انظروا ماذا يقول وجدي غنيم في تبريره لكفر أحمد زويل كي تكتشفوا جبال الجهل التي يسوطنا بها أمثاله
ولك عزيزي القارئ الكريم، على أقرب ما يتاح لديك من محركات البحث الإلكتروني أن تكتب أحمد زويل أو وجدي غنيم، لتكتشف نتاج التقابلية بين من أمضى حياته لخدمة المنجز الإنساني وتطور الحضارة البشرية، وبين من لا شيء لديه سوى اللسان المفلوت في التكفير العلني للعلماء الأفاضل ومدارس الشرع وقادة الرأي، بدءا من الأزهر الشريف وانتهاء بأحمد زويل، وبين الاثنين قائمة طويلة، وكلهم كفار على لسانه. تشعر بالحزن الشديد وأنت تفرغ مما استطعت أن تشاهده أو تقرأه على محركات البحث، لأنها بالضبط هي المسافة ما بين "عصر العلم" وزمن الجهل. تكتشف أن لأحمد زويل أكثر من 300 بحث استثنائي في الكيمياء الفيزيائية التي تحولت نتائجها إلى تطبيق عملي لرفاهية الإنسان وصحته، وتكتشف في المقابل ألف مقطع للتكفير والقذف والشتائم من جاهل سلاحه الوحيد في كل مشوار حياته ليس إلا لسانه الذي يتنقل به ضيفا على فضائيات الردح واللمز.
انظروا ماذا يقول وجدي غنيم في تبريره لكفر أحمد زويل كي تكتشفوا جبال الجهل التي يسوطنا بها أمثاله. يقول: (هذا المجرم الهالك الكافر يستحق اللعنة لأنه والى اليهود على المسمين حين ذهب إلى مصانع الكفار لتطوير صواريخهم التي يقتلون بها المسلمين... إلخ). هذا تسويق رخيص لكذبة الجهل المطبق لأن طالب الكيمياء المبتدئ في يومه الجامعي الأول يعرف أن لا علاقة لزويل في المطلق بالصواريخ والقنابل، ولا دخل لأبحاثه بالإنتاج العسكري. كل الدنيا تعرف أن الهدف الأساسي لأبحاثه التاريخية يذهب لرصد التفاعل الأولي لانقسام الخلايا الشاذة في جسم الإنسان كي يتدخل العلاج الإشعاعي في اللحظة المناسبة. قضى زويل آخر أربعين عاما من حياته من أجل رصد الخلية وانبعاث الضوء وانقسام الإليكترون ورصد الطاقة الكهروفيزيائية في الكائن الحي، فيما قضى الجاهل وجدي غنيم نفس الزمن في توزيع التكفير وتقسيم المجتمع إلى فسطاطين، والقدح في ذمم علماء الشريعة. جمع أحمد زويل بجاهه ووجهه وتاريخه 300 مليون دولار من أجل مدينة للعلم والتكنولوجيا لشباب مصر، بينما جمع غنيم وزمرته ما يزيد عن المليارات العشرة من أجل ميزانية مبنى سري في منطقة "المقطم" اسمه الأمانة العليا لحركة الإخوان المسلمين. عاش أحمد زويل حياته قارئا لأصعب وأعقد أبحاث علماء الفيزياء والكيمياء من أجل أن يكون لأمته رصيدا في المنجز الإنساني الكوني، بينما يطل علينا وجدي غنيم في خطاب تكفيره الكاذب المريض متكئا على بضع ورق اسمها "التبيان في كفر من أعان الأميركان" لشخص اسمه ناصر الفهد: مفتي القاعدة الذي لم يستطع حتى النجاح في بعض مقررات دراسته الجامعية. والخلاصة: إما أننا جهلة كي يسوق إلينا وجدي غنيم تبريره الكاذب في حيثيات تكفير زويل، أو أننا أيضا جهلة لا نستطيع فحص الحقيقة. اقرؤوا وصية أحمد زويل كي تعرفوا عمق الإيمان حتى في اختياره المكان الذي يبقى فيه ما بين وفاته وساعة دفنه. لقد أوصى أن يبقى جثمانه في المسجد.
نقلًا عن صحيفة الوطن أون لاين
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة