- العرش من بعده.
وقبل هيساهيتو لم يولد ذكر واحد في العائلة الإمبراطورية لمدة تجاوزت أربعة عقود.
وأثار ذلك نقاشًا عن إمكان أن ترث المرأة العرش، وهو الأمر الذي اعترض عليه بشدة المتمسكون بالتقاليد الراغبون في الحفاظ على خلافة الرجال باعتباره تقليدًا يؤمنون بأنه يعود إلى أكثر من ألفي عام.
وأيد معظم اليابانيين التغيير المقترح، وأوصى مستشارو رئيس الوزراء حينئذ، جونيتشيرو كويزومي، أن تحصل النساء على حقوق متساوية في وراثة العرش، لكن المناقشات هدأت بعد ولادة هيساهيتو.
فقد حاولت الحكومة العمل في بداية ٢٠١٢ إعادة النظر في قانون يسمح لحفيدات الإمبراطور بالاحتفاظ بمكانتهن في العائلة الإمبراطورية حتى بعد الزواج، لكن هذا الاقتراح قوبل بمعارضة شديدة آنذاك من قبل المحافظين، ويتوقع أن يعارض المحافظون قانون تنحي الإمبراطور أيضًا؛ نظرًا لكسره قواعد مكانة الإمبراطور اليابانية والتي استمرت لمئات السنين.
ويعتبر المحافظون أن التعديل الخاص بتنحي الإمبراطور يشكل تهديدًا كبيرًا على النظام الحالي؛ فبالنسبة لهم سيعرض القاعدة التقليدية لبقاء الإمبراطور حتى الوفاة للخطر، وذلك بسبب احتمالية تعديل نظام الوراثة الذي قد يعطي الصفة الملكية للأزواج الذين لا يحملون الدم الملكي وأطفال الأميرات.
ويفضل المحافظون استعادة أصول الذين جردوا من وضعهم الإمبراطوري خلال احتلال الحلفاء لليابان بعد الحرب العالمية الثانية، خاصة أن للإمبراطور وضعًا دينيًا وكهنوتيًا يتمثل في تقديس الأباطرة القدماء والطقوس التقليدية التي تسلط الضوء على الوضع الإلهي المقدس للإمبراطور.
وهذا هو الدور الديني الذي يكمن وراء مكانة الإمبراطور كرمز مقدس لليابان بالنسبة للكثيرين، في حين يرى البعض أن لدى الإمبراطور قواسم مشتركة كثيرة مع "الدالاي لاما"، القائد الديني للطائفة البوذية، أكثر مما عليه الحال مع ملوك وملكات أوروبا.
وعلى الرغم من طلب الإمبراطور أكيهيتو التنحي، إلا أنه من المتوقع أن يقوم المحافظون بمعارضة شرسة للحفاظ على وضعية نظام الحكم الإمبراطوري الحالي.