تركيا تستبق قمة قادة مجموعة العشرين بحملة في أوساط "الجهاديين"
السلطات التركية تحتجز 20 شخصًا قالت أنهم على اتصال مع "داعش"
استبقت تركيا قمة "العشرين" التي ستعقد في "أنطاليا" باعتقال 20 شخصًا قالت إنهم على علاقة بـ"داعش" في سوريا والعراق.
قامت السلطات التركية بحملة اليوم في أوساط الجهاديين قبل تسعة أيام من قمة قادة مجموعة العشرين في "انطاليا" جنوب البلاد، وأوقفت في هذه المدينة 20 شخصًا يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
ونفذت فرق شرطة مكافحة الإرهاب فجرًا سلسلة مداهمات في هذا المنتجع البحري وفي مدينتي "الانيا" و"منافغات" المجاورتين ووضعت 20 شخصًا قيد الحجز الاحتياطي. وقالت وكالة "دوغان" للأنباء: إن هؤلاء الأشخاص كانوا على اتصال مع عناصر في تنظيم "داعش" في سوريا والعراق. وقالت الوكالة: إن الشرطة صادرت عدة أجهزة إلكترونية خلال المداهمات.
ومنذ الهجوم الانتحاري الذي أوقع 102 قتلى في أنقرة في 10 تشرين الأول/أكتوبر، كثفت الشرطة التركية مداهماتها في أوساط الجهاديين.
وبحسب مدعي انقرة، فإن هذا الهجوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد، والذي دبرته قيادة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا ونفذته خلية جهادية تركية، يلقي الضوء على حجم التهديد داخل الحدود التركية.
وقالت السلطات: إن تسعة عناصر يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية كانوا يخططون لاعتداءات في "إسطنبول" و"أنقرة" أوقفوا في نهاية الأسبوع الماضي في "غازي عنتاب" (جنوب) بحسب السلطات.
وبحسب الأرقام التي نشرتها الحكومة التركية الأسبوع الماضي، فإن أكثر من ألف شخص من جنسيات مختلفة اعتقلوا الشهر الماضي في تركيا بسبب روابطهم المفترضة بتنظيم الدولة الإسلامية.
وتستضيف "انطاليا" في 15 و16 تشرين الثاني/نوفمبر القمة السنوية لرؤساء دول وحكومات الدول العشرين الأكثر ثراء في العالم، وعلى جدول أعمالها مسائل الإرهاب ومكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
ومن أبرز المشاركين في القمة الرئيسان الأمريكي "باراك أوباما" والروسي "فلاديمير بوتين" الذي تدخلت قواته منذ شهر في سوريا لشن ضربات جوية دعمًا للرئيس السوري بشار الأسد.
ولطالما واجه نظام الرئيس التركي الإسلامي المحافظ "رجب طيب أردوغان" اتهامات من قبل حلفائه بالتساهل مع فصائل المعارضة الأكثر تطرفًا التي تقاتل النظام السوري، في حركة عبور السلاح والعناصر عبر الحدود.
وبعد أشهر من الضغوط من حلفائها في الحلف الأطلسي بدأت تركيا تشديد الرقابة على الحدود لتعقب العناصر الذين يجندهم التنظيم المتطرف ولا سيما من الأوربيين المتجهين للقتال معه في سوريا.
وأوقف ستة من هؤلاء بينهم خمسة أجانب الثلاثاء قرب الحدود في محافظة كيليس الجنوبية أثناء محاولتهم العبور إلى سوريا، وفق ما أعلن مكتب المحافظة في بيان نشر على الإنترنت.
من جانب آخر اعترضت الشرطة الأربعاء في مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول 41 شخصًا قادمين من المغرب بشبهة السعي للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية بحسب "دوغان"، وطرد 20 منهم الخميس على أن يتم إبعاد الآخرين الجمعة.
وتؤكد تركيا أنها طردت أكثر من 2300 شخص يشتبه أنهم جهاديون منذ العام 2014.
وبعد هجوم انتحاري نسب إلى تنظيم الدولة الإسلامية وأسفر عن مقتل 34 شخصًا نهاية تموز/يوليو في بلدة سوروتش في الجنوب، وافقت أنقرة على الانضمام إلى الائتلاف العسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة أمريكية، والذي تنطلق طائراته من قاعدة "انجيرلك" الجوية جنوب تركيا.
غير أن الجيش التركي الذي بدأ في الصيف الفائت "حربًا على الإرهاب" ركز عملياته حتى الآن على متمردي حزب العمال الكردستاني.
وكان وزير الخارجية التركي "فريدون سنيرلي أوغلو" أعلن الأربعاء أن بلاده تدرس شن هجوم عسكري "في الأيام المقبلة" على تنظيم الدولة الإسلامية بدون أن يحدد طبيعة هذه العملية.
وقال الوزير الأربعاء: "إن داعش (وهي تسمية أخرى للتنظيم الجهادي) يهدد نمط حياتنا وأمننا (...) علينا جميعنا أن نشكل جبهة واحدة في مواجهة هذا الخطر". حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتقدر "انقرة" عدد الأتراك الذين انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية للقتال بين 1000 و1300، وعاد قسم منهم أو قتلوا في سوريا.
وقال مصدر دبلوماسي غربي رفض الكشف عن اسمه لوكالة "فرانس برس ان": "أرقام الأتراك في صفوف داعش أعلى مما هو التقييم الحالي" مضيفًا "التهديد الجهادي أصبح نقطة حساسة جدًّا لديهم، لكن من الواضح أن هذا التهديد بالنسبة إليهم يبقى وراء تهديد حزب العمال الكردستاني".
والحكومة التركية التي تخوض "حربًا ضد الإرهاب" على جبهتين ركزت منذ تموز/يوليو عملياتها العسكرية ضد متمردي حزب العمال الكردستاني.
وفي "ديار بكر" أعلن نقيب محامي المدينة التي تعد غالبية كردية في جنوب شرق البلاد الجمعة أنه سيحاكم قريبًا بتهمة "الدعاية الإرهابية" وأنه يواجه عقوبة السجن إلى ما يصل سبع سنوات ونصف سنة.
وقال "طاهر الجلي" المعروف بنضاله في سبيل القضية الكردية أنه ملاحق؛ لأنه قال على التلفزيون: إن حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردًا مسلحًا في تركيا منذ 1984 "ليس منظمة إرهابية".
من جانب آخر اقتحمت الشرطة التركية بعد ظهر الجمعة في "أنقرة" مقر منظمة نقابية قوية مقربة من الإمام "فتح الله غولن" العدو اللدود للرئيس "رجب طيب أردوغان" كما أفادت وسائل إعلام محلية.
ودخل الشرطيون بأمر من مدعي عدة مبان لكونفدرالية المقاولين الأتراك (تاسكون) وبدأت تفتيشها، ولم تعرف أسباب هذه العملية على الفور.
وأعلن الرئيس التركي الحرب على الداعية "غولن" في نهاية 2013 أثر فضيحة فساد مدوية استهدفت عدة مقربين منه. ويتهم "أردوغان" حليفه السابق الذي يدير من الولايات المتحدة شبكة مدارس ومنظمات غير حكومية ومؤسسات بأنه أقام "دولة موازية" بهدف الإطاحة به.
وقمة مجموعة العشرين في "انطاليا" هي أول حدث بارز يترأسه "أردوغان" منذ فوزه الساحق في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد.