"حزب الله" يشل الرئاسة لتبقى لبنان منصة إيران بالمنطقة
بعد أكثر من عامين من الشغور الرئاسي بلبنان، ارتفعت اتهامات لحزب الله برغبته في عدم استقرار البلاد لتكون منصة تنفيذ أجندة إيران بالمنطقة
تصاعدت مؤخرًا، في الأوساط السياسية بلبنان، نبرة حنق وغضب واستنكار لما يعانيه البلد من فراغ سياسي وفترة "الشغور الرئاسي" المستمرة من أكثر من عامين الآن، وهي حالة يتهم فيها "حزب الله" الإرهابي ومن ورائه الأجندة الإيرانية لتوسيع نفوذ طهران بالمنطقة.
وحمل النشطاء والسياسيين في لبنان، مليشيات "حزب الله" وسلاحها غير الشرعي، سبب حالة الفراغ السياسي الذي يعيشها البلد، وهو ما أرجعه السياسي اللبناني ووزير العدل السابق، أشرف ريفي، إلى أن "إيران لن تسمح بانتخاب رئيس طالما لم تفرغ من أجندتها بعد"، في تصريح له الشهر الماضي.
وربط بعض النشطاء السياسيين في بيروت، بين الفراغ السياسي الذي تعيشه البلاد، والحرب السورية الدائرة في الجوار؛ حيث اعتبر الناشط محمد الحاقان أن "حزب الله" أقحم نفسه في نفق مظلم لا مخرج منه إما بانتصار الرئيس السوري بشار الأسد أو انتحار المليشيا الشيعية.
ورأى مراقبون، أن تعطيل "حزب الله" لقدوم رئيس لبناني بسبب رغبته في أن يعود منصورًا أولًا من سوريا حتى يتفرغ إلى الأجندة الإيرانية في لبنان، مشيرين إلى أن الرئاسة اللبنانية تدخل ضمن عملية التقسيم ومدّ النفوذ التي تعمل عليها طهران في المنطقة.
وفي السياق ذاته، ربط سياسيون لبنانيون مؤخرًا تعطل الرئاسة في بيروت بسلاح "حزب الله" غير الشرعي؛ حيث تلجأ قيادات المليشيا الشيعية للتذرع بسوء النظام السياسي في لبنان وتقترح مشاريع تهدف من خلالها بسط سيطرتها بالسلاح غير الشرعي رغبة منه في إبقاء لبنان بحالة الفراغ.
ويروج "حزب الله" وأتباعه لادعاءات مفادها أن النظام المنبثق عن دستور اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان عام 1989، هو السبب وراء حالة الفراغ السياسي الذي تعيشه البلاد حاليًا، داعين للبحث عن صيغ نظام سياسي جديد يقترحها ويحددها الحزب.
لكن الصيغ المختلفة التي طرحها "حزب الله" بهدف الاتفاق على قانون انتخابات جديد، اعتبرها النشطاء السياسيون انقلابًا كاملًا على دستور الطائف يتضمن في خلاصته سعيًا لفرض هيمنة "حزب الله" على لبنان باستخدام سلاحه غير الشرعي وتبعيته الإيرانية، خلافًا لرغبة وتطلعات الشعب اللبناني.
وفيما تخرق مليشيات "حزب الله" الدستور اللبناني وتتدخل في شؤون دول الجوار لإثارة الصراعات المذهبية في سوريا والعراق واليمن والبحرين وغيرها، تختلف فرضيات دوافعه وراء رغبة الحزب في إبقاء لبنان بحالة من الفراغ السياسي وعدم الاستقرار، ليتسنى له استخدامها كمنصة لتنفيذ خطط وطموحات النظام الإيراني في المنطقة على أشلاء الحروب الأهلية التي يثيرها في المنطقة.
aXA6IDMuMTM3LjE4MC42MiA= جزيرة ام اند امز