المشاريع الاستيطانية.. خطوات إسرائيلية منفردة لترسيم الحدود
ما بين بناء وحدات استيطانية جديدة، ومصادرة أراضٍ، تعمل سلطات الاحتلال بوتيرة متسارعة لفرض أمر واقع في الضفة الغربية والقدس
ما بين بناء وحدات استيطانية جديدة، ومصادرة أراضٍ لبناء تجمعات استيطانية، تعمل سلطات الاحتلال، بوتيرة متسارعة، لفرض أمر واقع في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، غير آبهة بالغضب الفلسطيني والانتقاد الدولي.
أحدث القرارات الإسرائيلية كشفت عنها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الإثنين، والمتمثلة في مخطط استيطاني كبير، يشمل بناء مراكز تجارية ووحدات سكنية في منطقة جنوب جبل الخليل، والذي جاء بعد يوم واحد من مصادقة إدارة التخطيط الإسرائيلية، على مخطط بناء 4200 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "مودعين" غرب مدينة رام الله.
وأكد أحمد جرادات، الخبير في شؤون الاستيطان، لـ"بوابة العين"، أن "ما يجري يؤكد أننا أمام هجمة استيطانية واسعة، تسابق فيها إسرائيل الزمن لفرض وقائع على أرض الواقع"، لافتًا إلى أن الاحتلال لا يقتصر على إقامة وحدات استيطانية بل يشمل مصادرة أراضٍ وإقامة تجمعات صناعية وتجارية.
وتشمل الخطة الإسرائيلية في "مودعين"، إقامة 1050 وحدة استيطانية صغيرة معدة للأزواج الشابة ومناطق تجارية وصناعية بمساحة 23 ألف متر مربع، علمًا أن الخطة بكاملها ستنفذ على مساحة 1140 دونم غرب الطريق رقم 3.
شمولية التوسع الاستيطاني
وقال جرادات إن الخطير أن سلطات الاحتلال كانت في السابق تعلن عن وحدات محدودة، أما اليوم فالإعلان يطال آلاف الوحدات الاستيطانية كما جرى أمس في مستوطنة مودعين، وقبله بيوم 1700 وحدة قرب بيت لحم، منوهًا إلى أن من النتائج الخطيرة لهذه التوسعات، عزل العديد من القرى الفلسطينية ومحاصرتها بالتجمعات الاستيطانية.
وأشار إلى أن الاستيطان لا يقتصر على منطقة واحدة بل يشمل القدس وشمال الضفة وجنوبها وشرقها، ليخلق وضعًا صعبًا يحول المدة الفلسطينية إلى كانتونات منعزلة وبعضها محاصر داخل التجمعات الاستيطانية.
خطة إستراتيجية
خليل التفكجي، خبير الاستيطان ومدير دائرة الخرائط بجمعية الدراسات العربية، يشير إلى أن حملة الاستيطان هي جزء من برنامج إسرائيلي وخطة إستراتيجية موضوعة منذ عام 1979، ويستغل الوضع الفلسطيني المنقسم والمنشغل حاليًا بالانتخابات، والوضع العربي المتشرذم، وحالة الانتخابات الأمريكية التي عادت ما يجري فيها استرضاء إسرائيل، والموقف الخجول لأوروبا.
وقال التفكجي، لـ"بوابة العين"، إن ما يجري هو ترسيم حدود من جانب إسرائيل فقط، مؤكدًا أنه لا يوجد في الفكر الإسرائيلي، طرح لقبول دولة فلسطينية ممتدة الأطراف؛ لذلك يحدث هذا التوسع الاستيطاني في ظل هذه الحكومة اليمينية.
وأشار إلى أن الخطط الإسرائيلية تشكل توطين مليون مستوطن في الضفة؛ حيث وصل العدد حتى الآن إلى 750 ألف، إلى جانب إقامة 58 ألف وحدة استيطانية في القدس حتى عام 2020.
aXA6IDMuMTQ1LjM4LjY3IA== جزيرة ام اند امز