"حزب الله".. من المقاومة إلى الفساد والمتاجرة في الدماء العربية
الحياة الرغدة، التي يعيشها قيادات "حزب الله" الإرهابي، تثير العديد من التساؤلات حول كيفية إدارة هذا التنظيم لمصادر تمويله.
أثارت الحياة الرغدة، التي يعيشها قيادات تنظيم "حزب الله" الإرهابي، وتحديدًا بعد حرب 2006، العديد من التساؤلات حول كيفية إدارة هذا التنظيم لمصادر تمويله، لا سيما مع اختفاء دوره في المقاومة، وتراجع قدراته التسليحية، مقارنة بالدعم المادي واللوجيستي الذي يحصل عليه من إيران.
البداية كانت في عام 2012، حيث تبادل مسؤولون إيرانيون كبار الاتهامات حول الفساد داخل الأجهزة الحكومية، بشكل مرتبط بتمويل "حزب الله"، وقررت طهران إرسال نخبة من عناصرها المتخصصة في الشؤون المالية إلى لبنان، للتدقيق في الحسابات والكشوفات المالية داخل مؤسسات "حزب الله".
مصادر مقربة من "حزب الله"، أكدت في ذلك الوقت، الكشف عن أكبر عملية اختلاس متهم فيها القيادي في الحزب حسين فحص و4 أشخاص آخرين، بقيمة تجاوزت 5 ملايين دولار في أقل من عامين.
وبعد حرب 2006 مع إسرائيل، أرسلت إيران تعويضات مالية لأهالي الضاحية والجنوب لمساعدتهم، لكن ظهر هذا الدعم على هيئة سيارات فخمة يقودها قيادات الحزب، ما أجبر الأمين العام حسن نصرالله على إلقاء خطاب شهير، دعا فيه القادة إلى العودة إلى المساجد والتواضع، وهو ما لم يحدث.
ملف صلاح عز الدين، يعتبر نموذجًا على الفساد داخل الحزب، فقد كشفت وثائق ويكيليكس في 2011، عن وثائق تشير إلى مبالغ ضخمة استثمرها عدد كبير من نواب وقيادات الحزب، ومن بينهم الشيخ نعيم قاسم، تم إيداعها لدى شركات عز الدين، وهي الأموال التي لها علاقة بتعويضات حرب 2006.
تقارير إعلامية كشفت في 2014، عن وجود خلافات كبيرة داخل الحزب، بسبب تزايد فضائح الفساد المالي وسط القيادات، تتجاوز في قيمتها مليارات الدولارات.
من أبرز هذه الملفات قضية تصنيع حبوب الكبتاجون المخدرة، داخل بعض الحوزات الدينية التابعة للحزب، والتي تورط فيها عبد اللطيف فنيش، شقيق القيادي بالحزب، وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش، وهي نفس المواد المخدرة التي يستخدمها عناصر تنظيم "داعش" أيضًا، لمساعدتهم على القتال دون تعب.
مصدر داخل الحزب، أشار إلى أن نجل رئيس الهيئة الشرعية بالحزب، محمد يزبك، باع مخازن كاملة من الأسلحة، لتنظيمات ثورية سورية تقاتل ضد نظام الأسد، مما يعني أن خصوم الحزب باتوا يحاربونه بسلاحه.
تقارير إعلامية أخرى، نشرت أسماء لبعض قيادات الحزب وأشقائهم وأبنائهم، متورطين في فساد مالي دخل التنظيم، شملت: شقيق النائب حسين الموسوي المصدّر لمادة الكبتاجون المخدرة في لبنان، ونجل مسؤول القضاء في الحزب حسين كوراني، وهو تاجر مخدرات أيضًا في ضاحية بيروت، وشقيق النائب علي عمار الذي يفرض إتاوات على المواطنين في بعض مناطق ضاحية بيروت الجنوبية، بالإضافة إلى شقيق مصطفى بدر الدين أحد المتهمين الأربعة باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري.
يتضح من العرض السابق، أن "حزب الله" الإرهابي أصبح تنظيمًا يقتات على المقاومة المزيفة، ويتاجر في الدم العربي في سوريا والعراق، كمان كان سابقًا في فلسطين، بل أصبح تنظيمًا بلا عقيدة، يعتمد عناصر ميليشياته على المخدرات، مثل تنظيم "داعش" الإرهابي.
aXA6IDE4LjExOS4xNDMuNDUg جزيرة ام اند امز